الإحراج والخوف والألم كان هو الشعور المسيطر على آلاف النساء الأوروبيات اللاتي أجريت لهن عمليات زراعة حشوات ثدي غير مكلفة تحتوي على السيليكون الصناعي من إنتاج إحدى الشركات الفرنسية.
وقالت كورنيليا إتش (42 عاما) وهي ألمانية وأم لطفلين "آمل من كل قلبي أن ينال المسؤولون عن ذلك جزاءهم العادل"، واصفة إياهم بالمجرمين الذين "عبثوا بصحة المرأة ليرضوا جشعهم".
ومن المتوقع أن تصدر محكمة فرنسية اليوم الثلاثاء حكمها في القضية الأولى التي تشمل شركة "بولي إيمبلانت بروتيس" لزراعة حشوات الثدي الصناعية.
ويواجه مؤسس الشركة جان كلود ماس وأربعة مسؤولين تنفيذيين عقوبة تصل إلى السجن خمس سنوات بتهمة الاحتيال، وهم متهمون أيضا باستخدام السيليكون الرخيص في عمليات زراعة حشوات الثدي ليوفروا ملايين الدولارات.
قضية شائكة
وكورنيليا إتش هي واحدة من القلائل اللاتي خرجن ليعلن قصة معاناتهن على أمل تشجيع الأخريات على التعامل علنا مع هذه القضية الشائكة والمثيرة للجدل.
ويقدر عدد النساء اللاتي أجرين عملية زراعة حشوات ثدي في جميع أنحاء العالم بـ400 ألف إمرأة. وخضعت أكثر من 13 ألفا و500 امرأة فرنسية لعمليات جراحية لإزالة حشوات الثدي المبيعة لهن من قبل شركة "بولي إيمبلانت بروتيس" بعد ظهور تقارير عن حدوث تمزقات في هذه الحشوات.
وقالت كورنيليا إتش إن الكثير من النساء لا يردن أن يكشفن عن أنفسهن كضحايا خشية السخرية منهن، مضيفة أنه للأسف لا تزال الفكرة السائدة كما هي، فالنساء اللاتي أجرين زراعة حشوات ثدي ينظر إليهن على أنهن "نشاز".
ولا يدرك الكثيرون أن اتخاذ قرار بإجراء العملية عادة ما يأتي في نهاية عملية طويلة من تقييم الخيارات، مثلا بعد سنوات من فترة طويلة ومعقدة من الرضاعة الطبيعية، أو بعد عملية يتم الكشف فيها عن الإصابة بسرطان الثدي.
قرار الزراعة
وفي حالة كورنيليا، بدأت تلك العملية عندما لم ينمو ثديها بالشكل المعتاد لدى معظم الفتيات الأخريات، التي تقول إن الأمر سبب لها "عقدة". مضيفة أنها لم تشعر أبدا بالراحة أو الثقة بالنفس عند التعامل مع الآخرين نتيجة لمظهرها الجسدي. لذلك قررت أن تخضع لعملية زراعة ثدي في عام 2004.
وكانت كورنيليا في الثالثة والثلاثين من عمرها في ذلك الوقت، وتقول إن تفاصيل تلك العملية التجميلية أو غيرها كانت تعرض على شاشة التلفزيون بشكل شبه يومي.
وأوضح الجراح لكورنيليا أن شركة "بولي إيمبلانت بورتيس" هي أفضل شركة تزرع حشوات الثدي وأنها من بين الشركات الرائدة في هذا المجال على مستوى العالم.
وجاءت الصدمة بعد مرور أكثر من سبع سنوات في أواخر يناير/كانون الثاني 2012، عندما قرأ زوجها عن فضيحة شركة "بولي إيمبلانت بروتيس" في الصحف.
وفي اليوم التالي قدمت موعدا للخضوع للفحص لدى طبيب نساء والذي بدوره أحالها إلى طبيب جراح، مشيرة إلى أنه تم فحصها مرة أخرى ونصحت في الاستشارات اللاحقة أن يتم إزالة الحشوات المزروعة وتبديلها بأخرى في أقرب وقت ممكن.
ووجد الجراح أن حشوة الثدي الأيسر قد تمزقت بطول نحو تسعة سنتيمترات، وأن هناك صديدا في الثدي، مما يجعل عملية زراعة حشوات جديدة أمرا مستحيلا لمدة ثلاثة أشهر حتى يشفى الثدي.