على الرغم من أن أسباب الاكتئاب فريدة مثل تفرد كل إنسان بشخصية مختلفة، إلا أن النساء تعانين من الاكتئاب أكثر من الرجال، حيث وجدت دراسة كندية أن ما بين 5 إلى 10 بالمائة من السكان الإناث في كندا يصبن بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهن، وأنهن أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال بمقدار الضعف.
وقد دعا ذلك الباحثين إلى محاولة تفسير هذه الظاهرة، وعلاقتها بطبيعة المرأة ودورها الاجتماعي. وبحسب البروفيسورة دونا ستيوارت أستاذ الطب النفسي في جامعة تورنتو يوجد 3 أسباب لزيادة تعرض المرأة للاكتئاب مقارنة بالرجل.
يتعلق السبب الأول بالدور الاجتماعي للمرأة "حيث تميل المرأة لتقبل منزلة أدنى في المجتمع، وتهتم بأن تكون حنونة، وتقوم بالرعاية والأعباء الثقيلة في المنزل إلى جانب عملها في الخارج، وهو ما يتسبب في كثير من الإجهاد دون أن يكون لديها وقت لنفسها".
وتضيف ستيوارت أن العنف من شريك حياتها قد يكون سبباً اجتماعياً إضافياً للاكتئاب.
أما النوع الثاني من الأسباب التي تزيد حالات الاكتئاب بين النساء فهو العوامل النفسية. "حيث تميل المرأة إلى الشك في قراراتها، واجترار المشاكل والقرارات، بينما يميل الرجل إلى اتخاذ قرار والتمسك به وممارسة قدر أقل من الشك" بحسب تحليل ستيوارت.
إلى جانب ذلك تميل النساء إلى ممارسة قدر أقل من تقدير الذات، نتيجة أن المجتمع يتوقع من المرأة الكثير، والمرأة بدورها تتوقع من نفسها أكثر، ما يجعل عملية تقدير الذات صعبة.
وتقول ستيوارت أن العوامل البيولوجية هي المجال الثالث المسبب لزيادة نسبة تشخيص الاكتئاب بين النساء. حيث تفيد الدراسات أن نسبة الاكتئاب بين المراهقين والمراهقات تكاد أن تكون متساوية، لكنها تبدأ في الاختلاف بعد البلوغ نتيجة القلق الكبير الذي تعيشه المراهقات في هذه المرحلة.
وبحسب ستيوارت تظل معدلات الاكتئاب مرتفعة بين النساء طوال سنوات الإنجاب، وتتراجع بعد انقطاع الدورة الشهرية، لتصل إلى معدلاتها المنخفضة بين الرجال.
تنصح ستيوارت النساء بالتحدث مع الصديقات، لأن ذلك أفضل أسلوب لتقليل الضغوط التي قد تتطور إلى حالة اكتئاب.