الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

سيدات أعمال سعوديات : تشكيل مجالس إدارات الغرف الحالي غير عادل .. ولا يمثلنا

  • 1/2
  • 2/2

أنهت لجنة سيدات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض خطة زمنية شاملة مدتها ثلاث سنوات؛ لتفعيل مشاركة السيدات في انتخابات الغرفة للدورة المقبلة، وذلك عبر تشكيل فرق عمل متخصصة. واعتبرت سيدات أعمال خلال ندوة صحافية نظمها فرع السيدات في غرفة الرياض بالتعاون مع صحيفة "الاقتصادية" تحت عنوان: "عضوية المرأة في مجلس إدارة غرفة الرياض"، أن وجود المرأة في مجلس إدارة الغرفة مهم من أجل اكتمال تمثيل جميع الفئات. وأضفن، أن المرأة هي الوحيدة القادرة عن التعبير عن وجهة نظر واحتياجات مثيلاتها من سيدات الأعمال.
وقالت فاتن بندقجي عضو سابق في مجلس إدارة غرفة جدة: إن حصول المرأة على مقعد في مجلس إدارة الغرفة مهم جداً لأسباب، أهمها التنوع في الآراء التي ستثري المنظومة وأعمالها وبالتالي الناتج النهائي سيكون في صالح صنع القرارات لوجود تمثيل يحاكي جميع المنتسبين في الغرفة. فإلى تفاصيل الندوة. بداية أوضحت بندقجي، أن التمثيل الحالي في مجالس إدارات الغرف التجارية عموما غير عادل ولا يمثل مجتمع الأعمال بالتساوي وذلك بالنسبة لعدد التجار إلى الصناع والمستثمرين في مجال مقدمي الخدمات، الذين يمثلون نحو 40 في المائة من المنتسبين في حين يتصدر الصناعيين نسبة المقاعد الأعلى، مشيرة إلى أن المنتسبين من فئة الخدمات لا يوجد من يمثلهم في الواقع. وأكدت بندقجي أن "المرأة جزء لا يتجزأ من الغرف التجارية وتمثل بين 20 إلى 30 في المائة من مجتمع القطاع التجاري وبالتالي من حقها أن تكون عضواً فعالا في مجلس الإدارة". من جانبها تناولت نجد الخراشي، عضو لجنة سيدات الأعمال في غرفة الرياض، دور الإعلام وأهميته لدعم المرشحات، مؤكدة أن المرأة لم تحتل في الإعلام السعودي المكانة التي تستحق، من حيث نوعية الموضوعات التي تتناول التحديات والمشكلات التي تواجهها المرأة في حياتها العامة، ومن حيث الإسهام النسائي في إنتاج المادة الإعلامية التي تخص المرأة فضلا عن تهميش قضية المرأة في الانتخابات. وأضافت: "الانتخابات في الأزمنة الحديثة باتت لعبة الإعلام بامتياز بعد أن أصبحت وسائله هي ذاتها أدوات الاتصال بين المرشح والناخب"، مؤكدة أن مجلس إدارة الغرفة يتطلب وجود كفاءات من الجنسين خاصة في حال إقرار "الكوتا". ودعت إلى وضع معايير للمرشحات أهمها أن تكون ذات سيرة حافلة بالعمل التطوعي والمجتمعي، وتمتلك مقومات ومعايير محددة لتمثل الجميع وليس المرأة فقط. وأشارت إلى أن "دور الإعلام ما زال ضعيفاً بصفة عامة وخاصة بالتركيز على أسماء محددة وتهميش أخرى". وقالت هدى الجريسي، سيدة أعمال ومستثمرة في مجال التدريب: "من وجهة نظري المرأة كالرجل وهناك خبرة معينة لا بد أن تكتسبها وتمارسها، فضلاً عن أن وصولها إلى مسؤولي وصناع القرار لا يتم إلا بحصولها على مقعد في مجلس الإدارة".
وأضافت، أن هناك قضايا ومسائل يجب أن تنتقل مباشرة من المستثمرة إلى المسؤول أفضل من أن تُطرح بشكل علني "حيث قد يخذلنا الإعلام بطريقة تناولها منوهة إلى أن بعض القضايا تحجب عن المسؤول وهناك قيود على ما يتم طرحه وتناوله في اللقاءات". وتابعت: "لدينا قرارات ومسائل لا يمكن مناقشتها وطرحها إلا عبر مقاعد مجلس الإدارة، فضلا عن أهمية تمثيل جميع القطاعات والفئات ووجود المرأة في مجلس الإدارة يسمح لها بالتأثير على القرارات المصيرية المتعلقة بقطاع الأعمال النسائي عبر تشكيل لوبي للتصويت بالتأييد أو الرفض". وأضافت الجريسي، التي كانت من أبرز المرشحات في انتخابات الدورات السابقة في غرفة الرياض: "للأسف الشديد ما زال هناك بعض القيود في نوعية المداخلات أثناء اللقاءات المهمة مع بعض المسؤولين للتعبير بحرية عن بعض الموضوعات والقضايا التي تتعلق بالقطاع النسائي، ومن هذا المنطلق إضافة إلى الكثير من الأسباب نحتاج إلى أن يكون لنا صوت في مجلس إدارة الغرفة". وأبدت ريم الرشيد، عضو لجنة سيدات الأعمال في غرفة الرياض، استغراباً شديداً من كون مجلس إدارة غرفة الرياض، التي تعد أكبر غرفة تجارية صناعية في السعودية، خالٍ من مقعد للمرأة. وقالت: "سيدات أعمال من حقنا وجود امرأة تمثلنا". وتساءلت: "لماذا المرأة في جدة أعطيت فرصة في التعيين مرتين في مجلس إدارة الغرفة التجارية، لكن المرأة في الرياض سُلبت حقها؟ هذا رغم الأعداد الكبيرة لسيدات الأعمال المنتسبات إليها". وأكدت، أن كثيرات من سيدات الرياض يمتلكن خبرات مميزة وتعليم عال، فضلاً عن الجهود العليا والرسمية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل دعم المرأة السعودية، خاصة بعد قراره التاريخي أن تكون عضواً في مجلس الشورى، والسماح لها بخوض انتخابات المجالس البلدية. وأضافت الرشيد: "وضعت لجنة سيدات أعمال الرياض خطة زمنية لمدة ثلاث سنوات لتفعيل مشاركة السيدات للترشح والدخول في انتخابات غرفة الرياض للدورة المقبلة، وذلك عبر تشكيل فرق عمل متخصصة". وتابعت بالقول: "المرأة لن تصل إلى مجلس إدارة الغرفة إلا بدعم الرجل، لذا لن نستثني التفاعل والتواصل مع جميع عناصر العملية الانتخابية في خطتنا المقبلة، التي تمتد على مراحل مختلفة والهدف منها عدم الانتظار إلى لحظة الصفر لتحضير للانتخابات، لأننا عزمنا وبكل قوة أن يكون لنا مقعد في الدورة المقبلة". وذكرت هدى الجريسي أسباب الإخفاق التي حالت دون فوزها أو فوز زميلاتها في الدورات السابقة، وقالت: "غياب المعلومة والقوائم، وعدم القدرة على التواصل مع المنتخبين الرجال؛ من أبرز الأسباب فضلا عن بعض الأساليب غير المباشرة من قبل بعض المرشحين في الحصول على الأصوات". وأضافت قائلة: "لم يكن لدي نية للترشيح، ووضعت أمامي تحدياً للترشح في حال لم يترشح أحد من سيدات الأعمال، وقررت ذلك في اللحظات الأخيرة ليكون للمرأة وجود". وتوقعت أن يكون من أهم عوامل عدم فوزها في الدورة الأخيرة هو توقيت الانتخابات، التي جاءت وقت نهاية إجازة، وكانت أعداد كبيرة من المؤيدات لها خارج المملكة. وتابعت: "لا يمكن أن ننكر أن الرجل هو الأقوى في الانتخابات، من حيث قدرته على الإنفاق المالي لحملته الانتخابية والوصول للمرشحين، إضافة إلى أن النمطية الفكرية والمعتقدات الخاطئة لبعض الفئات، وتخوفهم من التصويت للمرأة خشية مخالفة الشرع". وقالت إن المرة الأولى التي رشحت نفسها فيها في 2008 "رفض المرشحون دخولنا خوفاً من الخسارة لوجود نساء في تكتلاتهم، وكان الخوف ليس من المرأة بل من الخسارة، لأن المرأة مرشحة ضمن التكتل". وتابعت: "فضلاً عن أن الظهور الإعلامي لبعض المرشحات كان سبباً وراء خسارتهن الأصوات، وعدم ظهوري منحني أعلى الأصوات حينها"، مشيرة إلى أكاديميين خاطبوها لعدم الترشح، معتبرين أنها "تسن سنة غير حميدة"؛ على حد وصفهم. وطالبت الجريسي بتخصيص مقاعد للمرأة في إدارة مجالس الغرف التجارية، وتطبيق هذا النظام بشكل إلزامي، بحيث يكون هناك حصة نسائية محددة لا بد من شغلها من قبل النساء، إضافة إلى حقهن بالتعيين من قبل وزير التجارة. من جهتها، قالت الأميرة هيلة بنت عبد الرحمن آل سعود، مديرة فرع السيدات في غرفة الرياض: إن دور الغرفة يقتصر في تفعيل دخول سيدات الأعمال ووجودهم في مجلس الإدارة المقبل ضمن خطة مبكرة، وهي اللبنة الأولى التي سوف يتم فيها التركيز على الاستفادة من تجربة سيدات من جدة والشرقية. وأضافت الأميرة هيلة: "سنعمل على توفير المعلومات الكافية، وتوعية المنتسبات لتجديد الاشتراكات ليكتسبن شرعية الترشح والتصويت، إلى جانب تفعيل جانب التوعية عبر الإعلام، ورش العمل ولقاءات التوعية والتثقيفية في هذا الجانب". وتابعت: "هذا إضافة إلى الدور المعتاد الذي تقوم به غرفة الرياض، من حيث توفير مكان الاقتراع، وتوفير جميع الاستعدادات والتجهيزات لسير العملية الانتخابية بسلاسة ونزاهة وتدريب موظفات الغرفة على آلية العمل أثناء فترة الانتخابات". وتطرقت فاتن بندقجي في ختام الندوة إلى العقبات التي تواجه المرأة عموماً في مجالس الغرف، حتى لو كانت عضوا في المجلس بالتعيين. وأشادت بالتجربة المميزة لعضو مجلس إدارة غرفة جدة لمى السليمان، التي تقلدت منصب نائب رئيس المجلس لأول مرة في السعودية. وأكدت، أنها كانت تصر على الحضور والمشاركة في صنع القرار رغم كثير من الصعوبات التي تعترض عملها. وقالت بندقجي: "الانتخابات أصبحت مكلفة جداً وينفق الكثير من رجال الأعمال الملايين على برامجهم خلال الدورات السابقة في حين لا يمكن لسيدات الأعمال تكبد خسائر بهذا الحجم". وأوصت المشاركات في الندوة بتخصيص مقاعد لسيدات الأعمال عبر نظامي "الكوتا" و"التعيين" معاً في الدورة المقبلة. وطالبن أيضا بتفعيل اللجان للتواصل مع المسؤولين في مختلف القطاعات خاصة وزارة التجارة، بهدف إقرار نظام الكوتا، فضلاً عن عقد الدورات التدريبية لسيدات الأعمال، وتشجيعهن للترشح والانتخاب. ودعون إلى توفير المعلومات اللازمة للمترشحات من قوائم وبيانات مختلفة، إضافة إلى توعية الإعلاميين وكتاب الرأي بالصحف ووسائل الإعلام المختلفة، لدعم المرأة عبر إيلاء المرشحات اهتماماً أكثر، ومساعدتهن على الوصول إلى مجلس إدارة الغرفة عبر الطرح الإعلامي الملتزم. وتعليقا على نتائج الندوة الصحافية، عبرت نوف الراكان رئيسة لجنة سيدات الأعمال، عن تطلع اللجنة لوجود سيدات في مجلس الإدارة يمثلن الصوت النسائي المتزن الذي يسهم في دعم نمو عمل المرأة وينقل تطلعاتها ورغباتها من خلال المجلس للمسؤولين وصناع القرار مباشرة. وأفادت، بأن اللجنة ستقف بقوة خلف أي مرشحة لديها القدرة والرغبة في الترشح والتعاون معها من خلال التوعية والتثقيف بما يختص بالعمل والاستثمار لدى المرأة وأبرز التحديات التي تواجهها سيدات الأعمال، بالشكل الذي يمكنها من نقل الصورة الواقعية والعمل على تطويرها، بما يتناسب مع النمو الاقتصادي للسعودية.

الإقتصادية

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى