الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

" وكالة أخبار المرأة" تحاور الشاعرة والاديبة العراقية فرح دوسكي

  • 1/2
  • 2/2

المشهد الثقافي شبه معطل لعدم مشاركة المثقفين في صنع القرار السياسي لتغلب المصالح الفئوية والحزبية والعشائرية على هذا المشهد
فرح دوسكي شاعرة واديبةعراقية تكتب الشعر بالفطرة لم تكمل دراستها الجامعية (الطب) بسبب الظروف الأجتماعية. تغربت هي وعائلتها وعانت الكثير في غربتها وعادت للعراق بعد سقوط النظام. تقول شاعرتنا (لم املك في هذا العراق العظيم متر من ترابه ولا راتبا اعيش منه, لااملك اية هوية انتسب فيها الى اي اتحاد او منظمة في العراق وخارجه ادبيا وسياسيا)، هي من ام عربية واب كردي، ولدت في بغداد عاصمة الرشيد  ،لم تكمل دراستها الجامعية (الطب) جامعة دلهي ، لظروف مادية قاسية، كتبت اول قصيدة لها وهب بعمر(11)سنة، فازت قصيدتها(تائه بذاتي)لاحسن نص ادبي نسوي عام 1999 وصدر لها ديوان بنفس الاسم عام2007 في العراق، تغربت عن الوطن عام 1998 وذلك لظروف امنية واقتصادية واجتماعية قاهرة  ولم يحسب لها انها عملن كموظفة حكومية--- سألتها\\ حدثينا عن الغربة والقلم؟
..(//كنا والجوع والغربان ،حشدٌ من عظام ،كنا قشورا للحنطة،أنا ووجه امرأةً في خاتم الظل ، نقبعُ أسفل الهتاف ،نكسرُ ،ركودنا بالمساحيقِ، نرفعُ همزأتنا ،نفككُ بصر الحروف ،فيتبلل قرصاسٍ في كبدِ الحجر، يكتبنا فراغا فننتفخُ،كالارانب( تغربت عن الوطن لعشر سنوات بعدما عانيت ذل العوز وانعدام المواطنة في وطن بات منفى لنا ،وعدت ثانية احمل حقيبتي الفارغة التي توالدت منها عبر عشر سنين مضت حقائب ممتلئة بالهم واصابع تلوح للغد بأن العراق لكل العراقيين،واضافت(أنْ أَتوطّنَ في فجرٍ غابَ عنّي،وأعلّقَ الروحَ برفقةِ الانتظارِ،لأولدَ فيهِ يَرَقَةً،تنْسجُ زهْوَها ضَوءاً،تتكسّرُ إذا استطالَ حجمُ هذا الخرابِ)
* الغربة عن الوطن وتاثيراتها على المراة العربية؟
- أن ما تمر به أي امرأة هو نتيجة حتمية لكل الظروف حولها، والنساء لم تحددهم القوميات لذا رايت فيهم فرح دوسكي ،امرأة لم تحسب على كنية والدها لانها ولدت ببغداد ولم تجيد لغتها الام وهي اللغة الكردية ربما لظروف ابعدتنا عن موطن الجبل في حقبة من الزمن الجائر فكانت تناضل في سبيل قوميتها المستلبة في بغداد عن طريق تتبع نهر الفرات الذي يجري بدمها فأختارت منابع الحضارات في وسط وجنوب العراق معنى تبث به حزنها وتكتب بعمق التاريخ عن شعب اضطهد بكل مراحل سياساتنا المفجوعة بنزيف الدم .( // أنا البابليةُ ، أنا من ملأتُ ليل الارض ،شلالات ضوء ،هو ذا قلبي ،يشير اليكّ)
* ماهي مؤلفاتك–—-،وما آخر مشاريعك  ؟
 - صدر لي ديوان بعنوان ( تائه بذاتي) عام 2007 من محافظة بابل تضمن الومضة الشعرية وبعض النصوص ووزع بظروف صعبة وبطبعة محدودة - تحت اليد ثلاثة دواوين شعرية معدة للاصدار (بكاء الرقيم - من سينحر قلبي- احاول دحرجة الايام ) انشاء الله سيتم طباعتها عن قريب - كتبت القصة القصيرة والمقال والشعر الشعبي ولي منشورات في صحف محلية وعالمية واخص بالذكر مقالات تعني بمتضرري وضحايا الالغام في العراق،
* كيف تقرئين المشهد الثقافي في العراق بوجه خاص والوطن العربي عموما وفق ما شهده من تطورات في الآونة الأخيرة؟
- المشهد الثقافي شبه معطل لعدم مشاركة المثقفين في صنع القرار السياسي لتغلب المصالح الفئوية والحزبية والعشائرية على هذا المشهد،اضافة الى فقر وعجز المؤسسة الاعلامية بأحتضان المبدعين عن طريق توفير فرص عمل مناسبة لهم وايجاد فرص لطباعة منتوجهم الادبي واخص بالذكر منتوج المرأة الاديبة في العراق وما نراه واضحا في العلاقات التي تحتكم المشهد كله حسب امزجة وتطلعات بعيدة عن الاحتظان الحقيقي للابداع في الداخل والمساهمة بوصوله الى خارج العراق للاسف.(// مازلتُ أخفي الجرْحَ في داخلي،أفتّشُ في الزوايا،عنْ مكانٍ يسكُنُ فيه غَدي ،وأخيلةٍ تستأنفُ الضّحكاتِ، تمسِّدُ الحنينَ،تُجسّدُ معنى الفواصلِ،بأحضانٍ أُشرعتْ بعد انكسارٍ).
* أين المرأة العربية بوجه خاص في مسيرة الثقافة والأدب في الوطن العربي؟ وهل تؤمنين بمصطلح الادب النسائي العربي؟
-  الادب هو انساني بحت ، والإبداع هو الإبداع، ولم يعد هناك فرق بين الرجل والمرأة في الأدب والفنون؛ فالمرأة دخلت جميع ميادين الحياة كالرجل تماماً، وبالتالي اكتسبت خبرة الحياة بكل ما فيها، وأبدعت في تجنيد قلمها وجميع أدواتها الإبداعية في خدمة وطنها ومجتمعها فالمرأة الكاتبة كما الرجل الكاتب، عنصر أساسي في المجتمع، وجزء لا يتجزأ منه، وما تكتبه يعبر عن مجتمعها وعنها كإنسان،والادب عبارة عن موضوع ان كان نص شعري او قصة او مقالة لايصنف ذكوري او أنثوي .ان أغوار الأنثى ومعرفة كيانها أكثر والسفر في عالمها والإفصاح عن عوالم هذا الكيان من الدّاخل ،نجدها حقيقية في نصوصها الذي بات الرجل الشرقي يبحث عنه باهتمام كبير ويتحكم بابداعها حسب رؤويا محددة )// لمنْ أتعطّرُ...وفي القلبِ ألفُ سكينٍ وخنجرٍ،لمنْ ؟! فمازالَ الغيضُ فيضاً،ومازالَ الدّمُ أحمرَ، لمنْ والعالمُ مازالَ أخطرَ
* تمايزت المرأة العربية بتوليها مناصب عدة وصلت فيه لصنع القرار ،هل ترين أن المرأة العربية استطاعت ان تلعب دورا في صنع القرار وهل هي مساهمة في مسيرته الوطنية؟
- لم يحالفني الحظ ان اكون احدى سيدات قوميتي بالوصول الى كردستان والمشاركة بالاعلام أو اي نشاط ثقافي أو أدبي ،أو قراءة هناك ،رغم محاولاتي بالعيش هناك وعشقي لموطن أبي وابناء عشيرتي الدوسكية وهذا قدري الذي نزفت كثيرا للوصول اليه ولكن للاسف لااحد يسمع.(// من يسمع من ؟ وقد غادرني المركب ،وحدي هنا رأيتُ كل شي،ولم أرى أي شي غير اتجاهاتي ،كنت مسيجة باحتمالاتي ،حين صادرت حنجرتي البورصة،استعنت بصوت صرصار ،اذن كيف ستصلكم ندائاتي ،وانا بالجب أبني شرانق الفراشات الملونة---- واستطردت \\\\ الصروح كثيرة والابواب مشرعة لغير المبدعين ووزارات الثقافة في بغداد وكردستان لم تعطينا فرصة واحدة للعمل لاننا تجاوزنا الخط الاحمر بالوطنية والانتماء الحقيقي لمواطن الحرية .سنبقى نستمد المفردة من الهور والجبل والسفح وسنبقى نكتب للعراق وعن ربوع كردستان في مخيلتنا التي لم ترى من كردستانيتها ملاذا حقيقيا للعيش .(//هاتفاً بنفسي، يخذلني،يجرفني نحوَ الشكِّ ، بأن الرقعة َ محررةٌ،يترقبّها قلبي الأحمق ، في هزيعهِ الاخير،وابلٌ من الزهرِ، يتساقطُ، يصبحُ أكثر بطءً، حين يلامسُ فوانيسي،يُطفئني الواحدُ تلو الاخر)
* ما مميزات الادب الكردي؟ ومن ابرز الموجودين منهم الان؟
- الشعور الرومانتيكي وتراث المجتمع الزراعي والرعوي، البطولات وتاريخ الاساطير ،التغني بالطبيعة والشعر ،الالوان البراقة ،ورغم الحياة المدنية والتطور نرى المرأة الاديبة الكردية تحب الفرح والعطاء والجمال وانها غير متقوقعة او حزينة ، فنراها تتدرب على الدبكة الكردية منذ الصغر وهذا الارث معجون باقدام النساء ،لذا نجد الشاعرة تبحث في خطواتها عن خبايا فصول الحياة وتفندها بنصوص غنائية ،رمزية ذات دلال واضح وثقة عالية .وابرز المبدعات باكزة امين ، كلالة ،بلقيس دوسكي،فينوس،جنار ،وغيرهن من المبدعات
* كلمة اخيرة؟
- مودتي لكم وشخصكم ولكل القراء -- وفي الختام تقبلوا مني كل الحب وسطورا تحلق بعيدا تبحث عن موطىء قدم في هذا الوطن (//انا معلقة خلف الابواب،أخترع ارضاً،تمسح شقائي،تقبل تلعثمي،تحل ظفائري،تمزق ثوب الطفولة عني)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى