بعيدا عن خلافات "الوحدة الإفريقية" القائمة بين حكام ورؤساء دول القارة السمراء، أفلح منتدى النساء الافريقيات "Africa women’s forum"، الذي انطلق اليوم الجمعة بمدينة الداخلة، في لم شمل قيادات نسائية بارزة في عدد من دول القارة على أرضية التبادل والحوار حول دور المرأة الافريقية في تحقيق التنمية وتجاوز مشاكل بلدانها الاقتصادية والسياسية.
الموعد الإفريقي البارز والأول من نوعه في المغرب، نُظّم بشراكة مع المعهد الدولي للأمن والتنمية وولاية جهة واد الذهب لكويرة ومجلس الجالية المغربية بالخارج، وحضرته شخصيات نسائية قيادية ممثلة لأزيد من 20 دولة القارة، منهُنّ وزيرات وبرلمانيات ومستشارات وفاعلات جمعويات، إلى جانب حضور كل من والي الجهة، لامين بنعمر، ومُمثّلين عن السلطات المحلية والمجتمع المدني بالداخلة، فضلا عن عضوات من مجلس النواب المغربي.
نعيمة القرشي، مديرة وصاحبة فكرة "Africa women’s forum"، قالت في تصريحات لـ"هسبريس"، إن غرض الموعد الإفريقي يكمن في "تجميع القيادات النسائية الإفريقية المؤثّرة في بلدانها من أجل تأسيس شبكة قيادات نسائية في ميادين السياسة والاقتصاد والقانون للتمكين لحقوق المرأة في القارة السمراء".
القرشي أوضحت أن المغرب بهذا المنتدى يعتبر نموذجا للتنمية والتقدم في عدة مجالات، ويمكنه أن يُسهِم في تنمية بعض البلدان الإفريقية، خاصة الحاضرة في المنتدى ممن تعيش على وقع الانتقال الديمقراطي، "ممثلات تلك الدول أبدين تَحمُّسَهن لنقل التجربة المغربية إلى بلدانهن".
توحيد المرأة الإفريقية، يبقى الأرضية التي اجتمع عليها "منتدى النساء الإفريقيات"، توضح القرشي، التي أعلنت أن رسالة المنتدى هو "تحقيق حلم إفريقيا واحدة وموحدة"، مضيفة "نحن النساء لدينا هذه القدرة والرغبة وبالتالي حل كل المشاكل المتعلقة بذلك".
عبد الله بوصوف، الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، شدد في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، على أن الملك محمد السادس أعلن في الآونة الأخيرة، على مبادرة إنسانية استراتيجية جديدة حول الهجرة للمغرب، "مبنية على مقاربة إنسانية مختلفة عما يعرف في باقي العالم"، مضيفا أن أوضاع الهجرة في العالم تمليها ظروف اقتصادية وديموغرافية، "لكن مقاربة المغرب تمليها ظروف إنسانية والانتماء إلى القارة الإفريقية".
وأشار بوصوف إلى ضرورة إحداث تنمية محلية تشمل كل بلدان القارة، لمواجهة مشاكل الهجرة "لا يمكن مقاربتها من الجانب الأمني فقط بل بتوفير العيش الكريم وتنمية كل دول قارتنا".
تحدي الوحدة ونبذ الانقسام كان حاضرا في حديث المسؤول بمجلس الجالية المغربية بالخارج، "لا تنمية دون مواجهة أخطار الانقسام وتجزيء المُجزّء ونسعى إلى وحدة كل بلداننا ولن نسمح لأي أحد أن يلعب بوحدة هذه البلدان".
وسجل المتحدث تضامنه مع نيجيريا ضد جماعة "بوكوحرام" التي قال إنها تمنع النساء من التعلم والدراسة "هم لا يمنعون المرأة من ذلك لأنها الحلَقة الأضعف بل لكونها الأقوى"، مشددا على أن مواجهة الفقر والتطرف، يبقى أبرز تحدٍّ لـ"أنسنة" الهجرة.
وخلص بوصوف إلى أنه بإمكان القارة الافريقية تحقيق التنمية دون الاعتماد على الإعانات والمساعدات الدولية "إفريقيا قادرة على المساهمة عالميا في التنمية وليس فقط تحقيق الاكتفاء الذاتي والنهوض بأوضاعها الداخلية".