احتفى العالم باليوم العالمي للعمال وتزامن ذلك في إحتفالية حرية الصحافة العالمي أيضا الذي تزامن مع مطلع هذا الشهر ،وحين تجتمع الصحافة مع الإحتفال بالعمال الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان العالم يكون ذلك تأكيدا على أهميتهم في مسيرة البناء والتنمية ،وإستمرارية الحياة على الأرض ،وأيمانا من الجميع بدورهم العظيم في خدمة الناس في كثير من المجالات التي تستقر بوجودهم أجواء الحياة بالمجتمع، ، وتأت الاحتفالية بيوم العمال العالمي تثمينا لهم في توفير متطلباتنا وخدمتنا ،و تأت تصديقا لما دعا إليه الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله " أعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" إعترافا بجهدهم وشكرا لهم على عملهم ،وحين نحتفل كل عام من شهر مايو مع العالم بيوم حرية الصحافة فهو تأكيد على دور حرية الرأي في إيصال رسائل عدة للمعنيين حول قضايا عدة منها قضية حق المرأة بالعدالة الإجتماعية ،والحد من العنف ضدها ،ووقف إستنزاف طاقاتها لخدمة المجتمع الذكوري ،وعدم إحباطها وتوفير الأمان الإجتماعي لها ،والتمكين الإقتصادي في حياتها ، و بالنسبة للاحتفال بحرية الصحافة والتعبير عن الرأي فهو نداء للمشرع بان الإعلام أداة تغيير وصانعا للقرارات المصيرية ،وما بين الاحتفاليتين قصص كثيرة ومترادفات عدة ، ومتناقضات في المقارنات المعيارية وفق المقاييس العالمية وحكايات متناثرة ،فالعمال في معظم البلدان العربية والغربية هم الفئة المحرومة الأقل أجورا والأكثر إنتاجا ،ويتعرضون للقمع والتحجيم ،بينما الإعلام هو رائد التغيير ورافع راية حرية الرأي والتعبير ،به تسقط ممالك وإمبراطوريات ،وبه تنهار كيانات وتبنى قصور وتروى حكايات مدن ومعجزات وإبداعات وبه تبنى صروح فكرية وتسيج معالم حضارية وتعلو أصوات وتخبو أبواق الظالمين ،و لا يمكن لأحد أن ينكر دور الإعلام في التسويق ،ويكفي لعنوان بصحيفة أن يكون قشة تقسم ظهر البعير ،في حين أن الإعلام يرفع بيوتا لا عماد لها و قد يهدم بيوت العز والكرم ،فالإعلام سلاح ذو حدين ،وكذلك العمال إذا تمردوا ورفضوا الظلم والإستبداد ، إذا ما حرموا من أدنى الحقوق لهم ،وذابوا في بوتقة الأسياد والعبيد والعبودية ،ومابين المناسبتان عامل مشترك هو هضم الحقوق والتقزيم أو العكس صحيح ،قحين يحجم دور الإعلامي أو الصحفي ولا يأخذ برأيه بعين الاعتبار قد تثور الثائرة وتتحول الحكايات إلى حروب ضارية وحرب الأقلام أشد وطأة من حروب الرصاص القاتل في حين أن تمرد العمال قد يدمر منجزات أجيال ،وبوجود القلم الذي لا يكسر ولا يجف ولا ينحني مهما حاول البعض شراءه بالمال فتتوج الأحتفال بالصحافة بالأمجاد ،لهذا فلتكن الاحتفالية بالعمال والإعلام صنوان في تحقيق العدل والمساواة في الحقوق والوجبات لكليهما
وكل عام والإعلاميين والعمال بخير