الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

بريطانيا تعلن الحرب على ختان الإناث بعد انتشاره بين المسلمين

  • 1/2
  • 2/2

اعلنت الحكومة البريطانية اتخاذ اجراءات طارئة، بالتعاون مع مجموعة من المنظمات الحقوقية، لمواجهة انتشار ظاهرة ختان الإناث بين الجاليات العربية والاسلامية.
وشملت الاجراءات الملاحقة القضائية لاي عائلة تقوم بختان احدى فتياتها سواء على الاراضي البريطاني ة او في الخارج، وتشجيع تلميذات المدارس الابلاغ عن عوائلهن عند تعرضهن لهذه الجريمة.
وطالبت الحكومة البريطانية مدراء المدارس التركيز على مخاطر ختان الإناث قبل أجازة الصيف، حيث تصبح الفتيات في خطر أكبر، وهناك حوالي 66 ألف فتاة، وامرأة من ضحايا الختان في بريطانيا.
وتقوم الاجراءات الحكومية على اعتبار المكان الأفضل لاكتشاف حالات الختان هو في المدارس، حيث تستطيع الطفلة ان تعبر عن مخاوفها مما يحدث في البيت من عنف منزلي او تحرش جنسي او اجراء عملية الختان لاخواتها اللواتي يكبرنها سنا وخوفها من ان تمر هي ايضا بهذه التجربة المريرة. ويكون الاكتشاف من خلال متخصصين تربويين واجتماعيين يلاحظون الاطفال وسلوكياتهم ويتقربون لهم ليعرفوا سبب انطوائه او بكائه او حزنه او خوفه/بهذه الطريقة تم اكتشاف العديد من الحالات التي انقذت بعضهن وقامت بحمايتهن من مشرط العادات والتقاليد البالية.
سلاح رجولي
وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية اطلقت مؤخرا حملة للمطالبة بوقف ختان الإناث في بريطانيا، وقالت إن فتاة تبلغ من العمر 17 عاما، تطالب مايكل جوف، وزير التعليم البريطاني، بالمساعدة على إنهاء تلك الظاهرة في المملكة المتحدة بمشاركة مسؤولي التعليم بتدريب وإخبار المدرسين والآباء عن روع تلك الممارسة.
وأكدت الصحيفة أن الختان ليس عادة دينية، لأنه موجود قبل ظهور المسيحية والإسلام، وإن كانت بعض الثقافات تقول إنه طقس ديني يجرى قبل سن البلوغ.
ورأت «الغارديان» أن الختان ما هو إلا سلاح يستخدمه الرجل للسيطرة على المرأة ورغباتها الجنسية، وتتواطأ فيه سيدات مسنات مع الرجال تحت زعم الحفاظ على الشرف والتقاليد التي تعزز حظوظ المرأة في الزواج.
الفضيحة والعقاب
وفي تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» قالت الدكتورة سهير النيل المتخصصة في الأمراض النسائية ورئيسة مجلس الأمناء في جمعية forward uk البريطانية، التي تهتم بأوضاع المرأة في أفريقيا والنساء المهاجرات من الناحية الصحية والحقوقية، ان هناك عائلات تأخذ بناتها في العطلة المدرسية الى موريتانيا من اجل ختانهن ويعتقدون انهم بذلك سيخفون حقيقة ما جرى ويتم التكتم على الموضوع، وجرى اعتقال عدد من الأسر في المطار وفحص الفتيات المبلغ عنهن.
واضافت انه في الآونة الأخيرة بدأت بعض الأسر المتحدرة من اصول افريقية تعتبر ان هذه العادة تطهر الفتاة من الدنس، وتكون المختونة اكثر احتراما وتقديرا بين الاقليات التي تمارس هذه العادة. مشيرة الى ان هناك قصة مؤثرة لطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات تعيش في بريطانيا اجريت لها هذه العملية بموسى حلاقة وعلى الأثر نزفت وتوفيت، وافلت اهلها من العقاب وتمكنوا من العودة الى بلادهم لتجنب الفضائح، وكانت هذه الحالة وراء اطلاق الحملة ضد الختان.
وترى الدكتورة سهير، ان المسلمين في بريطانيا بدأوا يعون مخاطر هذه العادة الا انهم متمسكون بها لابعد الحدود، وان هناك حالات لم يتم اكتشافها بعد وتجري العمليات بطريقة سرية جدا على الرغم من علم الأسر بان هذه المسألة يعاقب عليها القانون.
وتؤكد ان هناك من العاملين في الحقل الطبي من اطباء وممرضين قاموا باجراء هذه العمليات مقابل مبالغ كبيرة من المال وقد تم اكتشاف البعض واحالتهم الى المحاكمة.
وبشأن العقوبة القانونية في بريطانيا قالت المحامية البريطانية من اصل عراقي ثروت السنوي لـ»القدس العربي»:ان الختان يعتبر جريمة في بريطانيا يعاقب عليها القانون وقد تتراوح العقوبة بين السجن من 7 الى 14 سنة والغاء رخصة الطبيب المهنية والعقوبة تطال أهل الضحية باعتبارهم مشاركين في الجريمة.
ما هو الختان؟
وعن الطريقة التي تتم بها عملية الختان، اشارت الدكتورة سهير، «احيانا تتم إزالة البظر فقط واحيانا اخرى يتم إزالة العضو التناسلي الظاهر(الفرج) تمامًا وتتم خياطة فتحة المهبل حتى تغلق تقريبًا مع ترك فتحة صغيرة فقط لخروج البول والحيض».
واضافت «ان هناك أسبابا عديدة لإجراء ختان الإناثٍ، ومنها اجتماعية واقتصادية وسياسية. اذ يعتقد هؤلاء الذين يؤيدون إجراء ختان الإناث أنه سيزيد من فرصة زواج بناتهم وأنه سيحمي اسم العائلة. تقوم بعض الطوائف بإجراء الختان كإشارة لبلوغ الفتاة وانتقالها لمرحلة الأنوثة، كما هو الحال في مجتمع ماساي، فهو إشارة لبدء الحياة الجنسية للفتاة. يتم إجراؤه أيضا للحفاظ على عذرية المرأة من خلال الحد من رغبتها الجنسية. المُعتقد السائد (لدى من يقومون بإجراء الختان) أن عملية قطع الأعضاء التناسلية يمنع الرغبة الجنسية عند المرأة».
المشكلات الصحية
اما اهم العواقب التي تتعرض لها النساء بسبب عملية الختان او كما تسميه الدكتورة سهير «عملية تشويه الأعضاء التناسلية» فهي:
- نزيف حاد يؤدي للموت.
- العدوى: قد يتلوث الجرح ويتحول إلى خُراج (تجمع صديدي). بالاضافة الى الشعور بآلام نتيجة اجراء العملية دون مسكن او تخدير ويزيد الألم شدة عندما تضطر للتبول على الجرح.
- في بعض الاحيان يتم تكبيل الفتاة أثناء إجراء العملية، مما قد يؤدي إلى رضوض جسدية أو صدمة نفسية.
- تتعرض الفتاة الى مشكلات في التبول في الحالات الحادة، يتبقى للنساء فتحة صغيرة للتبول ولخروج الحيض. قد يؤدي ذلك الى بطء تدفق البول مما قد يسبب حدوث عدوى.
- عدم القدرة على ممارسة الجنس بصورة طبيعية. فأكثر طرق الختان حدة، تترك لدى النساء جروحا تغطي منطقة المهبل. وهذا ما يجعل الجماع صعبا للغاية.
- مشكلات متعلقة بالصحة النسائية، حيث يؤدي ختان الفتاة الى امراض نسائية مزمنة ومؤلمة.
– انتقال العدوى الجنسية حيث يتم استخدام أداة واحدة في عمليات الختان المتعددة بدون تعقيم، لذلك فهناك قلق متزايد من احتمال انتشار عدوى خطيرة مهددة للحياة مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي أو الإيدز.
- مشكلات في حدوث الحمل،وأثناء الحمل والولادة. اذ ان معدلات العقم بين هؤلاء النساء تتراوح بين 25 إلى 30 بالمئة، وتتعلق أغلبها بعدم القدرة على ممارسة العلاقة الجنسية. بمجرد حدوث الحمل فقد تصبح المرأة عرضة لطول فترة الولادة والتمزق والنزيف الحاد والعدوى أثناء الولادة وقد يقوم مختصو الرعاية الصحية الذين لا علم لهم بها عن سبب الندبة بتفضيل الولادة القيصرية.
وترى: انه من الضروري تدريب الاطباء والعاملين في الحقل الصحي بكيفية التعامل مع النساء اللواتي تعرضن الى عمليات ختان في الماضي و ان الامراض النسائية التي يعانين منها سببها الختان.
الآثار النفسية
من جهتها اشارت الدكتورة جمال حسان، استشارية الطب النفسي في تصريحات لـ»القدس العربي» ان عملية الختان تتم في سن صغيرة جدًا، قد لا تدرك بعض الفتيات ما يحدث لهن أو لماذا. الآثار النفسية الناتجة من هذه التجربة المؤلمة تشبه كثيرًا اضطراب ما بعد الصدمة. على الرغم من ندرة الأمر فقد تكون الفتيات والنساء المُختتنات أكثر عرضة لمشكلات النوم والقلق والاكتئاب.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الختان هو أحد العادات العنيفة التي تُمارس ضد الفتاة وتتسبب في مشكلات صحية ونفسية على مدار حياتها.
رأي الدين
اما عن رأي الدين فلقد عُرف عن المسلمين والمسيحيين واليهود قيامهم بإجراء هذه العملية لفتياتهم. وبالرغم من عدم وجود نصوص ديـــنية تدعم الخـــتان، فهــناك بعض من لا يزالون مقتنعين بارتباط الختان بالدين ويدّعون أن التعاليم الدينية تدعم الختان.
وعن نظرة الدين الاسلامي لعادة ختان البنات يقول الشيخ جمال مناع امام المسجد المركزي في لندن سابقا: «ان كل العلماء المسلمين يعتبرون ان عادة الختان عادة غير مرغوبة عدا الشافعية والمنتمين للمذهب الشافعي يعتبرون هذه العادة مطلوبة ولابد منها ويظنون انها تساعد الفتاة على حفظ عفتها». وعندما سألنا الشيخ عن الموقف الديني من هذه العادة قال:»لو ثبت ان هذا يضر بالمرأة صحيا او نفسيا او جنسيا لا يرتكب».
حالات مؤثرة
ومن بين الحالات التي تلقت العلاج من عواقب الختان تروي الدكتورة سهير النيل:
- أحضرو لي بنتا عمرها 14 سنة في لندن، لا تستطيع الجلوس ولا الحركة وممارسة الرياضة تأثرت حالتها النفسية والجسدية، قمنا بفتح مكان الخياطة حتى تتحرك بارتياح أخذت من اهلها الى مركز الرعاية بعد اكتشاف السلطات المختصة قصة ختانها، فختان البنات يعتبر جريمة ضد الانسانية في بريطانيا.
- تجربتي العلاجية الثانية كانت مع فتاة تبلغ من العمر 26 سنة بعد فحصها والكشف عليها وجدنا كيس ماء والتهابات في الرحم. صارت المريضة لا تتمكن المشي من دون ان تفتح رجليها، قمت باجراء عملية وازلت الكيس وفتحنا الخياطة وبعد العلاج تحسنت حالتها واصبحت تمشي بشكل طبيعي وانتهت الالتهابات، اما الصدمة النفسية ما زالت قائمة لذلك فنحن فريق طبي متكامل ويشاركنا في علاج ضحايا الختان أطباء نفسانيون.
- اما الحالة الثالثة فهي سيدة سودانية والدة لأربعة أطفال عندها مشكلة افرازات بالمثانة لا تستطيع تفريغ المثانة فاصبح ذلك مشكلة دائمة وتحتاج للذهاب لدورة المياه بشكل مستمر، عولجت من قبل اطباء كثر لكنهم كانوا يكتفون باعطائها مضادات للالتهاب، وبمحض الصدفة ومن خلال ابنة هذه السيدة طلبت مني الكشف على والدتها واكتشفت ان سبب كل المشاكل النسائية التي تعاني منها هو عملية الختان التي تعرضت لها وهي صغيرة، قمت بعلاجها وانتهت مشكلة معاناتها التي دامت سنوات. المشكلة التي تواجه الأطقم الطبية في بريطانيا هي عدم الخبرة بكيفية التعامل مع النساء المختونات في حال حدوث اي مضاعفات لهن على المدى القريب او البعيد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى