حين كنت في السابعة من عمري ،تعرضت لحادث سير فجع كاد أن يودي بحياتي ،وشاء القدر بأن أبقى على قيد الحياة ،ورغم غفوتي ونومي التي أستمرت أكثر من ثلاثة شهور كانت العناية الآلهية معي ،وأمي لم تفارقني ،كانت تبكي لما كان يهددني من آثار الحادث المميت ،وبرعاية الله إستيقظت من غيبوبتي ،ووقف القدر إلى جانبي ،وعانيت مطولا نتيجة الحادث ،ثم شيئا فشيئا عدت لطبيعتي لأكمل ما تبقى لي من عمري على وجه هذه الارض وبرحمة من الله وحب وإيمان وصبر من أم أفتخر أنها أمي ،تماثلت للشفاء ،وأعيش حياتي اليوم بكل ثقة وحمد دائم لله وشكر على ما أنا فيه ،وفي إحتفالية في مدينة مأدبا بالأردن بيوم المرور العالمي طلبت المعلمة أن ألقي كلمة أمام الحفل الذي حضره كبار المسؤولين بالمدينة حول حوادث السير وآثارها الجسيمة بفقدان الأحبة وتداعيات الإصطدام نتيجة السرعة والتهور واللامسؤولية خلال القيادة للسيارات التي أصبحت مع تكرار حوادث السير تابوت للموت وطريقا اسرع للقبور ،فقلت مناشدة الجميع ،لا تستهينا بالقيادة ،تحتاج لدقة وعناية.
ولا تسرعوا في سباقات الموت التي تدمرنا فنحن براعم ولنا سيادة ، وانا مثل ألف طفلة كادت تموت كضحية بجناية ،وغدت بعناية الله متميزة بجدارة، فلا تجلسوني في بمركبة دون حزام الامان دون رعاية ، ولا تضعوني بالامام دون مقعد آمن وحزام ، فانا اعشق الحياة ،وانا اصارع من أجل البقاء انا قذفتني سيارة ،ورمتني بعيدا فوق الحجارة، وسالت دمائي بهدر بغزارة وكدت قد افقد الحياة،مع رقصة القدر كالفراشات ،وبحب أمي عدت للحياة ،وكل من يؤمن بالحب للأطفال الصغار ،لا تهملونا خلال قيادة السيارة ، دعونا نلهو ببراءة فوق الزهور لنكمل مشوارنا بالحياة ،ومع أني عانيت وامي الكثير لكني عدت للحياة بامل جديد وأنا لا انكر الجميل الذي طوقني إياه بالرحمة الآله ، ارجوكم أرئفوا بنا فسواعد الوطن تحتاجنا ونحتاج لرعاية وإهتمام أكثر من آباءنا ،فثروات الوطن تكبر بحفظنا ،والسلامة العامة تاج فوق رؤوسنا.