أثار منتدي الإعلام العربي 2014 الذي أسدل الستار عن فعالياته مساء أمس في مدينة جميرا بدبي بجلسة أخيرة عقدت تحت عنوان " المؤهلات.. وجه جميل "، جدلاً واسعاً حول المؤهلات التي يجب أن يتحلى بها المذيع أو المذيعة حتى يتمكنا من توصيل رسالتهما ويحظا بمتابعة الجمهور،
وأكد بعض المتحدثين ضرورة أن يتمتع المذيع أو المذيعة بقدر من الوسامة، والمذيعة بشكل مقبول وقدر لا بأس به من الجمال حتى يسهل عليها المرور إلى قلوب المشاهدين، بينما رأى آخرون أن الثقافة العامة، واللباقة، واللياقة، والحضور أساساً جوهرياً يجب أن يتحلى به الإعلامي قبل أن يصل على المشاهدين. فيما أستهجن البعض الآخر اعتماد بعض القنوات على مؤهل الجمال وتصارعهم على ملكات الجمال وعارضات الأزياء وتوظيفهم لأنوثة المرأة في استقطاب المشاهدين.
شارك في الجلسة كل من الكاتبة والناقدة الإعلامية الإماراتية مريم الكعبي، والممثلة والإعلامية الكويتية أمل العوضي، وهبة الأباصيري المذيعة بقناة الحياة المصرية، إضافة إلى الممثلة والإعلامية ميساء مغربي، والمذيعة نادين نجيم ، بقناة "إم بي سي" وأدار ها الإعلامي اللبناني نيشان دير هاروتيونيان.
وناقش المتحدثون في الجلسة عدة محاور منطلقين من الواقع الحالي لبعض القنوات الفضائية التي حلّ الجمال والوسامة فيها محل الشكل المقبول في مؤهلات نجوم الشاشة الصغيرة، وبحثوا في إجابات لعدد من الأسئلة أهمها، هل يمكن للجمال الصارخ أو الوسامة أن يعوضا المحتوى الجيد للبرامج؟، وهل تكتفي الجميلة بحسن شكلها أم تسعى لاكتساب المعرفة؟. وهل برامج الجميلات والوسيمين قابلة للاستمرار أم أنها مجرد وجبات سريعة يقبل عليها المشاهدين لفترة ثم تزول ويزول تأثيرها.
بدأ نيشان الجلسة بالحديث عن تجربته الشخصية في مجال الإعلام، ورفّض المخرج اللبناني سيمون أسمر له كمذيع بعد فوزه في 1996 بالميدالية الذهبية كأفضل مذيع واعد في أحد البرامج بحجة أنه لايمتلك وجهاً تليفزيونياً وربما يمكنه النجاح في الإذاعة. لكنه بعد 24 عاماً من التقديم التليفزيوني أصبح على قناعة ان الوسامة ليست هي الأساس للمزيع بل ربما يكون الجمال مفتاحاً يفتح للمرأة الطريق أمام عالم النجومية. إذا ما أستطاعت إستغلال الفرصة والعمل على صقل مواهبها وقدراتها.
وقارن نيشان بين المذيعات المعتمدات على جمالهن وأخريان أخذوا من المعرفة طريقاً لعقول وقلوب المشاهدين، مشيراً إلى أن بعض المذيعات إستطعن تحقيق المعادلة الصعبة بالتوفيق بين الشكل والمضمون، مستغلين مفتاح الجمال الذي انار درب النجومية لهن، بينما سقطن الكثيرات ممن أعتمد على مؤهل الجمال فقط.
وشهدت الجلسة في بدايتها موجة من الهجوم بدأته الناقدة الإماراتية مريم الكعبي واصفة المذيعات المعتمدات على جمالهن بأنهن صورة إعلامية مشوهة تخاطب الغرائز وشرائح المراهقين، بينما تتوارى جميلات المضمون ويرفضن من أصحاب القنوات الفضائية.
وأكدت الكعبي أن الهدف الرئيس من تصارع القنوات على ملكات الجمال وعارضات الأزياء هو تحقيق الربح المالي السريع، بينما تحصل المذيعة في المقابل على الشهرة والنجومية التي سرعان ماتزول في فترة قصيرة.
ورداً على سؤال حول النقد وأختيارها للكلمات المنمقة حتى لا تجرح من تتناوله بالنقد، أضافت الكعبي انها تكتب بشكل عفوي ولا تتعمد التنميق وتحضير الأفكار وأستهداف الأشخاص، لكنها في موضوع المذيعات تحدث عن الأثر الذي تتركه المذيعة على الشاشة وليس صورتها التي سرعان ما يطويها الزمن حتى ولو تجملت.
وانتقلت دفة الحوار إلى أمل العوضي التي وصفت نفسها بجميلة القالب الداخلي وليس الخارجي، مشيرة إلى مؤهلات المذيعة التي يجب أن تتحلى بها من قبول، وحضور، وسرعة بديهة. كما يلعب أختيار فريق البرنامج الذي تقدمه دوراً كبيراً في نجاحها.
ورداً على سؤال حول إمكانية تركها لبصمة إعلامية يتذكرها الناس قالت أنها يمكنها فعل ذلك من خلال دعم القنوات الخليجية والعربية لها، مشيرة إلى ان المرأة الجميلة دائماً متهمة بتسويق جمالها على حساب ما تحمله من مهارات، كما انها تستغل من قبل المعلنين للترويج لمنتجاتهم بعض النظر عن طبيعة المنتج، مؤكدة أنها تجيد التخطيط للمستقبل وانها تعتبر الجمال مؤقت وان المعرفة لا تزول.
أما ميساء نغربي فقالت ان الجميلات يعانين من جمالهن وقراءة الناس لها من الخارج بينما يتمتع الكثيرات منهن بقدر كبير من المهنية والثقافة التي أكتسبناها بمرور الوقت، وذكرت ان الجمال بالنسبة لها شيء ضروري ومهم، مؤكدة انها لو لم تكن جميلة لتجملت، وأعترفت انها خصعت وستخضع لجراحات تجميلية كلما أجتاجت لذلك.
ونوهت مغربي إلى دعم وتأهيل المذيعات ليكن قادرات على الوصول للجمهور من خلال ثقافاتهن وليس جمالهن فقط، مشيرة إلى أنه من الظلم إلصاق التجويف الفكرى والجهل بالمذيعات الجميلات. بينما تعمل معظمهم على عكس ذلك من خلال التطوير والتدريب.
أما هبة الأباصيري فذكرت بعض الأسماء الكبيرة التي اتخذتهن قدوة في بداية طريقها مثل ليلى رستم وأمال فهمي، مشيرة إلى حجم التنافس القوي بين المذيعين في مصر والذي يقتضي أن تتمتع المذيعة بقدر عالٍ المهنية،
وعددت الأباصيري الميزات التي يجب أن تتمتع بها المذيعة في الوقت الحالي مراعاة للحالة التي يمر بها الإعلام العربي، إلى جانب الشكل المقبول، من موضوعية وحياد وعدم فرض الرأي على المشاهد.
وحول إمكانية بقاء المذيعة على قمة النجومية لأطول فترة من الزمن، قالت: هناك الكثير من المذيعات في أوربا والعالم العربي أستطعن ترك بصمة حقيقية أطمح ان يتذكرني الناس مثلهن. أما وفي سؤال حول إستمرار الجميلات تحديداً في الإعلام أجابت أنه لن يستمر منهن إلا الموهوبات.
من جانبها قالت نادين نجيم المذيعة والتي حازت لقب ملكة جمال لبنان قبل سنوات أن بعض المذيعات الجميلات أقتحمن عالم الإعلام عن دراية وتمكنّا من الحصول على الخبرة المناسبة التي مكنتهم من الظهور بالوجه المشرف للإعلامية المحترفة.
وأضافت أن الكثير من الجميلات فشلن لاعتمادهن على الجمال كجواز مرور أساسي للمشاهدين، مشيرة إلى أن الوجه الجميل مجرد خطوة لتعريف الجمهور بالمذيعة وتبقى المهنية والخبرة أساس الإستمرار والنجاح.
وقبل نهاية الجلسة أستضاف نيشان إحدى الإعلاميات التلفزيونيات التي عانت الإقصاء بحكم مظهرها الممتلئ، وأخذ نيشان بيدها وأجلسها في مقعد المذيع لتدير الحوار معه.
كما تلقى الضيوف الكثير من الأسئلة التي تمحورت حول أهمية المضمون مع الشكل المقبول في صناعة الإعلام.