في ملف البطالة بالأردن تجد المرأة تتصدر أعلى الأرقام نتيجة الانتظار المقيت لآلاف الخريجات لتأخذ دورها بالتعيين عن طريق ديوان الخدمة المدنية ،وإذا أرادت أن تمنح الأردنية المتزوج من رجل من غير جنسيتها تجد تحديات كثيرة حينما تقوم بتسجيل أبناءها في المدرسة أو إستخراج معاملة ما ،وإذا أرادت أن تصدر جواز سفر خاص بالفتاة البالغة العاقلة فيشترط موافقة ولي الأمر ،في حين أن المتزوجة يجب أن تبرز عقد زوجها ليدون بجواز سفرها أنها زوجة لفلان الذي منحه المشرع حق منعها من السفر ،وحين تحتاج لقرض بتمويل عال لمشروع استثماري تشترط البنوك وجود
كفيل موظف وضمانات تبطيء مسيرتها ،علما أن هناك العديد من المؤسسات التي تخصصت بإقراض المرأة لكن شروطها أيضا ليست ميسرة للكثير من النساء لإن عمل الصندوق أشبه بجمعية يمكن أن تقوم بتنظيمها مع جاراتها وأخواتها وبين أفراد الاسرة ،وحين تستقل مركبة أو حافلة يتحدها الشباب بعدم احترامها وتفضيلها بتخصيص مقاعد للنساء فيها وقد تضطر الفتاة للوقوف بالحافلة مثل غيره ،وإذا اعترضت يردون عليها أنت طالبت بالمساواة وعليك أن تقبلي بالعدالة ونسوا أنها أنثى له احترامها وتقديرها ،لكنها تلجم لسانها بالصمت فلا ترد عليهم ،الضريبة التي تدفعها
الأردنية عالية جدا فهي تعمل بجد في المنزل وتربي أولادها خير تربية ،ومعظم الأردنيات يخترن التعليم كمهنة يقبلها المجتمع الذكوري ،فهي أم ومربية وامرأة فاعلة ومنتجة ،وأقلهن مزارعة في الحقل وأخرى ترعى الأغنام بالبراري وثالثة طبيبة أو في أي منصب معتبر تصل لرتبة وزير ونائب بالبرلمان ،هؤلاء النسوة الأردنيات من أكثر نساء العالم إنتاجا وإبداعا وصبرا لكنهن غير مصنفات بين الأكثر غنجا وأكثر سفورا من عارضات الأزياء وفاتنات المجلات والصور الإعلانية ،إنهن يعشن بين المطرقة السنديان كي يتميزن ويتحدين وينتجن أجيال المستقبل حماد الوطن ،ولم
يتم تكريمهن كما كرمت فيفي عبده على هز خصرها ،ولم يحصلن على جائزة نوبل للسلام ،ولم يفاوضن كي تنفرج الأزمة الفلسطينية لكنهن يكفيهن شرفا أنهن ولدن من أمهات أحرار وأنهن يحملن راية حملها قادة أوائل وخرجن من رحم أرض الرسالات السماوية وينتظرن الانفراج بإنصافهن أكثر من المشرع الأردني صانع قرارهن ومن حقهن المطالبة بالحد الأدنى للأجور في رفع رواتبهم ومنحهن مزايا خاصة مثلما تفعل الأمم المتقدمة حضاريا وتمنح النساء كافة حقوقها غير منقوصة .