تمر علينا في حياتنا اليومية الكثير من المواقف ونشاهد العديد من الممارسات الخاطئة التي تصدر من البعض، بل في أحيان نتجمع في جلسات مع البعض فنسمع منهم كلمات تتناول فلاناً وتشتم علاناً دون أن نحرك شيئاً أو نوضح أو ندلي بكلمة محملة بالنصيحة ومحاولة تغيير مثل هذه الممارسات أو إيقاف مثل تلك الأقوال التي تتناول أناساً في غيابهم فتحط من قدرهم وتقلل من مكانتهم.
هذه السلبية لها صورة أكبر وأكثر ضرر خصوصاً عندما نشاهد أفعالاً تمس بمقدرات ومنجزات الوطن عندما نشاهد العبث بالمنشآت العامة أو سوء استخدام للمرافق العامة، فلا نحاول أن نقوم بدور توعوي أو إرشادي، بل نكتفي بالنظر وهز الرأس والتأسف، هم قلة من تكون لديه ردة فعل إيجابية مثل الاتصال وإبلاغ الجهة المعنية بهذه الممارسة أو حتى توجيه نصيحة عابرة.
البعض يعلل هذه السلبية بأنه غير مسؤول عن إصلاح العالم، وآخرون يقولون إنهم حتى لو حاولوا فإنه لن تكون لأي محاولة أثر، وغني عن القول إن مثل هذه التبريرات في غير محلها، أتذكر في هذا السياق قصة عن طفل صغير كان يقف أمام البحر عندما شاهد نجمة البحر التي تقذفها الأمواج العاتية على الشاطئ، عندها قرر أن يقوم بإعادة النجمة للبحر في محاولة لإنقاذها من الموت، لكن الأمواج كانت تقذف بالعديد من نجمات البحر على الشاطئ ورغم هذا فإن الصبي لم يهتم، بل ظل في نشاط وحيوية يلتقط كل مرة نجمة من نجمات البحر ويقذفها نحو البحر بعيداً عن الشاطئ.
في هذه الأثناء شاهده رجل فناداه وقال له: «ألا تلاحظ أيها الصغير أن عملك هذا دون جدوى أو فائدة فهو لن ينجي نجمات البحر من الموت، انظر نحو الشاطئ تنتشر على ضفافه الكثير من نجمات البحر التي ستموت بكل تأكيد، إن عملك هذا لن يغير من مصيرها».. توقف الطفل وابتسم نحو الرجل ثم عاد لالتقاط نجمة أخرى من نجمات البحر وقذف بها نحو البحر، وهو يقول: «لقد تغير مصير نجمة البحر هذه على الأقل».
والعبرة من هذه القصة أننا قد نقوم بعمل نعتبره متواضعاً أو ليس له قيمة أو ليس له أثر أو لن يحدث فرقاً، وفي الحقيقة إن هذا العمل مهما صغر ومهما كان متواضعاً فإنه من المؤكد سيكون له أثر، المهم أن لا نتردد في المبادرة والعمل بعفوية وأخلاق من أجل المصلحة العامة.