كنا قد نسينا قبل الدخول في عالم الفيس بوك وشبكات التواصل الإجتماعي أن ننزع من دواخلنا المعتقلات والتشوهات التي نشأنا عليها كثير من الفرص التي بين أيدينا قد تضيع منا بسهولة، سواء تمثلت في أشخاص أو معارف أو أماكن، لأن الأشياء القريبة لا تظهر لنا بحجمها الحقيقي ، ولذا فإن ما أحدثته النقلة التكنولوجية لم يمس سوى المظاهر، ما زلنا نحن نحن . أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية، المتربصون، المعاتبون، الإستعراضيون، الذين يتقن كل واحد منا الكذب مكتوبا، والنفاق مكتوبا، ولا نجيد تقبل الرأي الآخر لدى لا تقتلوا البعوض وإنما جففوا المستنقعات. من الطبيعي أن نشعر بالخوف ، لكن من الغير المعتاد أن نكون شجعان مع هذا الخوف ،من لا يمتلك أي خوف لا يمكن أن يمتلك أي شجاعة صحيح أنه على صفحات التواصل الإجتماعي قد تتخفى الأنثى باسم رجل وقد يحدث العكس، وفيها أيضا الحسابات الوهمية التي تشبه لقاء العشاق سابقا في عتمات الليل، وفيها لم تزل الأنثى تفترض أن وضع صورتها الحقيقية يجلب العار أو غير مقبول إجتماعيا فتلجأ إلى وضع صور أنثى جميلة نيابة عنها،إنجاز الأشياء لا يتطلب قدرا كبيرا من القوة، ولكن إختيار ما يجب فعله هو ما يتطلب قوةعظيمة.. إذا أراد الإنسان أن يفكر بحرية ويشاهد الأشياء بوضوح وبصيرة ، فعليه أن يمارس بنفسه الكشف والتحليل والتحقيق ويجتهد حتى يتوصل لحقائق الأمور ويحذر التقليد ويتجنب إجترار قناعات الآخرين ، وعليه أن لا يتأثر بشخصية الأبطال الوهمين ،هنا وحسب ثقافة مشوهة وجديدة ليس أظلم لكنها \'أحقر\' في دوامتنا الإلكترونية أبراج مراقبة إجتماعية أيضا، فلان علق على فلانة، فلانة أعجبت بمقولة فلان، وفلان وفلانة أصدقاء، صغرت مساحة الدوامة وإزددنا تخلفا، وإزددنا جفاءا، حتى كدنا أن ننسى وسائل التخاطب الإجتماعي الواقعي. ولأن اللغة المحكات المسموعة والتواصل وجها لوجه يختلفان عن اللغة المكتوبة التي تعجز عن إيصال ما نرغب في إيصاله بالشكل الذي نريد ولأننا بحكم تنشئتنا تجمعنا حكاية غرام مع مرض إساءة الفهم فغالبا ما تنشأ مشكلات في الدوامة الإلكترونية لم تكن لتحدث لو كان الحديث وجها لوجه. الإنسانيةليست علم يدرس أو مهارة تكتسب إنها نزعة وحاجة إنسانية كالطعام والشراب وكما أنك تبحث عن الطعام والشراب وتسعى لتوفيرهما فالإنسانية كذلك يجب أن تبحث عنها وتسعى لتحصيلها، لا بد أن تكون إنسانيا لكي تعيش إنسانا لا حيوانا تقاد حيث يشاء الآخرون. .أملك في الإنسانية يبدأ بتحقيقك أملها فيك. تكبر شبكة علاقاتنا ونبدو وكأننا في بث مباشر مع ما ومن يحيطون بنا بإستخدام شبكات التواصل الإجتماعي غير أن الإغتراب في دواخلنا يزداد كلما توسعت الشبكة في العادات القديمة كانت الخلافات تؤدي إلى تصالحات ، وفي هذه الدوامة أصبح كل خلاف يجر المزيد من الخلافات، وكل إختلاف قد يواجه بعدم تقبل يؤدي إلى خيار\' بلوك\' ولا ننسى أن \' الأشخاص الطيبون ستجدهم في كل زاوية في الأرض ولكن للأسف الأرض ليس بها زوايا! \' الدوامات الواقعية لهم وجودهم أيضا في الدوامات الإلكترونية، فمنهم من ينشئ حسابا بهدف إقتحام خصوصيات الأخرين والإطلاع على مجريات حياتهم والبعض منهم قد يستغل هذه المهارات في إبتزاز بعض أفراد الدوامة أو ما يندرج ويجب أن يندرج تحت مسمى الجرائم الإلكترونية فالفكر لا يحد ، واللسان لا يصمت ، والجوارح لا تسكن ، فإن لم تشغلها بالعظائم ، إشتغلت بالصغائر ، وإن لم تعملها في الخير عملت في الشر ؛ فعلمها التحليق تكره الإسفاف ، وعرفها العز تنفر من الذل . العقل هو سيد الإنسان , ولذا فإن من يؤمن بمقدرته على شيء فهو قادر فعلاعلى أدائه إن الجهد المتواصل والأخطاء الكثيرة يمثلان حجر الأساس للعبقرية ....البنك مكان يقرضك المال إذا إستطعت أن تثبت أنك لست بحاجة إليه ..الضربة لا ترعب ، ما يرعب هو إنتظارها \"دعونا نتقرب من قرب فمن يرغب أن يطلب الحلوى ليس عليه أن يطلبها من جحر الفئران .