توصلت دراسة جديدة أجراها الباحثان في علم النفس بجامعة “فيينا ليفيا توموفا” و”كلاوس لام”، إلى أن النساء أكثر تعاطفا مع الآخرين في حالات الإجهاد والتوتر مقارنة بالرجال، الذين يفكرون في أنفسهم ولا يأخذون الآخر بعين الاعتبار.
وبيّن الخبيران أن التعاطف مع الآخر والشعور بحالته يقتضي أن يكون المرء قادرا على أن يضع نفسه مكان الآخرين. وتعتبر هذه القدرة الركيزة الأساسية للعمل الجماعي الناجح. ويضيف الخبيران أن العديد من الناس لديهم صعوبة في وضع أنفسهم مكان الآخرين لتفهم حالتهم أو مشاعرهم.
وخضع للدراسة 40 امرأة ورجلا، طلب منهم القيام ببعض الأمور تحت ضغط الوقت وهو ما سيدفع بهم إلى الدخول في حالات توتر. ولاحظ المشرفان على التجربة أن النساء لديهن القدرة على التمييز بين مشاعرهن وأفكارهن الخاصة وبين مشاعر وأفكار الآخرين، عكس الرجال الذين يكون رد فعلهم في الغالب هو اللجوء إلى العنف المادي أو الرمزي أو الهروب، وهو ما يرفع من درجة الأنانية لديهم ويقطع المجال أمام التعاطف مع الآخرين.
وأرجع كلاوس لام أن السبب في الاختلاف في ردود الفعل والمشاعر بين الرجال والنساء في حالات الضغط والإجهاد يرتبط جزء كبير منه بـ”التربية، بينما الجزء الآخر بالبنية البيولوجية المختلفة بين المرأة والرجل”. فدماغ النساء يفرز هرومون الأوكسيتوسين، الذي يقوي مشاعر العاطفة لدى المرأة خصوصا الأمهات، حيث يجعلهن يرغبن في إرضاع أولادهن الصغار والعطف والحنان عليهم.