الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

بسبب سارقي الدين لا الدين

  • 1/2
  • 2/2

يؤلمني بحق جملة من الأخبار أو الدراسات التي تصدر بين وقت وآخر خصوصاً من دوائر غربية تلصق أي تدهور في حقوق الإنسان بالدين الإسلامي، مثل دراسة أجرتها مؤسسة تومسون رويترز قالت فيها إن صعود التيار الديني في مصر (جماعة الإخوان المسلمين) ودول الربيع العربي تسبب في تدهور أوضاع المرأة. وفي الحقيقة نحن لم نكن بحاجة لمثل هذه الدراسة لتبلغنا بالأثر السيئ لمثل هذه الحركات التي تتدثر بالإسلام وتستغله وتسرقه لهدف الانقضاض على مقومات الناس ومقومات حياتهم لإشباع نزواتهم في التسلط على رقاب الأمم.
أقول لم نكن بحاجة لمثل هذه الدراسة لأن لدينا في عالم اليوم عدة شواهد ودلائل تمكن فيها هؤلاء المتأسلمون من السيطرة على مفاصل حياة بعض المجتمعات فأرجعوها عقوداً وعقوداً من السنوات للوراء، فمنعوا كل مقومات الحياة لدرجة أن تموت المرأة في المستشفى لأنهم يحرمون أن يعالجها طبيب، حرموا التعليم على الفتيات الصغيرات لأن وظيفتهن المستقبلية الزواج وإنجاب الأطفال والطبخ والغسل فحسب، حرموا الفرحة والسعادة، ونشروا الشك والظلم في كل الزوايا والأركان، انظروا لأفغانستان واذهبوا للصومال تجدوا القصص المروعة والمؤلمة، نساء وأطفال أبرياء تم قتلهم بحجة إقامة الحدود الشرعية، حرموا كل شيء من الفنون إلى التاريخ والمعالم والآثار مروراً بالرياضيات والفيزياء .. كل شيء كل شيء، فيه شك وتدقيق وتمحيص.
أعود لمؤسسة تومسون رويترز ودراستها الاستطلاعية اليي تعتبر الاستطلاع السنوي الثالث الذي تجريه المؤسسة في ما يتعلق بحقوق المرأة حيث قدم لمحة خاطفة عن وضع حقوق النساء في العالم العربي بعد مرور ثلاث سنوات على أحداث 2011. وهذا الاستطلاع الذي أجرته شمل 336 خبيراً في مجال قضايا المرأة، وأجري خلال شهري أغسطس وسبتمبر في دول الجامعة العربية الإحدى والعشرين.
بقي أن أبلغكم أنه وفق هذا الاستطلاع فإن جزر القمر جاءت في صدارة الدول حيث تشغل المرأة 20 في المئة من المناصب الوزارية وتحتفظ الزوجة عادة بالأرض أو المنزل في حالة الطلاق. ولعلي أعلق على هذا التقدم بأن البعد الجغرافي لجزر القمر عن محيطها العربي خدمها وبالتالي جنبها وجود تيارات الإسلام السياسي والأحزاب التي تتستر بالإسلام لذا كانت بعيدة عن هيمنةٍ على المرأة ظالمةٍ، وفي أحيان كثيرة أسأل عن سر كل هذا العداء ضد المرأة من هؤلاء المتطرفين؟ وما يظهر بوضوح أن لديهم مشكلة حقيقية وعظيمة مع كل ما يمت للمرأة بصلة، لا بل مع الحياة نفسها

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى