أجمل هدية يتلقاها الإنسان ويشعر بالسعادة تغمره كلمة حلوة طيبة تجبر خاطره في ظل قسوة الزمان ، ترسل إليه من بعيد قريب بروحه ،ذلك أنه حين يشعر أن طيفه يرافقه إنسان إستثنائي يشعربه ،تغمره السعادة ويطير فرحا رغم آلامه وأحزانه المفرطة ،حينها يوقن الإنسان أن الدنيا ما زالت بخير ،لوجود إنسان يحمل بعض الحب إتجاهه ،وقد نطلق على ذلك صفة المبكي المضحك ، لحظات سعادة تغمر الانثى وحدها ازاء ذلك لتأثير الكلمة الطيبة عيلها بما يجبر خاطرها ،وكما قيل "الكلمة الطيبة تخرج الافعى من جحرها" ،في هذا السياق أذكر حادثة جرت معي ذات مرة مع معلمتي في المدرسة بالمرحلة الثانوية ،حين أشتكت الطالبات من معلمة الرياضيات التي أحبها رغم كراهيتي لهذه المادة التي ترتبط بالحسابات والتي لا تأخذ حيزا بحياتي لهذا أفشل في كثير الأمور المتعلقة بي وتتطلب مني دقة وحسابات وكما قالت أمي رحمها الله "الذي يحسب يسلم"،وتكملة الحكاية ،أن الشكوى على المعلمة الرائعة التي احببتها أخذت مجرى آخر لأول مرة لمعلمة رياضيات أشتكت الزميلات منها للمديرة عليها لمجرد أنها لطيفة تتعامل مع الطالبات برقة ،وعفوية بإبتسامتها بتعاملها ،كانت تتهاون في عقاب الطالبات المقصرات في كتابة الواجب أمثالي بل تجد لنا ذرائع كي نحب الرياضيات وقد نجحت بذلك وبفضلها حصلت لأول مرة على معدل أعلى من المتوقع نهاية العام ، وفهمت شيئا من هذه المادة المعقدة بسببها ،و حين وصلت للمديرة بعض الملاحظات عنها عاتبتنا وبكيت بحرقة ووجهت أصابع الإتهام نحوي لأني لم أكن أكتب الواجب المدرسي بالبيت ولا أجيد حل المسائل على السبورة وكانت سابقا توبخني بأدب لذلك فظنت أني صاحبة الشكوى للإدارة فراودتها الشكوك حولي ووجهت بعض الكلامات القاسية لي وهي تبكي بحرقة ،وأنا لم أردت ،وصمت لإن الموقف يتطلب ذلك ،وحزنت لألمها ،وكنت حزينة جدا لذلك ،لكنها حين إكتشفت أنها ظلمتني جاءت تعتذر بطريقة جعلتني أعشقها أكثر وصممت على أن أفهم هذه المادة التي أكرهها لإجلها ،وكانت النتيجة غير متوقعة من الجميع لإنه لم يسبق أن حصلت على علامات تزيد عن 50%في المادة فكيف أصل ال85%بالمئة حتى والدي إستغرب ذلك وكان الفضل يعود لها لردها الراقي وتعاملها حين إعتذرت مني لما راودها من تأنيب الضمير إتجاهي مثل البعض الذين يعلقون على مقالاتي ، فهم يغمروني بكرمهم في التعليقات عليها لا سيما أنها قادمة من طيف بعيد عن واقع حياتي لكن روحهم معي مثل صديقتي عالية الشيشاني ،وغاليتي د علياء الراقدة على سرير الشفاء وزملاء يتواصلون معي عبر الواتس أب والفيس بوك يبدون ملاحظاتهم حول كتاباتي وآخرون ذات يوم أحببتهم وسكنوا وجداني واحببتهم بصدق .