أثبتت دراسة حديثة أجريت فى جامعه واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية أن الأمهات اللاتي يجمعن بين العمل ورعايه الأسرة معرضات للاكتئاب بصورة أكبر من غيرهن اللاتى يفضلن الاهتمام بالعائلة فقط.
وأشارت نتائجها الى أن معظم الامهات العاملات يعانين من إكتئاب شديد بسبب الارهاق والضغط العصبي الشديدين اللذين يقعان عليهن بسبب كثرة الأعباء،غير أن الامهات اللاتي يطلبن مساعدة الأزواج في شئون المنزل أقل عرضة للإصابة بالإكتئاب الذى يؤدى الىالحزن الدائم و فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.ويعلق على هذه الدراسات د . محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس بكليه الاداب جامعة عين شمس قائلا إن هذا يرجع الى طبيعة المرأة وإن كانت هناك بعض الأمهات العاملات أقل عرضة للاكتئاب وأكثر اهتماما بأطفالهن خاصة من الناحية التعليمية والصحية.
ويضيف ان سبب إصابة الأم العاملة بالاكتئاب يكون نتيجه أن الوظائف التى تقوم بها المرأه لا تجعلها تعرف الراحة لأن متطلبات الزوج والأولاد والأحفاد لا تنتهى، فهى لا تأخذ راحة فى أيام العطلات بل ربما تعمل أكثر فى هذه الأيام فى تنظيف المنزل وإعداد الطعام لأفراد الأسرة والزوار من العائلة والأصدقاء، وهكذا بلا توقف، حتى عندما يأوى الرجل إلى فراشه ليلاً لينام ربما تسهر لرعاية طفل رضيع أو العناية بمريض ، ثم هى مطالبه بعد ذلك أن تستيقظ فى الصباح الباكر وتوقظ أبناءها للذهاب إلى مدارسهم ثم تتهئ هى للذهاب إلى عملها ، وحين تعود إلى البيت تتجه مباشرة الى المطبخ لإعداد الطعام ، وحتى إذا فرغت من كل هذه الأعمال فإن عقلها لا يتوقف عن العمل حيث أنها أكثر معرفة بكل الأشياء فى المنزل من الرجل فهي على علم بكل احتياجات البيت والأبناء بكل التفاصيل الدقيقه فى حين أن الزوج لديه فقط فكرةعامة عنها ويستطيع فى كثير من الأوقات أن يريح رأسه منها.
ويشير د . محمد إلى أن هناك صعوبة لدى المرأه فى المجتمعات النامية للتصريح بأنها تعانى إضطراباً نفسياً لأن هذا يحمل وصمة إجتماعيه نظراً لإقتران المرض النفسى بالجنون لدى عامة الناس وأيضا بضعف الإيمان، وعدم الصبرلذلك لا توجد فرصة للتعبير عن الإضطرابات الوجدانية بشكل صريح لعدم تقبل المجتمع لها ، ولهذا فإن الجهاز النفسي للمرأه يحوّل جزءاً كبيراً من الاكتئاب إلى أعراض جسمانيه حيث يحظى ذلك بالقبول من الناس وتكون تحت رعاية الأطباء وتكون لهذه الامراض مصداقيه تفوق كثيراً الاضطرابات النفسية، ولهذه الأسباب فإن 20% فقط من النساء المصابات بالاكتئاب ينلن حظهن من العلاج الدوائي أو النفسى أو كليهما معاً.
ولكن وللأسف الشديد وبسبب ظروف طبيه واجتماعيه وماديه فإن هذه الفئه التى تم تشخيصها وإخضاعها للعلاج إما أنها لا تأخذ علاجاً كافياً أو يكون غير مناسب من الأساس فتتحول الحالة إلى إكتئاب مزمن.