حين تكون الفتاة مراهقة في عنفوان شبابها ،تكون عواطفها نضرة غضة مرهفة الحس ،تتحرك مشاعرها لكلمة حلوة ،وتتمايل كغصن ياسمين لقصيدة غزلية ،وترقص كالفراشة فرحا طربا لكلمات أغنية عذبة صممت لأجلها ،تملأها فرحا وحيوية ،تستقطبها بعض التعابير التي تصف جمالها ورقتها،ورقي حركاتها الخجولة ،ما زالت بكرا أرضا خصبة لم يطأها أحد ،لم تغرس بها بذور غريبة تغير حياتها ،ما زلت هشة المشاعر،تتكون بقلبها أحاسيس نضرة ،قد تكون همسات هاتفة،إيماءات ،تذكير بنضج فاكهة حان قطافها ،وهي التي قد تنكسر كالبسكويت إذا ما ساورها شك من أخلاص إنسان أحبته وثقت به ،وظن سوء إزاء حبيب عشقته من المقربين لها ،فخفق قلبها بقوة له ،وأحبته بكل ما تملك من عواطف صادقها ،لكنها تحتار بمشاعرها حين تلتقطها أنياب ذئب مخاده مع هباب رياح عاصفة لمشاعر الحب الرائع الذي تحلم به ،ثم تجدها تنجذب لشخص معين تحبه بعنف تفتديه بروحها إذا تتطلب ذلك ،تكون وفيه مخلصة صادقة في كل سلوكياتها،يتكون في داخلها إنطباع جميل بأنها جميلة ساحرة أنثى مكتملة إمرأة مرغوبة محبوبة ،سيدة موقف بعد إختارت شخصا ما حبيبا إعتقدت للوهلة الاولى أنه الحب الأوحد الذي لن تستغني عنه ولن تغير مشاعرها مع آخر قد يحاول إغراءها ،وفجأة في خضم هذه المشاعر الرقيقة المرهفة يأتي المارد القاتل المتمرد الذي يكسر عنفوانها يصدمها بعلاقات شائكة وكلمات تتحدث عن الجسد الأنثوي والإغراء الجنسي،تتهاوى وتكاد أن تنكسر من الصدمة ،تصرخ وتندم لإنها إستجابت ووثقت بشخص معين ظنته حبيبا وفيا لها ،لكنها إكتشفته أنه متلون مخادع بوجوه عدة يميل مع هذه ويرافق تلك ويقنع أخرى بخطط إرتباط وتكوين أسرة ومستقبل وهو في الحقيقة يلهو بها دمية جميلة لم تقلع ثوبها يوما إلا أمام أمها،ولم تغوص بأحاديث الغزل إلا في قراءة القصص والافلام والأحلام الواهية ،فجأة تصدم وتتعقد ،وتجلس حبيسة البيت حائرة هل ترتبط بآخر ،هل تصحو من غفلتها وتخطط لمستقبلها أم تسعى وراء خيط دخان لا تكاد تقبضه بيدها،فتقسم أن لا تثق بأحد ،وتمر الايام والسنون وترتدي ثوب العنوسة خوفا من صدمات متلاحقة وتعبر أمامها قصص الكثيرات أمثالها ،فتصرخ من يحذرهن ،ومن ينبههن ،يحذرهن ليحفظن عفتهن ،وعنفوان شبابهن لشخص يستحق الوفاء ،كي يتأكدن بأن ليس كل ما يلمع ذهبا ،وليست كل زهرة تحميل رحيقا طيبا ،يجب أن يستيقظ النائم بالأنثى لتعرف أن عليه الحذر وأن لا تثق بإبتسامة ذئب مخادع وبوعود ثغلب محتال يسعى ليفترسها ثم يلقيها مثل غيرها من الفتيات اللواتي وقعن في شباكه ،إنها حكاية المرأة منذ بدء مسيرة حياتها شابة فتاة صبية إمرأة غضة كتفاحة طازجة يقطفها شخص ما بشراها يقضم جزء منها فيتذوق طعمها ثم يريد التغيير والبحث عن أخريات كل يتمتع بثمار طازجة أكثر لذة أكثر فتنة أكثر أنوثة وقد يقارن بمعايير واهية والخسارة دائما تقع على الأنثى المخدوعة قليلة الخبرة البريئة ،فمن يحمي المراهقات ومن يحفظ عفة النساء ،وحده نداء العقل دون العواطف والعودة لله والإتكال عليه مصمم الأقدار من حفظ مصائرنا في اللوح المحفوظ .