وَإِذْ قُلْنَا لِلْملئكة اسْجُدُواْ لآدم فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكافرين {34} وَقُلْنَا يآدم اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظالمينَ {35} فَأَزَلَّهُمَا الشيطان عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِى الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمتاع إِلَى حِينٍ {36} فَتَلَقَّى ءادم مِن رَّبِّهِ كلمت فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {37} قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَاى فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {البقرة:38}------ خلق الله تبارك وتعالى آدم وحواء من تراب الأرض ومائها وأسكنهما الجنة بعد خلق إبليس الذي كان من جنس الجن. لم يتقبل إبليس الأمر الإلهي بالسجود لآدم تكبرا، فكفر فأغوى آدم وحواء يأكلان من الشجرة المحرمة ليخرجهما من الجنة ومن رحمة الله تعالى. نجح إبليس في الأولى وأخرجهما من الجنة، ولكن رحمة الله تعالى ومغفرته وسعت آدم وحواء فغفر لهما.
قطفا التفاحة وأكلا منها سوية ولكن.. رغم تشاركهما في العصيان والاقتراب من الشجرة المحرمة الا أن هذه التفاحة كانت سبباً بتثبيت التهمة على حواء وحدها دون آدم بأنها سبب "الغواية " . ومنذ ذاك اليوم ورجال يتهمون "النساء" بأنهن سبب الغواية في هذه الدنيا ونساء يهزأن "بصغر عقل" الرجال والجدل مازال مستمرا. وهكذا أصبحت كل الاتهامات بـ "خراب البيوت" توجه وبكيل كبير الى حواء التي ومن الواضح أنها لن تستطيع تغيير هذا المفهوم وتبرئ ساحتها مهما فعلت ، "فالتهمة أصبحت ثابتة". ترسخت هذه الفكرة في أذهاننا نساء ورجالا مذ كنا صغارا ومع اختلاف نسبة القناعة بها من شخص لآخر إلا أنها أصبحت رمزا تطور على مر الأزمان من مجتمع الى غيره و باتت موجودة في عقولنا وبداخلنا . حتى أن بعض القصص والأساطير ساهمت في تأكيد هذه "التهمة "، فأسطورة دليلة و شمشون الجبار وصفت وبشكل قوي "دهاء "المرأة وقدرتها على الإغواء ، حيث أن شمشون الذي كان جبارا عاتيا ويمكنه ان يواجه قبيلة بمفرده ، جعلته دليلة بغوايتها يقع في غرامها ويبوح لها بسر قوته الذي حير أعدائه في فلسطين حين قال لها " قوتي في جدائل شعري السبعة فإذا حُلقتْ ذهبت قوتي"؟!! فطلبت من خادم أن يحلق شعره، ومع كسر عهده النذيري تركه الله وقبض عليه الفلسطينيون وحرقوا عينيه ليصبح أعمى . نساء يعترفن أن "حواء" مصدر للغواية في الحياة سواء بقصد أو من دون قصد "!
بعض النساء يلجأن وبطريقة غريزية الى استخدام أنوثتهن للحصول على شيء معين يرغبن به مهما كان بسيطا او سطحيا ، "فابتسامة او نظرة معينة لن تؤثر اذا كانت ستفي بالغرض " ..!وتعترف بعضهن ان الغواية في النساء تختلف فهناك نساء يكن مصدر للغواية بطريقة لباسهن او طريقة كلامهن، وان أن ارتباط الغواية بحواء أمر حقيقي وليس ظلما لها والذي يقول غير هذا الكلام "بيكون عم يضحك على حالو ".!! كما ان لحواء طريقتها في الوصول الى ما تريده على اختلافه حتى لو كان بنسب مختلفة ، رغم انه وفي بعض الاحيان لا تفكر النساء بالإغواء لكننا نجد أن" الرجل قد وضع الأمر نصب عينه ".
ورأت احداهن انه منذ أن قبل آدم التفاحة من حواء كان ذلك إشارة الى انه "سيكون دائما ضعيفا أمام إغوائها" ، وانهن بلا شعور يستخدمن انوثتهن لتحقيق مايردن، وقالت احداهن-- أنها حين تتعرض لمخالفة سير مثلا فهي تبتسم للشرطي وتحاول أن تقنعه "بمسايرة " حتى يتراجع عن المخالفة وفي معظم الأوقات تنجح في ذلك . ورجال يلقون باللوم على أنفسهم ..ويرون أن غواية حواء نعمة الهية..! ان لم يكن الرجل مستعدا لقبول الإغواء مهما كانت أشكاله فلن يجبره احد على ذلك ، فالرجل سعيد بما يقدم له وربما كل أدم يشعر أنه "الوحيد على هذه الكرة الأرضية لتعجب به حواء" .ويشير احد زملائي بان حواء هي مصدر الغواية وللرجل دوره أيضا فالكثير من الرجال قد اخرجوا من معاني رجولتهم واصبحوا يماثلون حواء بمفردات الإغراء .وعن نفسه قال انه بالطبع يغوى مثل غيره من الرجال لكن ليس من كل النساء انما "من قبل امرأة تحمل مفاتيح اغواءه".
ووصف قصة الغواية بجملة بسيطة قائلاً "انها سنة الكون هي تغويه وهو ينصاع" !!0
فهل ستبقى حواء رمزا للغواية ولتنغيص حياة آدم كما وصفها البعض، أم ربما ستبرئ من التهمة يوما ما .. لسبب ما ؟؟ نحن نعلم بأن حواء هي من بدأت في أكل التفاحة و ذلك بسبب الفضول الذي جبل الله سبحانه و تعالى الانثى به , و لكن الاختلاف في طريقة اغراء آدم عليه السلام فيقال أنه لم يشتهي الشجرة طاعة لأمر ربه , لكن حواء اطعمته بيدها , أو أنها أغرته بطعمها ... الخ ... و هذا لا يعني أن المرأة ناقصة أو شئ لكن , الله سبحانه خلق الرجل بصفاته الخاصة ... و خلق المرأة أيضا بصفاتها الخاصة ... و من صفات المرأة حب الفضول ... و هو ليس عيبا ! فالفضول هو أساس المعرفة ... و هو الطريق له ... فقد كان فضول أمنا حواء طريقا لمعرفتها بطعم التفاحة ... لكن هذه المرة لم تحكم اين تستخدم هذا الفضول ؟ فقد استخدمته فيما نهى الله عنه ... القصة يا اخوتي لا تعني اللوم او أنه لولا تصرف امنا حواء لبقينا في الجنة أو ما شابه ؟؟ فالله سبحانه غني و لو أراد لنا الجنة مباشرة فهو قادر و غني بملائكته العباد له إلى ما يشاء ... الله سبحانه كاتب و مقدر بنزول بني آدم إلى الأرض و قدر سخر الله الارض لذلك ... انما القصة أكبر و أعظم من ذلك . و هذه هي المرأة خلقها الله ضعيفة في عقلها و دينها و جعل اغلب اهل النار منها !! لكنه جعل للمرأة التقية العابدة منزلا رفيعا يوم القيامة كسيدة للحور العين اللاتي يظهر عروقهن من بياضهن و لو ابتسمت احداهن على الارض لعمي من فيها بنورها و جمالها !! و على الرغم من ذلك كرم الله المرأة بأن جعلها سيدة لهن في الجنة ؟؟؟!! و لقد كرم الله المرأة في الدنيا و في الاسلام بأن خلقها و جبلها على الجمال و الحنان لتكون الزوجة و الام و الحب الذي يلقى العطف و اللطف من زوجه ... و تلقى البر من أبناءها ... لقد خلقها الله قوامة على بيتها بالعناية و الرعاية لأهلها و أبناءها ... و جعل الله الرجل قواما عليها ليعينها و يساعدها فيما جبلها الله عليه من ضعف جسدي ... تلك هي المرأة التي عملت في الاسلام و اشتغلت في الحياكة و التجارة و عفها الله بأن لا تختلط بالرجال الاجانب و تكشف زينتها لهن كرامة لها و تكريما ... تلك هي المرأة التي كانت الجندي المجهول في غزوات رسول الله صلى الله عليه و سلم بتضميد جروح الجرحى و تقديم الطعام و المؤونة لهم ... و لكنها لم تشاركهم سافره مختلطة بهم و كاشفة كل ما عفها الله به امامهم ... و كأنها تلك الجنة التي تحولت لجحيم ... لقد خجلت حواء من زوجها و سارعت بستر عورتها !! و نساء اليوم يطالبن بالتسفر و الخلاعة من الحجاب بغرض الحرية فعجبا لذلك .... تطالب المرأة اليوم بالاختلاط بالرجل و تدعي بأن ذلك من حريتها ... فشتان بين المرأة كما جبلها الله كالطاهرة ... و نساء اليوم اللاتي نسين ذلك الطهر ... ذا كانت تفاحة آدم التي تتعلق في رقاب الرجال جاءت من أسطورة أنها القضمة التي غص بها أبونا آدم عندما أكل من الشجرة المحرمة في الجنة، فإن تفاحة حواء التي غصّت بها منذ ذلك الوقت إلى الآن هي.. غوايتها! الآن فقط لن ألوم الفيلسوف الفرنسي عندما قال «Cherche la femme»، ولا العبقري العربي الذي ترجمها إلى «في حالة حدوث أي مصيبة.. ابحث عن المرأة»، ونختتم بالقول\\ شوارعنا أصبحت مخيفة.. وحالة الاختطاف والاغتصاب أصبحت موجودة على دفتر أحوالنا الشخصية بكثرة.. أصبحت فتياتنا يتلمسن الطريق حتى يذهبن بامان ويعودن به.. لم يعد الأمان موجوداً في المجتمع.. ولا يد العون تمتد لصغير .. أصبحت الوجوه غريبة.. موحشة.. مريبة.. والنظرات مربكة.. فالمركبات العامة لم تعد الوسيلة الآمنة للوصول.. كما كانت في السابق.. فالمعاكسات.. والتحرشات..أصبحت سافرة واضحة.. فاحذرن سيداتي من الغريب.. ومن المركبات الفارغة.. ومن أصحاب اللكنات الغريبة.. والكلمات المبهمة.. وتحققي من موضع قدمك حتى لا تجدي نفسك فجأة في حفرة..