تشغل المرأة السعودية 64 في المئة من وظائف وزارة الصحة، بعد أن نالت حقها في التعليم والتأهيل الصحي، وممارسة المهن الطبية على اختلاف التخصصات.
وكان من شواهد إسهامات المرأة في المجال الصحي القرار الصادر من المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض بتعيين الدكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم مديرة لإدارة التوعية الصحية، بقرار صادر من مساعد المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الرياض للصحة العامة الدكتور ممدوح فالح الثقيل. ويعتبر هذا المنصب أرفع منصب قيادي للمرأة على مستوى صحة العاصمة.
وحصلت الدكتورة لمياء على الزمالة العربية في تخصص طب الأسرة بدرجة استشارية من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني، ودرجة الماجستير في تخصص الجودة الصحية من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للتخصصات الصحية. وقدمت أبحاثاً عدة، منها: «تحسين الجودة وسلامة المرضى» و«سياسة فحص الثدي الوقائي» و«الربو وعلاقته بالتلوث في مدينة الجبيل الصناعية» و«تأثير المبيدات الحشرية على البيئة والصحة العامة».
وأوضحت البراهيم في حديثها إلى صحيفة الحياة، أنها تشغل حالياً أول منصب قيادي على مستوى الرعاية الصحية في الرياض وليس على مستوى وزارة الصحة، كما اُشيع. إذ تشغل الكثير من السعوديات مناصب قيادية في الوزارة، وفي المديريات الأخرى.
وقالت: «مجموعة كبيرة من النساء اثبتن مكانتهن ونجحن في وظائفهن، ما شجع المديرية في الرياض على تعيين امرأة في هذا المنصب، وبخاصة أن المرأة تتميز بالانضباطية والإنجاز».
وأشارت البراهيم إلى أن المديرية حرصت على تفعيل الكفاءات الموجودة فيها، بدلاً من جلب كفاءات من الخارج، لافتة إلى أن المديرية أعطتها وأعطت كل امرأة سعودية الثقة والإحساس بالمسؤولية، وبخاصة في الوقت الراهن.
وأضافت: «إن «صحة الرياض» تحاول أن تنهض بمستوى التوعية الصحية على مستوى العاصمة، آملة أن تكون بحجم هذه المسؤولية.
وقالت: «نهدف إلى أن نوصل رسالة وزارة الصحة، بتعزيز الصحة الوقائية. وهذا دور الرعاية الصحية الأولية، وهو توعوي وقائي، بأن نحمي الناس من المرض قبل حصوله. وهذا ما نود دعمه كمديرية، وليست إدارة التوعوية وحدها المعنية بذلك، فوزارة الصحة بقطاعاتها كافة منظومة واحدة، تسعى إلى تعزيز صحة المجتمع وحمايته من الأمراض، وبذلك نخدم أنفسنا والأجيال المقبلة».
وتجاهلت البراهيم الضجة التي شهدها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حول تعيينها في منصبها. وقالت: آمل أن أترك بصمة في هذا المجال، بغض النظر عن التصنيفات، فالتصنيف الوحيد الذي يعتد به «هل أنا كفء لهذا المنصب أم لا؟ والمهم هو الإحساس بالمواطنة في الداخل لخدمة الوطن. ونحن جميعاً نخدم هذا البلد».
وتابعت: «أفخر بأنني حصلت على تعليمي كاملاً في المملكة، منذ المرحلة الابتدائية وحتى نيلي الدكتوراه. فهذا الوطن هو من أهلني، وفتح لي مجالات وظيفية. وهذا وقت رد الجميل».
وأكدت مديرة إدارة التوعية الصحية أن المجتمع يتقبل التوعية الصحية من المرأة أكثر من الرجل، فالمرأة بأساسها الفطري قريبة جداً من العائلة، وتهتم بالجميع، من الصغير إلى الكبير. فهي تلامس عن قرب حاجة الناس. والمرأة هي المسؤولة عن رعاية الأسرة والآخرين، فالنساء أكثر حرصاً على التوعية المجتمعية، سواء في الصحة أم غيرها.
واشارت إلى أن المرأة تنظر إلى حاجات المجتمع في شكل إنساني أكثر، فهي أكثر عمقاً من الرجل وتعطي التوعية لمسات جمالية، فهي تأخذها من جهة إنسانية وليست عملاً روتينياً، والابتكار مهم في التوعية الصحية، فهي تحتاج إلى روح ابتكارية، والنساء لديهن قدرة لهذا الشيء أكثر من الرجال.
ولفتت البراهيم إلى تعاون الإدارات مع إدارة التوعية، فهي ليست إدارة مستقلة، لذلك يتوجب على الجميع النظر إليها بنظرة شمولية، والعمل كفريق واحد لتعزيز الصحة العامة. وحول جهود إدارة التوعية في مرض «كورونا»، أوضحت أن تعيينها جاء في وقت حساس جداً، إلا أن المرض لم يثبت له علاج إلى الآن، والتعامل معه يتم من خلال «الوقاية خير من العلاج».
وقالت: «نحن نعزز الصحة العامة، والوقاية من «كورونا» تكون بتعزيز الصحة الداخلية. ونسعى أن يكون ذلك نظام وأسلوب حياة، فالوقاية من العدوى تكون من طريق ذلك، وتستمر مع الناس ب «كورونا»، وغيره».
وكشفت البراهيم عن مشاريع توسعية في الإدارة، مؤكدة أن هناك دعماً من الإدارة للنساء، وتقديراً للكفاءات والإنجاز.
وتابعت «نحن نبحث عن المنجزين أياً كان جنسهم. ولكل مجتهد نصيب». وتنتظر البراهيم صدور كتابها الأول «طفلي بين خبرة أمي واستشارة طبيبتي»، التي حرصت فيه على «الإجابة عن جميع الاستفسارات التي قد تخطر على بال الأمهات وقت التربية من معلومات طبيبة وخدمات الرعاية الصحية».