بعد العديد من البحوث والدراسات لأكثر المشاهدات في وسائل الإعلام من قبل الجمهور ؛ ازددت قناعة بأن النظريات التي يقوم طلبة الإعلام في دراستها في المساقات المختلفة للجامعات التي تتبع في مناهجها التدريسية،و في جامعاتها الأسلوب والمنطق السائد نفسه على مدار سنوات ، وعلى نمطية ما سار عليه السلف ، وبين النظريات المختلفة محلياً وإقليمياً وحتى عالمياً ، فمن وجهة نظري : لم ترتقي هذه النمطية المعتادة بعد ،نحو تحقيق المأمول ،وخاصة فيما يجب أن يكون هدفاً لإشباع حاجة الجمهور ،وحقه بالحصول على كافة البيانات والتي بحسب القانون الدولي ،هي من ضمن أساسيات حقوق الإنسان ، وبما أنها لا تحقق الأهداف التي ترتقي لإثارة الرأي العام للصالح العام ، أو بما يلائم السياسية والتخطيط الإستراتيجي للحكومات في العديد من الدول ؛ حيث استطاعت هذه الوسائل الإعلامية بالتسبب بالعديد من الأزمات ،ووصولاً للنزاعات والصراعات التي هي في تزايد ، وسيما ما بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي بالعديد من الدول العربية ، وتلاها ما بعد ذلك في دول أوروبية وعالمية .
فلو سلمنا جدلاً بين ما هو قديم ومألوف ، وما بين هو مستجد يحاكي الواقع والطبيعة ؛ لوجدنا الانتباه للمشهد الثاني أكثر" استراتيجية حديثة " مما هو معتاد بالنظرية الأولى .
ولو تطرقنا ببحث أكثر شمولية حول أولويات المشاهد العربي ، في المحطات التلفزيونية المعتادة ،لوجدنا أغلب الشعوب تحاول استقاء أخبار بلدانهم من محطات أخرى غير محليه ،فعلى سبيل المثال المواطن الفلسطيني يهمه التعرف على ما تبثه المحطات العربية ..الجزيرة ، والعربية ، إضافة إلى الفضائية الفلسطينية الأم ، وهذه حالة استثنائية ،ولا يمكن القياس عليها بباقي الدول المجاورة .
وهنا لا بد من استفاضة من الباحثين ،في هذا المجال ،لمعرفة ما يشد المشاهد في دول الجوار ، وخاصة بعد المتغيرات التي طرأت وعصفت بالمنطقة برمتها ،إثر ما يعرف بالصراع أو النزاع ما بين حكام هذه الدول ، ومتطلبات الشعوب بالتغيير الشمولي الذي رزحوا خلاله تحت طائلة سياسة حكامهم على مدار العقود ، ونبعت حاجتهم بالتغيير لما هو نمطي مفروض عليهم ،لحريات أكثر تسمح لهم بتداول السلطات ،وعبر صناديق الاقتراع والانتخاب لرؤسائهم بالطرق الديمقراطية ،وحيث تطبيق قول من الشعب وللشعب الحق بالحكم ،وحتى يتلمسوا الأفضل للحكم الرشيد ،وبما يكفل العدالة الاجتماعية للشعوب ، ولمسنا بأن جلها كانت تطالب بدولة مدنية ، ولا سيما بعد فشل الدولة ذات النظام الإسلام السياسي ،ومثال ذلك رئاسة الأخوان المسلمين ، وفترة مرسي، الذي لم يحقق لعامة الشعب المصري الشعور بالدولة التي يطمح لها الشعب ،وحاجته بإنهاء العديد من مظاهر الظلم والاستبداد ،الذي عاصروه في الحقب الرئاسية لحسني مبارك ، وكأنما الشعب استطاب المتاح السهل بالصعب الممتنع ، والذي حتى الساعة لم تتضح معالم رؤيتهم حول الرئيس الذي يتطلعون نحوه ؟وما هي الدولة التي يريدون ؟وما هي سياستها ودستورها الذي سيحقق آمالهم بغد وواقع أفضل ..؟؟
وكي لا يشار بالبنان بفشل وسائل الإعلام بإثارة الشعوب ومن خلال صعوبة إشباع حاجتهم بالحقيقة ؛ لزاماً تحديد منهج حديث ،وإستراتيجية إعلامية بعيدة عن التملق السياسي ،واللجوء للواقع ما أمكن ،ونقل معاناة الكادحين والمهمشين والأكثر فقراً ، والحالات الإنسانية والاجتماعية التي لطالما حلمت بالعيش الكريم ، كون أولوياتهم باتت لا إرضاء الحكام ، بل تأمين لقمة العيش ، والبيت الآمن ، والسلام والأمان .