الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

تمكين المرأة البدوية احاديث وخطابات

  • 1/2
  • 2/2

أن التنمية أصبحت تمثل مطلباً ملحاً وأساسياً لكل المجتمعات المعاصرة، وذلك لما تنطوي عليه من مضامين اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية هامة، وأيضاً لما ينتج عنها من نتائج ايجابية تحمي المجتمعات ومستقبلها. وإذا كان الهدف الأساس من التنمية هو سعادة البشر فإنها فى حد ذاتها، لا تقوم إلا بالبشر أنفسهم الذين هم أهم وسائل تحقيقها.
وفي إطار الاهتمام بقضية التنمية الشاملة، وانطلاقاً من أن التنمية ترتكز في منطلقاتها على حشد الطاقات البشرية الموجودة في المجتمع دون تمييز بين النساء والرجال، يصبح الاهتمام بالمرأة وبدورها في تنمية المجتمع جزءاً أساسياً في عملية التنمية ذاتها، بالإضافة إلى تأثيرها المباشر في النصف الآخر، ذلك أن النساء يشكلن نصف المجتمع وبالتالي نصف طاقته الإنتاجية، وقد أصبح لزاماً أن يسهمن في العملية التنموية على قدم المساواة مع الرجال، بل لقد أصبح تقدم أي مجتمع مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى تقدم النساء وقدرتهن على المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبقضاء هذا المجتمع على كافة أشكال التمييز ضدهن.
ولغاية الآن ما زالت المرأة البدوية في الاردن تتحمل اعباء جمة فهي تكد وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، فهي الأم التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجة التي تدير البيت سواء الحجر او الشعر بدون مساعدة خادمة وتطبخ وتنفخ وتغسل على يديها ، وهذا يجعل صاحب القرار الذي أؤتمن واقسم بان العدالة ستنال الجميع ان لاينسى شريحة من مجتمعه خارج تطلعاته. وعليه فان من واجبه متابعة بعض المؤسسات الحكومية والمستقلة التي انشأت لخدمة مناطق البادية وتمكين ابناءؤها انها وبكل اسف مازالت تراوح نفسها،فهي اشبه بمقوله عند اهل البادية ( فزعة سهيل للجدي كل يراوح نفسه). فهذه المؤسسات  تمر بمرحلة الرجل المريض لعجزها عن احداث تنمية حقيقيه تتوافق مع اهدافها.علما بانها تحسن التقارير البراقة من اجل ديمومة القائمين عليها.
وعليه لابد من وضع الخطط المستقبلية ورسم الاستراتيجيات التي تستشرف مستقبل المرأة البدوية ومدى انخراطها في التنمية الاقتصادية الشاملة ونقترح في هذا الصدد الاهتمام بالمشاريع الاقتصادية  في البادية الأردنية والتي تكون فيها المرأة البدوية العامل الأساس، ومن جهة أخرى يفضل الاهتمام بالمشاريع الصغيرة للمرأة عن طريق منح القروض وفق معايير معينة. بالإضافة التوجه للمشاريع التي تقود إلى زيادة إنتاجية المرأة  كالمشاريع الخاصة بالتدريب والتأهيل والتعليم والتعلم على الحاسوب والتي يمكن أن تكون جميعها على شكل دورات مستمرة أو تشكل برنامج للتعليم المستمر يغطي مجالات مختلفة كالتسويق والصناعات الغذائية وتربية المواشي وغيرها من المجالات التي تدعم استمرارية المشاريع التنموية في ربوع باديتنا الحبيبة.
لذلك يتوجب التركيز على تمكين المرأة البدوية وضرورة إنماء مناطق البادية التي مازالت تسود فيها العديد من المفاهيم الخاطئة بخصوص عمل ومشاركة المرأة، وحقها في العمل والحصول على عوائده المادية ،التي تعتبر في سياق  العوامل الاجتماعية التي عانت منها المرأة البدوية (اضطهاد الرجل، العادات، التخلف ،..) التي لعبت دوراً في تكريس الوضع المتدني للمرأة في السلم الاجتماعي، مما أعاق مساهمتها في تنمية المجتمع البدوي وتقدمه وعليه فإن تمكين المرأة البدوية من المشاركة في النشاط الاقتصادي  يجعلها تلعب دوراً حقيقياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة ،حيث أن المدى التي تشارك به المرأة في النشاط الاقتصادي والاجتماعي يمكن اعتباره أحد المعايير لقياس مستوى تطور المجتمع ، كما أن مستوى مشاركة المرأة هو أحد مقاييس التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجتمع ما .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى