تكاد كثير من المجتمعات العالمية تنظر الى النساء على أنها جزء لا يتجزأ من قوة الرجال وفق كينونتها وتركيباتها الجسمانية.. تجاوزت تلك المجتمعات الى دفع المرأة الى التسابق العضلي في ممارسة التنافس الجسماني مقابل رجولة الشباب في بناء الجسم السليم على حساب العضلات.
الطريف.. حينما تشاهد تلك المرأة صاحبة العضلات المنتفخة في يديها ورجليها ورقبتها المتورمة، كيف يكون حالها من النعومة والرومنسية مع زوجها المتعطش الى الراحة والاسترخاء مع ربة المنزل.
هنا تحصر المرأة حياتها الزوجية مع مثيلها من الرجال المتنفخين جسمانيا اصحاب العضلات او حمل الاثقال؟ وربما ستفقد كثيرا من الفرص الاجتماعية والاستقرار العاطفي..حالها حال الممثلات وغيرهن في مجتمعات عربية.. وفق النظرة الخاصة.. على اعتبار سلوكها الاجتماعي المناهض لبعض التوجهات الاجتماعية.
تلك الدول التي سعت لمنح المرأة حرية العبث في نعومتها تسببت في هجرها والنظرة الدونيّة لها على اقل تقدير من الشباب الباحث عن الزوجة الناعمة ؟
الى ذلك تأتي النظرة الى النساء، في مجتمعنا السعودي المحافظ على قيمة وهويته بين عشرات الدول التي سبقتنا في منح المرأة حريات عديدة، كالعمل الى جانب الرجل في مكاتب متلاصقة وممارسة الهوايات وقيادة السيارة التي اشغلتنا كثيراً هذه الايام وكأن حال المرأة لا يصلح حالها إلا إذا قادت السيارة ؟ نظرة قاصرة جداً ؟
فالمرأة السعودية بحاجة الى ما هو أعمق وأبعد من قياة السيارة.. فهناك جرائم ترتكب بحق المرأة في استرداد حقوقها من الأزواج المتنكرين لعاطفة الحياة، هي بحاجة إلى وجود اجتماعي وثقافي وروحي بين بني البشر، وفق ما تراه هي لا ما نراه نحن،
المرأة السعودية بحاجة الى الاعتراف بها مجتمعياً، لا كبتها بين من يرى أن المرأة صديقة المطبخ.
المشكلة أن غالبية المناشدين بحرية المرأة في القيادة كأفق ضيق، هم أنفسهم كبتوا زوجاتهم، حتى في أبسط الأمور بالخروج معها في أحد المطاعم أو خلافه محرومة منه؟ بحجة ان اكل المطاعم غير صحي وهو من رواد المطاعم مع زملائه بشكل مستمر، لأنه يؤمن ان الناس من مجتمعه قد يستطيبونه إذا شاهدوهما في مطعم يتناولون الطعام.. أو سافر معها الى الاستجمام لأنها تكبت حريته وتكون مصدر إزعاج له.. فهو بحاجة الى استرخاء ذاتي.. أما المرأة (بقرة) في نظر بعض المتخلفين (أجلكم الله) .. ليست لها مشاعر ولا أحاسيس وليست بحاجة هي إلى استرخاء عاطفي؟؟
مزيداً من التعقل أيها الأزواج الكرام، فكما لكم مشاعر، فالمرأة لها مشاعر؟
دام وطني بخير..