الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الجوهرة ... تدشين وعي النساء!

  • 1/2
  • 2/2

عاش السعوديون مرحلة مكتظة بالترقب والإبهار والدهشة، للحظة تدشين استاد الجوهرة. الجديد في هذا الحدث، هو مشاركة النساء في لحظات الترقب والدهشة مع أن الحدث محض ذكوري، ولم يخصص مقعد واحد في الجوهرة لامرأة رغم الاسم الأنثوي الذي يحمله الإستاد!
لا أعرف، من هو المسؤول، عن صرف النساء من جيلي، وربما من أجيال تالية، عن الاهتمام بكرة القدم. وهي الرياضة الجماهيرية الأولى، ليس فقط في السعودية، ولكن على مستوى العالم؟ ومن هو المسؤول، عن هذه الأمية الكروية، لأجيال من النساء؟!
معظمنا لم يتابع نمو هذا الكيان الرياضي العظيم، وربما لم يتابع أحداث الاقتتال للحصول على تذكرة الدخول التي وزعت بالمجان، ولكن من خلال البريد السعودي، الذي لم ينجح حتى الآن في توصيل البريد الى أصحابه بسرعة وإتقان، لذلك حدثت الفوضى والاقتتال .. هذه المعلومات قرأتها في الصحف وضمن مقالات الزملاء في هذه الصحيفة لأني لا أستحق تذكرة كوني امرأة فلم أعرف مصاعب الحصول عليها، حيث نشطت السوق السوداء لبيع التذاكر بمبلغ ( 1500 ) ريال، كما ذكر د. محمد الثبيتي في مقاله ( استغلال مناسبة الجوهرة ) الأحد 5 رجب 1435، وذكر أيضاً، أن بيع التذاكر حُصر على مكاتب البريد السعودي، أي حصرياً في البريد السعودي، ولا أعرف ما هو مبرر " الحصرية " الذي عرفناه في الفضائيات التي تدعي كل منها أن هذا البرنامج أو المسلسل "حصري" أي يعرض على شاشتها فقط!
لا أنكر أن بعض الشابات من الأجيال الجديدة، أصبن بهوس متابعة كرة القدم، ربما لانتشار الفضائيات، وسهولة متابعة المباريات عبر شاشاتها، لكن القطاع الأكبر من النساء، لا يلقي لها بالاً، مع أن نصف أفراد الأسرة تقريباً متابع أكيد، وممارس بشكل ما، لكن تظل النساء في آخر قائمة المتابعين، وخارج قوائم الممارسين بأي شكل كان، ربما لذلك لفت انتباهي اهتمام النساء بإستاد الجوهرة، ليس هذا فقط بل الترقب والدهشة، وكأن لهن نصيباً ما في حفل الافتتاح، أو جزء من تذاكر الدخول، أو الحضور!
لا شئ للنساء غير المشاعر الفياضة للمنجز الرياضى، ولحفل الافتتاح، ولترقب رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بين الحضور، لما للمليك من مكانة عظيمة في قلوبهن، هذا ربما أهم جاذب لاهتمام النساء بحفل تدشين استاد الجوهرة.
هذا الحدث الرياضي العظيم، الذي لا ناقة للنساء فيه ولا جمل، جاء على قضبان ذكرى مرور تسع سنوات على تولي المليك مقاليد الحكم في هذه البلاد، وجائزة شخصية العام الثقافية في دورتها الثامنة 2013- 2014م، وهي جائزة الشيخ زايد للكتاب التي أعلنت خادم الحرمين الشريفين شخصية العام ( تقديراً لاسهاماته الكبرى في المجالات الثقافية والفكرية والإنسانية والعلمية ولجهوده الحثيثة في نشر الثقافة وخدمة التراث على المستوى العربي والإسلامي والعالم أجمع)
تسع سنوات خصيبة بالإنجازات في كافة المجالات، وللمرأة فيها نصيب الأسد، هذه المناسبات والإنجازات والاستحقاقات تعاقبت وتقاربت، لكن أهم ما يميزها هو أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هو المنبع والمصب، هو الشخصية التي يتفق عليها الشعب السعودي بمختلف الفئات والأطياف، وحضوره وسط جماهير تدشين الإستاد الرياضي، في المباراة النهائية بين الأهلي والشباب، هو الذي " دشن " وعي المرأة، ليس فقط بالحفل والحدث الرياضي، بل بأهمية ( الكرة ) أو ( كرة القدم ) حصريا، على وزن حصرية التذاكر لدى البريد!
بعد الاحتفالية، كان حضور المليك وتلقائيته وأبوته هو الحديث، كذلك استاد الجوهرة، والأوبريت الذي لعب على القيم والوحدة الوطنية كما سمعت.
لم أفاجأ عندما أخبرني ابني أن دموعه طفرت منه وهو يشاهد خادم الحرمين من خلال شاشة التلفزيون، هو الآخر لم يتمكن من الحصول على تذكرة دخول الملعب، رغم أنه موظف أرامكو وأهلاوي صميم، لكن ليس هذا الموضوع، رغم أن قضية التذاكر، والسوق السوداء، كادت تطغى على هذا الحدث العظيم، لولا عبدالله بن عبد العزيز بحضوره الأبوي الحميم الطاغي، الذي سيطر على العقول والقلوب كما هي عادته في كل ظهور وحديث من القلب الى الشعب.
أعترف أخيراً أن مناسبة تدشين الجوهرة، بالحضور القوي لخادم الحرمين استطاع أن يشكل لدينا نحن النساء أو قل الجيل القديم من النساء وعياً أولياً بالرياضة الكروية، ان صح التعبير، أو كرة القدم بشكل خاص، رغم وجودنا الرمزي في الإستاد ( الجوهرة )!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى