أشارت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في تقرير لها حول وضع المرأة الإيرانية في المجتمع إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني استعرض في حركة جريئة النقائص التي تعاني منها طبقة النساء من حيث الحقوق ومن حيث المساواة ما بين الجنسين.
وأبرز التقرير قول روحاني أثناء خطابه في احتفال إيران بيوم مولد فاطمة ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يوافق الاحتفال بيوم المرأة في البلاد، قائلا “إن الظلم والعنف اللذين يقعان على المرأة يجب أن ينتهيا”، موضحا أن الإسلام لم يصنف الرجل بالجنس الأول، ولا المرأة بالجنس الثاني، على حد قوله. ويأتي هذا التقرير في ظل الجدل القائم في إيران فيما يخص وضع المرأة وحقوقها المتأرجحة في ميزان الصراع الدائر بين الأقطاب داخل إيران.
وقالت الصحيفة في هذا الصدد “إنها المفارقة الكبرى في إيران ففي يوم الاحتفال بيوم المرأة الرسمي في البلاد، أحدث الرئيس الإصلاحي الجديد، حسن روحاني، المفاجأة، بتوجيه تحية نابضة بالحياة للإيرانيات”.
وتأتي هذه المعركة بعد مرور خمسة وثلاثين عاما لسيطرة نظام المرشد الأعلى على السلطة في إيران الأيديولوجية التي يتناوب فيها الخطباء، لتلخص الخلافات الداخلية لنظام ما انفك، على الرغم من أنه نظام تأسس على المبادئ الدينية، يتأرجح ما بين إغراء الانفتاح وبين حماية مكتسبات ثورته.
من جانبه، حرص المرشد الأعلى خامنئي على تصحيح الرؤية الغربية في مجال المساواة بين المرأة والرجل في إيران أثناء خطاباته قائلا “المساواة ليست هي العدالة بالضرورة”.
وبعد خطاب روحاني في عيد المرأة، أبدى خامنئي قدرا من الميل إلى التسامح والتصالح، من خلال موافقته على إصدار عفو أو تخفيف في الأحكام الصادرة في حق مجموعة من السجينات حيث اعتبر سياسيون هذا القرار تنازلا من المرشد الأعلى.
وللإشارة فإن تقارير ذكرت أن وضع المرأة الإيرانية تراجع إلى مرتبة أدنى بعد سقوط الشاه في العام 1979 حيث أُجبرت على ارتداء الحجاب، كما حرمن من الوصول إلى بعض المهن مثل مهنة القضاء بالإضافة إلى منعهن من السفر إلى الخارج دون الحصول على إذن من الأب أو الزوج.