تتشابك خيوط الحكايات أحياناً عندما يتناول الحوار ذكريات عن الماضي البعيد، وقد يصعب تصوير المشهد الحقيقي الذي لامس خفايا الروح، وترك بعض الندبات والخدوش السطحية فوق مساحة النفس الشفافة؛ نتيجة موقف عابر وجدنا أنفسنا فجأة نروي سيناريو الحدث فيه، ويصبح وجودنا بين تفاصيله هو القرار الذي لا رجعة لنا فيه؛ لأنّه القدر الذي نحاول أن نجعله القدر الأجمل، إذا أردنا تلوينه برسم ابتسامة متفائلة، أو تخيّل حلم وردي يحيله الواقع إلى ما هو أروع.
..دور الإيواء عالم لا يبعد كثيراً عن واقعنا الجغرافي سوى في تضاريس المكان، وطبيعة وجوده، رغم أنّ كل شيء داخل الدور يشعرك أنّك في بيتك، وبين حميمة أهلك التى لا تذبل أبداً، فالغرف متجاورة، وفتيات الدور كفراشات ملونة تبعث الفرح في أرجاء المكان، والأحلام رغم بساطتها إلاّ أنّها عميقة، تبحث عن الدفء في عناق مع شريك يحقق لها الأمان، ويحيل اليتم إلى علاقة زوجية آمنة، ومستقبل أجمل للأبناء.. إنّ فتيات الدور ليسوا علامات استفهام حائرة تبحث عن أكثر من إجابة، بل ربما كانوا أكثر صدقاً، وثقةً، ونقاءً من ذلك الماضي الذي يطارد مستقبلهم، والذي أثبتت بعض المواقف أنّهم على قدر المسؤولية.
توفيق الطلبات
وأوضحت "سمها سعيد الغامدي" -المديرة العامة للإشراف النسائي الاجتماعي بمنطقة الرياض- أنّ الزواج من فتيات الدور يتم من خلال لجنة الزواج، التي تستقبل الطلبات التي قدمت عن طريق الوزارة أو عن طريق الإشراف النسائي، ثم تتم دراسة الطلبات، وتتم المقابلة الشخصية مع المتقدم من لجنة مكونة من أخصائيي علم الاجتماع والنفس، وإذا وجدوا أنّ مواصفاته ملائمة للفتاة، بأن يكون الخاطب محط ثقة، ولديه مصدر رزق ثابت، وأن يكون جاداً في طلبه، ويتم ترشيح الفتاة المناسبة له، وعادةً ما يبدأ بفتيات الدور ويُبحث عن أقربهن مواصفات له، بناءً على قاعدة المعلومات التي تحوي رغبات الفتيات ويتم التوفيق بين الطلبات.
وأضافت أنّه يتم إرسال الطلب للدار التي فيها الفتاة، وتعرض الأخصائية الاجتماعية المشرفة الأمر على الفتاة، وإذا حصل التوافق يدخلون في مرحلة النظرة الشرعية، وتعطي أحياناً أكثر من فرصة حتى تطمئن الفتاة، فقد يعتريها الخجل وتحرج من طرح أسئلتها، وبعدها تتم مراسيم الزواج، ويتم عقد النكاح لدى الشيخ في المحكمة -إذا كانت فتاة يتيمة-، واذا كان لديها أسرة عن طريق ولي الأمر -حتى في حالات العنف الأسري-، لافتةً إلى أنّ هناك مكافأة مالية لليتيمات واليتامى عند الزواج تصرف لهم قيمتها (60.000) ريال بعد زواجها.
إنفتاح مجتمعي
وذكرت "سمها" أنّ عدد المتقدمين من أبناء الأسر للزواج من فتيات الدار أكثر من أبناء الدار أنفسهم، مرجعة أسباب ذلك إلى أنّ المتقدمين أصبح لديهم نوع من الانفتاح المجتمعي نحو الفتيات اليتيمات، وأنّ بعضهم يرغب في كسب الأجر وأنه لا يعيبها شيء من جانب أنّه ليس لديها نسب، وبعضهم قد يكون لديه أسباب اقتصادية في حالات بسيطة، مستدركةً: "وهذا لا ننظر له مطلقاً؛ لأنّه يهمنا أن يكون وضع الخاطب المالي لابنتنا جيّدا، حتى يستطيع تكوين أسرة".
وأضافت أنّ بعض الراغبات في الارتباط من الفتيات تفضل شباب الدور، على اعتبار أنّ الظروف بينهم متشابهة؛ مما يساعد على خلق نوع من الانسجام بينهم، وبعضهن تفضل الزواج من أبناء الأسر، والأبناء اليتامي لديهم الرغبة نفسها أيضاً؛ لأنّهم يرغبون في بناء أسرة ممتدة، ولكن يجدون صعوبة في قبول الأسر لهم، ففرصة الفتاة اليتيمة أفضل من الشاب اليتيم في الارتباط، وحالات نادرة من الأسر توافق، ويظل الأمر داخلاً في نطاق القسمة والنصيب.
نسبة المشاكل
ولفتت "سمها" إلى أنّ المشاكل التي تواجه الفتيات قليلة، وأنّ نسبة نجاح الزيجات عالية جداً، بنسبة (90%) نتيجة للتأهيل، فهناك دورات تدريبية للجنسين، كاشفةً عن طموحهم بأن تكون إلزامية مستقبلاً للشباب، منوهةً بأنّ المشكلات التي تحدث للفتيات لا تختلف عن باقي أفراد المجتمع، وغالباً في السنة الأولى تحدث المشكلات ويتدخلون كثيراً للإصلاح، ويعقدون جلسات إرشادية، وإذا حدث الطلاق، لديهم قسم خاص لاستقبال المطلقات مع أبنائهن، ويتم إعادة تأهليهن من جديد وتزويجهن من أشخاص أكثر كفاءة.
وأشارت إلى أنّ هناك بعض الحالات الفردية قد يصلون فيها إلى المحاكم، وغالباً القضاء يقف في صف بنات الدور إذا كانوا مظلومات على اعتبار أنّ القاضي ولي شرعي ويتم التعامل السريع مع الحالات وايجاد الحلول المناسبة لها.
خطأ الآخرين
وقال "د.محمد بن مترك القحطاني" -وكيل عمادة التقويم والجودة وعضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية-: "المجتمع يحتوي غالباً على عدد من الشرائح، ومن أهمها فتيات الدور الإيوائية، فبعض من في هذه الدور قد يَشعرن بالإحباط؛ بسبب أنّها فاقدة لأسرتها، مثلاً قد تكون يتيمة، أو مجهولة النسب، أو غيره"، مبيّناً أنّهن ذلك قد يشعرن باليأس، والسبب هو أنّ بعض الشباب -للأسف- لا يرغبون بالارتباط بهن، بسبب الصورة النمطية الخاطئة التي قد تكون لدى بعض الشباب التي ليس لها أساس من الصحة.
وأضاف أنّ فتاة الدور ليس لها ذنب في وضعها الحالي، ولا مبرر لنأخذ عنها صورة سلبية، ويجب على أفراد المجتمع بشكل عام، وعلى الوالدين والمربين أن يغرسوا في الأبناء والبنات النظرة الإيجابية لفتيات الدور، فقد تكون إحدى فتيات الدور أجمل وأفضل خلقاً وعلماً من فتاة أخرى تعيش مع أمها أو أبيها داخل أسرة، موضحاً أنّ الدين الحنيف حث بأنّ لا نُحمل الأشخاص أخطاء غيرهم، وقد قال تعالى: "وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ"، ففتاة الدور ليس لها ذنب في وضعها الحالي، وإنما هو قد يكون خطأ والدتها أو والدها أو المجتمع، رافضاً فكرة زواج شخص ما بفتاة الدار فقط لأنها تستلم معونة.
نظرة خاطئة
وبيّن الأستاذ "أحمد بن حمد السعد" -اخصائي اجتماعي- أنّ جميع فئات المجتمع من دون استثناء تتفق بأنّه لا ذنب لفتيات الدور فيما يواجهنه من مصيرهن الأسري، والتعليمي، والوظيفي، وجميع احتياجاتهن الأساسية، على الرغم من أنّ الحكومة الرشيدة ترعاهن وتعمل على تلبية جميع احتياجاتهن، مع محاولة إشراكهن في برامج مجتمعية، من أجل انخراطهن بالمجتمع، وتغيير نظرة الناس إليهم، ولكن لا تزال نظرة الشفقة والرأفة تجاههن موجودة، معتبراً أنّ السماح لبعض الأسر بتبنيهن مع أبنائهم دافعا قويا لتغيير هذة النظرة، وينعكس ايجاباً على الفتاة؛ لأنّ الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ويحب الانخراط في المشاركات العائلية والمناسبات.
وأضاف أنّ تغيير الصورة السلبية عن الفتيات يكون من خلال إشراكهن في المسؤولية المجتمعية، والإفادة منهن في خدمات التعليم والصحة، وغيرها، وأيضاً تعليمهن في مدراس التعليم العام، والجامعات الحكومية؛ لأنّ العرف الاجتماعي اعتاد على تقييم الأشخاص من خلال الجلوس معهن، ومخالطتهن في مقاعد الدراسة، وأماكن العمل، وحينما يبدأ المجتمع بمخالطتهن ستبدأ هذه النظرة بالتغيير، مستدركاً: "لكن ذلك قد يؤثر في بعض الأحيان على بعض الفتيات نفسياً، حينما تتحدث الأخريات عن آبائهن، وأمهاتهن، وإخوتهن، ولكن قد يكون هذا الأثر في بداية الأمر، وسرعان ما يزول بعد فترة من الانخراط بالمجتمع؛ لأنّ هناك مختصين اجتماعيين في الدور يهيئونهن لجميع الأمور التي قد تؤثر عليهم نفسياً".
تشجيع الشباب
وأكّد "السعد" على أنّ المجتمع يتفق بأنّه لا مانع من الزواج بفتيات الدور، وعندما توجد الفتاة التي نرضى عنها ديناً وخلقاً فلا مانع من الزواج بها، ولكن المعضلة الكبرى في هذا الموضوع بأنّ بعض فئات المجتمع يضعون أنّه من حق أبنائهم معرفة أعمامهم، وأخوالهم، ومن أي أسرة ينتسبون؟، إلى جانب العرف الاجتماعي فيما يخص الانتساب بأسرة فلان وقبيلة علان، معتبراً أنّ أفضل الطرق لتشجيع الشباب للارتباط من هؤلاء الفتيات من خلال شقيقة الشاب، كونها من تختلط مع الفتيات في المدرسة، أو الجامعة، أو العمل، وهي من تعرف -حتى لو بصورة عامة- عن أخلاقهن، ومن تعطي نصائحها لأخيها من خلال عدم الممانعة بالارتباط بهؤلاء الفتيات. وأشار إلى أنّ بعضهن تتصف بقدر كبير من الدين، والخلق، والجمال، وأنّ الارتباط بها فيه من الأجر عند الله سبحانه وتعالى الشيء الكبير، وهناك في مجتمعنا أمثلة حية وموجودة، حيث إنّ بعض الشبان يرتبط بفتيات الدار ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي، مع وجود قدر كبير من الاحترام والتقبل تجاه أصل ومنشأ كل شخص فيهم، مستشهداً بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:"تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، حيث إنّه جعل ذات الدين مطلبا حقيقيا وأساسيا للشباب وهي منتهى الاختيار والطلب.
لا يشعرن بالاكتئاب والخوف من المجهول..!
أوضح "د. محمد بن مترك القحطاني" أنّه في بعض الأحيان قد تشعر فتاة الدور بالاكتئاب، وهو من أكثر الأمراض النفسية التي تُصيب أفراد المجتمع -خاصةً النساء-، حيث يشعر الفرد بالحزن الشديد، وفقدان الأمل بالمستقبل، وأنّ الحياة لا تَصلح للعيش، والشعور بالخمول، والرغبة بالموت، وهو أمر خطير جداً، لا بد من أن يُنتبه له ومعالجته قبل أن يَتفاقم، مبيّناً أنّه يحدث بسبب الظروف الضاغطة التي قد تَتعرض لها فتاة الدور.
وأضاف أنّ على الجهات الحكومية توفير الأخصائيات النفسيات والاجتماعيات المحترفات للعمل في الدور الإيوائية، وتوجيه وإرشاد الفتيات دينياً ونفسياً واجتماعياً، كذلك لا بُد من تقديم دورات للعاملات في الدور الإيوائية عن كيفية التعامل الجيد مع الفتيات، وسبل التصرف بحكمة عند حدوث مشكلة معينة وأيضاً أقترح تقديم دورات وحصص مكثفة لفتيات الدور عن تطوير الذات ومهارات حل المشكلات، وفن التفوق والنجاح؛ لأنّ هذه الدورات تبني شخصية قوية متفوقة متفائلة لدى فتاة الدور، وعلى المؤسسات الحكومية والخاصة أن تَتعاون مع فتيات الدور بشكل كبير وإعطائهن الأولوية في التعليم والتدريس والتوظيف، من أجل مساعدتهن على تكوين مستقبل ناجح، والإفادة منهن في المجتمع، واستثمار مهاراتهن بشكل جيد.
وأشار إلى أنّ التهيئة النفسية لفتيات الدور مهمة، وهي مسؤولية الجميع، فالتشجيع والتحفيز والتعزيز لها دور كبير في زيادة دافعية الإنجاز لدى فتيات الدور، وبناء شخصيتهن بشكل سليم وجيد، وتنمية مفهوم الذات الإيجابي، بحيث تكون نظرة الفرد عن نفسه إيجابية، موضحاً أنّه إذا استطعنا أن نكوّن لدى فتيات الدور الإيوائية نظرة إيجابية عن أنفسهن وذواتهن، سيصبحن واثقات بأنفسهن قادرات على تطوير مهاراتهن، ومواجهة تحديات الحياة والتغلب على الصعوبات التي قد تواجههن.
وأضاف أنّ على المربيات والعاملات في الدور الإيوائية -خاصة في مرحلة الطفولة- أن يَغرسوا القيم الأخلاقية والدينية السمحة في نفوس الفتيات، حيث إنّ العديد من الدراسات والنظريات النفسية أشارت إلى أنّ مرحلة الطفولة أهم مراحل النمو الإنساني، وهي التي تُشكل شخصية الفرد لاحقاً، وما تغرسه في الصغر ستحصده في الِكبر، مشدداً على دور وسائل الإعلام، واهتمامها بنشر ثقافة التعامل الحسن والإيجابي مع فتيات الدور، والمساهمة في تكوين صورة إيجابية عنهن، وعلى أئمة المساجد أن يتناولوا بالخطب والمواعظ عن أهمية التعامل الجيد مع فتيات الدور كالزواج والتوظيف والتعليم، مستشهداً بالحديث الشريف: "المسلم للمسلم كالبنيان يَشد بعضه بعضا".
يبدأ الزواج بتقديم طلب ومقابلة ويتوقف عند الرؤية والتحري
تستقبل إدارة شؤون كفالة الأيتام طلبات الراغبين بالزواج من الفتيات اليتيمات الملحقات بالدور والمؤسسات الاجتماعية، كما يمكن التقديم على أي فرع من فروع الوزارة.
وتتواصل جهود وكالة الرعاية والتنمية الاجتماعية في رعاية الأيتام مسترشدة في ذلك بتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، حيث لا تقف جهودها على الرعاية الإيوائية فقط، أو تسليم الطفل، أو الطفلة إلى أسرة كريمة، سواء كانت حاضنة أم صديقة، بل تحيط رعايتها لهم بكافة جوانب حياتهم، ولعل من شواهد ذلك هو تقديم كافة أوجه الرعاية للأيتام من الجنسين منذ الولادة وحتى المرحلة التي تمكن اليتيم من الاعتماد على نفسه بعد تأكد الوكالة من ذلك.
ونظراً لأنّ الوزارة هي الولي الشرعي البديل للفتيات اليتيمات ومن في حكمهن فإنّ موضوع تربية وتزويج الفتيات من أهم أعمالها، حيث وضعت الشروط والضوابط للمتقدم بطلب الزواج، إذ تتم مقابلة طالب الزواج من قبل مختصين لتحري كفاءته وقدرته على الزواج، ويتم ذلك من خلال تعبئة الاستمارات الخاصة بالزواج والتي تشتمل على قسمين، قسم خاص بالمتقدم للزواج وتشمل جميع البيانات الضرورية عنه، إضافةّ إلى إرفاق مستندات صحية واجتماعية عنه أيضاً، والقسم الآخر من الاستمارة يشمل البيانات الضرورية عن الفتاة وجهة رعايتها ومستندات أخرى عن رغبة الفتاة في دخول الحياة الزوجية وقبول المتقدم لها.
ويعد ذلك التوجه تكملة للجهود المبذولة لرعاية الفتيات اليتيمات ومن في حكمهن والتي تهدف إلى تعليمهن، وتربيتهن، وتهيئتهن، ليصبحن ربات بيوت قادرات على تحقيق حياة أسرية كريمة، وتقدم الدولة هدية مناسبة لكل فتاة عند زواجها، غالباً ما تكون بحاجة إليها في هذه الفترة الانتقالية من حياة الدراسة والرعاية داخل الدور الاجتماعية إلى حياة الزواج وتكوين الأسرة.
وفي تاريخ 23/9/1427ه صدر قرار مجلس الوزراء رقم (237) بزيادة المخصصات المقدمة للأيتام، وشملت إعانة الزواج لتصل إلى مبلغ (60.000) ريال واعتمد الصرف من تاريخ 1/1/1428ه، تسلم بإشراف أشخاص موثوق بهم؛ للتحقق من توفر أسباب التكافؤ بين زوجي المستقبل وتهيئة السبل لبناء أسرة تكون نواة صالحة في المجتمع، كما شُكلت لجنة باسم لجنة إصلاح ذات البين، ومهمتها سرعة معالجة المشكلات التي تحدث للفتيات اللاتي ترعاهن الوكالة، وإيجاد الحلول المناسبة قبل تطور المشكلة ودخول أطراف خارجية، ومحاولة التوفيق بين الزوجين الذين قد يكدر حياتهما بعض المشاكل.
نفت "سمها الغامدي" أن تكون هناك حالات لفتيات تعلقن عاطفياً بأشخاص، ويرغبن الزواج منهم؛ لأنّهن يدركن جيداً أنّ مثل هذا النوع من العلاقة لا يثمر عن نجاح، مؤكّدةً على أنّ المجتمع بحاجة لتوعية الشباب للارتباط من الفتيات، من منطلق الثقة فيهن، وليس الرأفة بهن، وتعزيزاً لدور الدُور الكبير، مؤملةً أن يكون هناك دعم حقيقي ولا يكون الهدف من الزواج استغلال اليتيمة!.
وأضافت أنّ الفتيات يتعاملن مع التقنية بسهولة، لكن وفق ضوابط معينة، ومن ترغب في شحن بطاقتها الهاتفية فإنّ ذلك يتم من مصروفها الخاص، حتى تقدّر قيمة المكالمة، بالإضافة إلى أنّ شبكة الإنترنت متاحة بمتابعة وتوجيه من المشرفات، ولديهم تواصل مع المجتمع عبر برامج وشبكات التواصل الإجتماعي، والعديد من الفتيات لديهن حسابات في تويتر، وانستجرام، ولديهم اطلاع إعلامي واسع بما يحدث حولهم محلياً ودولياً.
وأشارت إلى أنّهم يطالبون أن ترفق أسماء فتيات وفتيان الدور من اليتامي ب"أل التعريف"، حتى يُرفع عنهن الحرج، متمنيةً أن ينظر الفقهاء في ذلك وإجازته من دون المساس بما يتسبب فيه الإحراج لبعض الأسر، مبيّنةً أنّ الدور عبارة عن بيوت ساكنيها من الشباب والفتيات المحرومين من الحياة الأسرية، وتقوم على نظام أسري، ويجدون احتياجاتهم الكاملة خلال سنوات عمرهم المختلفة، ويندمجون مع المجتمع، وينسجمون معه بسهولة جداً.