تعتبر النساء والأطفال أكثر الفئات تعرضا للعنف والقهر والاستغلال، كونهم مستضعفين بالمجتمع، ناهيك عن الصعوبة في التعبير عما يتعرضون له، ومقاومتهم للعنف المسلط عليهم، من هنا جاء خط حماية الطفل الفلسطيني (121) لتقديم خدمة الدعم والإرشاد الأولي لضحايا العنف بكافة أشكاله، ولإعطائهم مساحة كافية للتعبير عما يشعرون به ومساعدتهم في التفكير لإيجاد حل لمشاكلهم.
وبمناسبة اليوم العالمي للأسرة الذي يصادف في الخامس عشر من أيار/ مايو من كل عام، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 ويراد به أن يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأسر ويتيح الفرصة لتعزيز الوعي بالمسائل المتعلقة بالأسر وزيادة المعرفة بالعمليات الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية المؤثرة فيها، أصدرت مؤسسة "سوا" بيانا أكدت فيه أن الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة العنف ضد النساء في المجتمع الفلسطيني كثيرة ومختلفة، منها اعتبار المرأة أقل قدرًا أو قدرة من الرجل، وبناء على ذلك تُحرم من حقوقها الأساسية، إضافة إلى العادات والتقاليد المنبثقة من الثقافة الذكورية المهيمنة على المجتمع.
وحسب "سوا"، تشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2013 إلى أن النساء اللواتي سبق لهن الزواج أكثر عرضة للعنف، وأن امرأة من كل اثنتين في قطاع غزة تتعرض للعنف الأسري مقابل واحدة من كل ثلاث نساء في الضفة الغربية.
وأكدت أن العنف الجسدي منتشر بنسب مرتفعة مقارنة مع تلك المسجلة عالميا، حيث تصل النسبة في قطاع غزة إلى % 34.8 وفي الضفة الغربية إلى % 17.4 وتدلّ الأبحاث والاحصائيات أن النسبة الأكبر من النساء المتزوجات تتعرض لعنف نفسي، بينما النساء الغير متزوجات أكثرعرضة للعنف الجسدي، وبشكل خاص ذوات السنّ الأصغر.
وخلال عام 2013، تلقى خط حماية الطفل والمرأة الفلسطيني طلب مساندة ومساعدة من قبل 24388 شخصا من كلا الجنسين كانت النسبة الأكبر من الاتصالات تتوجه لطلب معلومات واستشارات، مما يلزم الطاقم بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بالقضايا التي تهمّ المتصلات، برزت ستة مؤشرات للأسباب المرتبطة باتصالات الاناث: الصحة العقلية النفسية والاجتماعية، علاقات مع الأقران، الاساءة والعنف،علاقات أسرية، الصحة الجسدية، وأمور أخرى تتعلق بالدراسة، حيث يشكل العنف النفسي أعلى نسبة من بين أنواع العنف الذي تتعرض لها الاناث، بحيث تصل إلى % 31، يليها العنف الجسدي بنسبة % 29 ، والعنف الجنسي بنسبة % 21، والإساءة % 19، - ونود التنويه أن هذه الأرقام ليست مؤشر وطني وانما ما تم توثيقه من الاتصالات على الخط 121 .
بدورها، قالت مديرة مؤسسة "سوا" أهيلة شومر، إن العائلة "مؤسسة اجتماعية وهي الوسيط الرئيس بين شخصية الفرد و الحضارة الاجتماعية التي ينتمي إليها، وتعتبر مصدر الأمن و الأمان للفرد، وعندما تعيش النساء والأطفال داخل الأسر العنيفة التي تشكل مصدر للقلق والخوف وعدم الأمان وعليه، ومن خلال (سوا) نعمل على محاربة العنف بكافة اشكاله لتمكين النساء و الأطفال من للعيش بكرامة واحترام و أخذ دور فاعل في المجتمع".
من جهتها، قالت مسؤولة الارشاد في مؤسسة "سوا" فلورا سلمان، إن "من تعرضوا للعنف يجدون صعوبة في الحديث عما حدث معهم، يترددون ويخافون التوجه لطلب لمشورة بسبب الخوف من التذنيب والقاء اللوم عليهم، وبالذات إذا ما تعرضوا لعنف جنسي، كونه من المواضيع المحرمة اجتماعيًا، لذا فهم بحاجة للتوجه إلى شخص يشعرون معه بالثقة والأمان ويمنحهم المساحة الكافية للتفريغ، ليشاركوه تفاصيل لا يستطيعون مشاركتها لأحد، ومن الضروري أن يتحلى هذا الشخص بمبادئ وأخلاقيات المهنة أهمها التأكيد على السرية والخصوصية، الإصغاء، عدم إلقاء اللوم أو اصدار الأحكام، الاحتواء، وغيرها مما تساعد، ويشجع المتوجه على سرد تفاصيل أخرى".