الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

تونسيات ينافسن الرجال بتسيير النوادي الرياضية

  • 1/2
  • 2/2

واجهت أستاذة التربية البدنية وفاء بالطيب مشاكل في إقناع السلطات الرياضية بتبني مركز للنهوض برياضة الجمباز، مما حدا بها إلى اختصار الطريق عبر تأسيس جمعية رياضية نسوية بدأت نشاطها تحت اسم "الأمل الرياضي بالوطن القبلي".
وفاء تعد من بين عدد غير قليل من النساء التونسيات اللاتي اقتحمن غمار التسيير الرياضي من أعلى المناصب بفضل قيادتها سفينة الأمل الرياضي بالوطن القبلي لكرة السلة طيلة 21 سنة في ظل عزوف الرجال عن تحمل أعباء رئاسة الأندية الرياضية.
ولم تكن بالطيب المرأة الوحيدة التي خاضت التجربة، بل إن العديد من النساء في تونس تعلقت هممهن برئاسة مجلس إدارة ناد رياضي برمته رغم عقبات التوفيق بين المهام العائلية والمهنية والمسؤوليات الرياضية.
واعتبرت وفاء بالطيب أن الصدفة وحدها قادتها إلى ميدان التسيير الرياضي، عندما اقترح عليها بعض رؤساء الأندية الرياضية في مدينة نابل (شمال شرق) أن ترأس جمعية الوطن القبلي التي كونت فريقا نسائيا لكرة السلة عام 1994.
المهنة والعائلة
وقالت بالطيب للجزيرة نت إن "انعدام الموارد المالية وصعوبة التوفيق بين المشاغل المهنية والمسؤوليات الرياضية تظل أبرز المعوقات أمام المرأة لرئاسة النوادي رغم أنني أجد كل المساعدة من الأعضاء الرجال بمجلس الإدارة".
وتحملت وفاء بالطيب منصب رئيسة الأمل الرياضي بالوطن القبلي من سنة 1993 إلى اليوم، وهي أقدم رئيسة ناد رياضي ما زالت تنشط إلى الآن، وحقق الفريق تحت إشرافها ستين لقبا في جميع الفئات السنية، علما أن النادي يضم 210 مجازات في أصناف الناشئات والشابات والكبريات، وحقق العديد من التتويجات بالدوري وكأس تونس لكرة السلة والبطولة العربية للأندية (المغرب 2010).
ويبلغ عدد الجمعيات النسائية بتونس 83 من جملة 922 ناديا توجد أغلبها في محافظات المنستير (11) وتونس (10) والقيروان (8)، غير أنها تعاني من صعوبات مادية تهددها بالاضمحلال، إذ لا تتجاوز المنحة السنوية التي تأتي من وزارة الرياضة 11 ألف دينار (6.5 آلاف دولار) للجمعية الواحدة.
صعوبات البدايات
عزيزة بن صالح تعد بدورها إحدى النساء اللاتي نافسن الرجال في رئاسة النوادي الرياضية، عندما تحملت في أوائل سنة 1995 مسؤولية رئاسة الجمعية الرياضية النسائية لكرة السلة بجمال (وسط شرق) في مجتمع محافظ يصعب فيه إقناع الفتاة بممارسة الرياضة.
تسلمت بن صالح مهامها منذ إنشاء الجمعية (1995) لتواصل رئاسة مجلس الإدارة طيلة 18 عاما (من 1995 إلى 2013) قبل أن تترك مهمتها لرئيس جديد وتتحمل منصب نائبة الرئيس في العام الحالي.
ومنذ إنشائها، توجت جمعية كرة السلة بجمال بالعديد من الألقاب في الأصناف الصغرى فضلا عن بلوغ الدور النهائي لكأس تونس للموسم الحالي عندما تلتقي نادي الشرطة يوم 31 مايو/أيار الجاري.
وتضم الجمعية ثمانين مجازة في كرة السلة في أصناف الناشئات والشابات والكبريات. وتتابع الجمعية المسيرة الدراسية للناشئات فضلا عن مركز نموذجي للتكوين في كرة السلة.
واعترفت بن صالح بأن "المسؤولية جسيمة خصوصا أنني ربة أسرة وعندي ابنان، لكنني أعتبر الجمعية عائلتي الثانية إذ تأخذ الكثير من وقتي وجهدي وتزداد صعوبة المهمة في ظل انعدام الموارد المالية".
وتعتبر عزيزة -التي تشتغل طبيبة- أن العائلة التونسية كانت ترفض في البداية السماح لابنتها بدخول عالم الرياضة قبل أن تقتنع بأن ذلك سيمنحها آفاقا كبيرة ويفتح لها أبواب النجاح المهني، مضيفة أن عددا كبيرا من لاعبات الجمعية النسائية بجمال ينتمين إلى منتخب سيدات تونس لكرة السلة.
ويوجد عدد من النساء اللاتي ترأسن النوادي في تونس من بينهن سعاد عزيز بالجمعية النسائية بطبلبة وفاطمة بوكريشة بالجمعية الرياضية النسائية بالقيروان وسهام الزواوي بالجمعية النسائية بتستور(الجمباز) وغيرهن. كما أن عدد النساء التونسيات في هياكل التسيير بالنوادي والاتحادات الرياضية بلغ 59 عضوة فضلا عن 21 عضوة بصلب الهياكل الرياضية الدولية.

الجزيرة

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى