نالت الدكتورة مناهل عبدالرحمن ثابت لقب عبقرية العام لسنة 2013 من منظمة قاموس العباقرة العالمي، ممثلة عن قارة آسيا، لتكون أول شخصية من أصل عربي تنال هذا اللقب، كما أصبحت أصغر امرأة عربية تدرج في موسوعة العباقرة العالميين وذلك لتميزها العلمي، ولما قدمته للعالم من إضافات نوعية في مجالات علمية نادرة، مما أهّلها بجدارة لتكون أول عربية تترأس جمعية عباقرة العالم، ورئيسة الجمعية العالمية للذكاء النادر.
تفوقت الشابة اليمنية مناهل على أكثر من 800 متقدم لنيل هذا اللقب في امتحانات مقياس الذكاء، وهي من مواليد 14 تشرين الأول/ أكتوبر 1981، وتعد من القلائل في العالم الحائزين على شهادة الدكتوراه في اختصاص الهندسة المالية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.
وتعتبر الهندسة المالية من بين العلوم الحديثة حيث بدأت تُدرس أكاديميا منذ 15 سنة وتختص في بناء الأنظمة المالية وهيكلتها وإعادة هيكلتها، وتم إدراج أطروحتها في هذا المجال في نظرية سلوك سعر الفائدة والاختبارات التجريبية لنظرية التسعير المرجحة في الأسواق المالية، هذا الاختصاص الحديث يعد من أصعب العلوم التي تدير دفة الأسواق والاقتصاد العالمي، لذلك لا نجد كثيرا من المختصين فيه ومناهل ثابت هي أصغر وأول امرأة عالميا تحصل على شهادة الدكتوراه فيه بل وتثريه بنظريات جديدة.
وهذه العبقرية الشابة هي أيضا المرأة الوحيدة في العالم التي دخلت عالم البحوث في علم الانضباط بالنظريات الميتافيزيقية؛ من خلال أطروحتها في مجال رياضيات الكمّ بوضع معادلات رياضية جديدة لحساب مسافات الكون في غياب الضوء وقياس سرعة العناصر الصغرى لمشتقات الذرّة.
وتعتبر مناهل ثابت عضوا فاعلا في عدد من المنظمات الهامة مثل جمعية العباقرة العالمية الدولية “منسا”، والمؤسسة الدولية للمهندسين الماليين التي منحتها لقب “ضليع″ في الرياضيات، كما أنها عضو فاعل في منظمة “القيادات العربية الشابة”، وعضو ناشط في عديد المؤسسات والمنظمات ذات الصبغة الاجتماعية والإنسانية والخيرية.
ولعل ما حققته العالمة مناهل جعلها مصدر فخر لوطنها، ويندرج تكريمها يوم 22 أبريل/ نيسان من قبل رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة بمقر القنصلية العامة اليمنية بدبي (بلد إقامتها) في إطار الاعتراف لهذه السيدة بفخر واعتزاز بلدها بما قدمته له وللعالم كافة من إضافات علمية نوعية ومميزة، ولأنها رفعت راية اليمن وارتقت بقيمة المرأة اليمنية خصوصا والعربية عموما.
وقال رئيس الوزراء اليمني: “أنا سعيد بتكريم الدكتورة مناهل ثابت التي رفعت هامة اليمن عاليا في المحافل العلمية الدولية، ونالت ما تستحقه من مكانة علمية بوصفها واحدة من أبرز رموز المستقبل بالعلوم المجردة والرياضيات الكمية والاختراعات”.
ومن جانبها أعربت الدكتورة ثابت عن سعادتها البالغة لهذه اللّفتة الإنسانية التي تعكس ما توليه حكومة بلدها من اهتمام لأبنائها المبدعين في الخارج.. مؤكدة أن هذا التكريم يعد تشريفا كبيرا للكوادر اليمنية وحافزا كبيرا لمزيد العطاء والاجتهاد في جميع المجالات.
كما حظيت الدكتورة ثابت بتقدير عالمي لكونها أصغر طالبة في العالم تنال درجتي الدكتوراه بتفوق في مجالات علمية نادرة كالهندسة المالية والرياضيات الكمية، ونيلها لقب عبقرية العالم لعام 2013، وغيره من الألقاب، أبرزها لقب ملكة البورصة من قبل “وول ستريت جورنال”، لضلوعها في عالم البورصة والمداولات المالية.
هذه العبقرية العربية على مستوى عالمي لا يعرفها الكثيرون و الدكتورة ثابت تعمل في صمت ولا تسعى للنجومية والشهرة فظهورها الإعلامي ظل مناسباتيا، فبعد تتويجها بلقب عبقرية عام 2013 وعند حصولها على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي بدبي، وفي لقاء مع إحدى القنوات العربية تقول ثابت معرفة بنفسها: ” أنا من اليمن، وأنا أصلا إنسانة موهوبة حيث تم التعرف على موهبتي في سن الرابعة، ولذلك دخلت برامج إثرائية وبرامج تسريع دراسي، وتخرجت من الثانوية في الرابعة عشرة من عمري ودخلت الجامعة لما بلغت الخامسة عشرة ودرست الاقتصاد في جامعة أميركية، وأنا أصغر امرأة في العالم حائزة على دكتوراه في الهندسة المالية في الخامسة والعشرين من عمري وتحصلت على الدكتوراه الثانية في الثامنة والعشرين في اختصاص رياضيات الكم، وعلميا تم تبني النظريات التي اخترعتها في عديد المؤسسات العالمية المتخصصة في الفضاء لقياس المجرات الكونية وسرعة انتقال الضوء بينها..”.
وتعتبر الدكتورة مناهل المرأة الوحيدة على المستوى العربي التي دخلت مجال رياضيات الكم، لعشقها “للأرقام التي لا تكذب والتي لا تفرّق بين المرأة والرجل” حسب قولها، وتم اعتماد أبحاثها في الجامعات الأميركية لمزيد التعمق فيها بأغراض تنموية واستخدامها لتطوير علم الرياضيات، ومن أبرز التكريمات والجوائز التي حازت عليها عبقرية اليمن خلال مسيرتها الحافلة بالنجاحات نجد:
-جائزة التميز الدولية والبيئية والإنسانية العالمية لعام 2000 نظرا لجهودها البارزة في البعثات البيئية والإنسانية في أفريقيا بينما كانت تعمل مع الأمم المتحدة.
-أصغر فائزة بامرأة عام 2000 من قبل “اتحاد المرأة من أجل السلام العالمي”.
-المرأة الملهمة للعام 2010 عن مجلة “لوفيسيال”.
-سفيرة النوايا الحسنة لمؤسسة “إيكو الدولي للفنون” (مؤسسة تابعة للأمير ألبرت الثاني أمير موناكو).
-ملكة البورصة بتصنيف وول ستريت جورنال.
-أصغر امرأة في العالم والوحيدة الحاصلة على دكتوراه في الهندسة المالية.
-عضو منسا، ورابطة العالم للعباقرة.
-رئيسة منظمة مجتمع الذكاء النادر (World Intelligence Network) والذي يشترط نسبة 98 بالمئة كنسبة مئوية لمعدل ذكاء الندرة (هي منظمة مسؤولة عن 27 مؤسسة لمتفوقي الذكاء في العالم).
-أكثر من 130 شهادة دولية وإقليمية ومحلية في مجالات التميز.
وتؤمن الدكتورة مناهل ثابت بدور العمل والاجتهاد والتعليم في تحسين وضع المرأة العربية، وبقدرة هذه الأخيرة على تحقيق المستحيل، وفي رسالة أرادت أن توجهها للمرأة تقول الدكتورة مناهل ثابت: “المستحيل هو وجهة نظر، بالتالي لا وجود للمستحيل وأيّة امرأة تجتهد وتثابر وتتعلم بإمكانها أن تصل إلى مستويات عالمية وتاريخية، وهناك عدة نماذج لنساء عربيات أقف لهن احتراما لما وصلن لتحقيقه في جميع المجالات..”.
وتعمل الدكتورة ثابت وهي في سن الثانية والثلاثين على اختراع صيغة جديدة في رياضيات الكم، وتوضح مبدية حماسها تجاه النتائج المرتقبة لعملها: “إذا حالفني النجاح، فسيكون ذلك توسعا جذريا في علم الرياضيات والفيزياء الكمية معا”، ورغم هذا التفوق العربي والعالمي تقيّم مناهل نفسها بكل تواضع فهي مازالت ترى نفسها طالبة، وتقول: “إنه كلما زادت معرفتك العلمية، كلما أدركت أنك لا تعرف سوى القليل”.
وزملاء ثابت والعاملين معها يمدحونها كلما سئلوا عن آرائهم فيها ويرون أنها ليست فقط عبقرية في مجال الهندسية المالية ورياضيات الكم بل كذلك في أداء عملها على أكمل وجه وعبقرية في التعامل والتعاون مع الآخرين.
ولتميزها في عالم المال والأعمال لقبت بملكة البورصة وهي ممثلة المرأة العربية في هذا المجال المعقد والصعب، وهي العربية الوحيدة المصرح لها بالتداول في بورصة “وول ستريت” الدولية وعدد كثير من البورصات العالمية، وتطمح الدكتورة مناهل إلى رؤية بورصة عربية كبرى تشمل جميع البورصات العربية وتنافس البورصات العالمية.
وتقيم ثابت في دبي وترى أن دولة الإمارات فتحت المجال لتمكين المرأة وإيلائها ما تستحقه من مكانة، كما أنها لم تنس بلدها الأصلي اليمن.
وخلال الكلمة التي ألقتها بعد تتويجها بلقب عبقرية عام 2013، وإدراجها ضمن أكثر 100 امرأة مؤثرة ومن ضمن أقوى 500 شخصية عربية في العالم، صرحت أنها تريد إهداء هذا اللقب لبلدها.
وقد أثار هذا التكريم مشاعر الفرح والفخر لدى اليمنيين، وهو ما ظهر في تعليقاتهم على تكريم مجلة “أرابيان بيزنس″ لها في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر)، فأدخلت بذلك الفرحة لدى أبناء وطنها خاصة في ظل الحزن والصراع الطائفي الذي يعيشه اليمن.
وقد برهنت مناهل للعالم أن قدرات المرأة لا يجب الاستهانة بها، وأنها قادرة على فرض وجودها بجدارة وتحقيق التميز والنجاح في كل الاختصاصات والمجالات حتى في الاختصاصات العلمية الأصعب، وبما أنها ما تزال شابة فهي قادرة على أن تدخل التاريخ وتصبح من الجهابذة في مجالات تخصصها العلمي.