المرأة التي تعد نصف المجتمع وفي تعداد سكان العراق هناك مؤشر على تزايد اعداد النساء ، ولكن اية زيادة تذكر وتعليم النساء قد تراجع خلال نصف قرن ليصل الى اكثر من النصف ؟ ومع تقدم العالم بكل نسائه ورجاله من المحزن ان نجد ان تعليم المر أة العراقية قد تراجع من 90% في منتصف القرن العشرين ليصل في بداية القرن الواحد والعشرين الى 40% واية انعكاسات خطيرة على الاسرة والمجتمع وكذلك على الجيل الجديد اذا كانت الام والاخت ( جاهلة ) ؟، وكيف ننظر الى تقدم البلاد ونصفه امي ومهمش ومنتهك الحقوق ، ومع تزايد عدد المرشحات في الانتخابات الاخيرة فان حظ النساء في الدورة المقبلة لا يزيد على حظهن في الدورة الاخيرة ، واذا ما راينا ان السلطة التنفيذية لا توجد فيها سوى وزيرة واحدة وهي من دون حقيبة لاستنتجنا حجم الغبن الذي تعيشه المرأة العراقية ، مع ان العراق قد شهد وزيرة قبل اكثر من نصف قرن هي الدكتورة نزيهة الدليمي ، وبعدها لم تر نساء العراق اية وزارة لا سيادية ولا غير سيادية بل فقط عندما استوزرت نرمين عثمان قبل سنوات وزارة البيئة ، ضمن المحاصصة ولكن هذا لا ينفي وجود نساء على درجة كبيرة من الخبرة والكفاءة ، فمتى نرى وزيرة للتجارة او العمل والشؤون الاجتماعية والثقافة ، والمرأة مهيأة علميا ونفسيا لان تستوزر وزارات عدة ولا اقول وزارتي الداخلية او الدفاع او المالية ، ومع هذا العدد الكبير من النساء المرشحات هل سيحالف حظ النساء خارج قبة الوزارة ان يجدن وزيرة تتفهم احتياجاتهن وتعمل على عدم تهميش المرأة .
اما وزارة المرأة فلم نشهد لها اي نشاط يذكر سوى الرقابة على ما ترتديه المرأة والحد من حريتها بحيث اصدرت الوزيرة بياناً تحد من حرية بنات جنسها ، وليت الامر يقف عند هذا الحد بل نادت بقوامة الرجل ووضعت نفسها كمثال على هذه القوامة بحيث عندما تذهب الى وزارتها تأخذ الاذن من زوجها ، هل سنشهد نحن النساء المزيد من الاقصاء والتهميش في الدورة المقبلة ، هل سنشهد فتيات صغيرات لا تتعدى اعمارهن السبع سنوات يرتدين الحجاب ؟ وهل سنجد فتيات قد اقعدهن الفقر والعوز في البيت في انتظار الزوج القادم وهن القاصرات ، من حق المرأة ان تنتظرالتغيير نحو الاحسن ولكن الى متى الانتظار ؟ والمؤشرات تؤكد خلاف ذلك.