عزيزي المصري الذي تحمل العناء وذهب إلى لجان الانتخابات، ليمنح صوته لقائد يرى فيه زعيم يمتلك عصا سحرية ليغير حياته من حال إلى حال بين طرفة عين وانتباهتها. ها هو زعيمك قد أتى بغالبية ساحقة وتحققت أمنيتك الغالية..فهنيئك لك على انتصارك الثمين.
لكن يا عزيزي لا تنتظر تغيراً سحرياً يطرأ عليك وعلى وطنك الذي فقد عناصر إبهاره الممتعة على يديك منذ زمن.
لا تتخيل أن يختفى الزحام، ويزيد الدخل، ويتوفر لك العلاج اللازم والسكن اللائق والوظيفة المرموقة. لا تتخيل أن تقل نسبة مرضي السرطان او تختفى العنوسة والبطالة، او تعود الضمائر الغائبة لأصحابها.
فإن كنت تتخيل أن تحدث المعجزة وتتبدل حياتك لأن المشير أصبح بفضل صوتك رئيساً، فأنت واهم، وعفواً في اللفظ "تبقى أهبل". فالخيبة التي تعيش فيها سيادتك هي من صنع يديك، ولن ترحل عن حياتك إلا إن تخلصت منها بارادتك. وليس بعصا حاكمك سحرية كانت او قمعية "انت ونصيبك بقى".
فالخيبة يا سيدى الفاضل لها قواعد وأصول انت من وضعتها وشكلتها، فحولت وطنك لبلد متخلف رغم تاريخه العريق، وأهدرت خيراته رغم ثرواته التي لا تنضب، ولم تجد سوى فن الشكوى واختلاق الأعذار، ولم تحترف سوى فن انتظار المهد المنتظر الذي يغير حياتك بين يوم وليلة.
بنظرة صادقة تلقيها على حياتك وأسلوبك اليومي عزيزي المواطن المصري البسيط، سوف تكتشف "خيبتك" وبحساب جاد للنفس سوف تدرك أسبابها، وبقرار حاسم مع ذاتك - إن اردت التغيير الحقيقي- سوف تتخلص منها، وتستطيع أن تبدأ "على نضافة كما يقولون.
لن تتغير حياتك ويتبدل حالك إلا اذا أدركت أين تكمن "خيبتك" وحينها سوف يسطيع مهدك المنتظر أن يحقق معجزتك.
دعني أساعدك وألفت انتباه معاليك لبعض مظاهر "خيبتك" التي ربما من فرط قيامك بها لم تعد تدرك أنها نقمة هي السبب في كل ما تعانيه من أزمات وكوارث وغضب من رب العالمين. واسمح لي أن أخطابك بالعامية "وأخلى البساط أحمدي عشان تفهمني ومانفضلش نرغي كتير".
- لو بتسيب التليفزيون مفتوح عمال على بطال، وشقتك كلها منورة في عز الضهر، وترجع تشتكي من الفاتورة.. هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتاخد زبالتك في ايدك، وقبل صندوق الزبالة بكام متر تحدفها على طول دراعك وماتهتمش اذا كنت نشنت صح ولا الكيس طار برة الصندوق.. هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتقف قدام التلاجة وتسيب بابها مفتوح وما يهمكش خرم الأوزون او اتساعه.. هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتصرف تالت تربع مرتبك على السجاير والتليفون والشات وترجع تشتكي إن المرتب مابيكيفيش لآخر الشهر.. هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو طالب بتسهر تلعب بلايستيشن، أو تشيت مع أصحابك ليلة الامتحان، وتطلب من الناس على الفيسبوك يدعولك بالنجاح وانت أصلا مافتحتش كتاب طول السنه، عشان ناوي تغش.. هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو دكتور ومابتكتبش للمريض غير الدوا بتاع الشركة اللي بتقبضك بغض النظر عن مصلحة العيان اللى وثق فيك وجالك. هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو صحفى بتكتب اللي يرضي السلطة ولا صاحب رأس المال ولا تعمل فرقعة باشاعة كدابة عشان تبيع نسخ أكتروتحقق شهرة أكبر، وتغور الحقيقة في أقرب صندوق زبالة. هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو مؤلف بتكتب كلام هابط في فيلم او أغنية عشان تعمل فرقعة ومش مدرك انك بتبوظ ثقافة جيل بحاله، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو سواق ميكروباص والحكومة رفعت سعر لتر البنزين خمس قروش، فترفع انت الأجرة 25 او خمسين وكله على قفا الزبون هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو مسئول بتفكر في مصلحتك وناسي مصلحة الناس هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتتحرش ببنت في الشارع وتقول ماهي اللي تستاهل هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتكسر على جارك في الطريق وأنت سايق وتبرر ده لنفسك بأنك مستعجل هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو مابتتقيش ربنا في اللي بتعمله وتتقنه مهما كان، حتى لو بتكنس الشارع هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتبص للي أقل منك على إنه نكره ومالوش لازمة ومابتتعاملش معاه على إنه جزء مهم في صورة ماتكملش إلا بيه هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو هاتفضل تنظر وتتفلسف وتتكلم في اللي مالكش فيه، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لوبتستسهل وتصدق أي حاجة تسمعها، ومابتتعبش نفسك وتدور على المعلومة الصح وتقيمها بعقلك وتعقلها مع نفسك وبعدين تصدقها، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو مصدر معلوماتك الوحيد في الحياة هو برامج التوك الشو، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو ما بتلتزمش بالنظام وما بتحترمش القانون، إلا لو اتفرضت عليك غرامة واتساقت بالكرباج، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتتعامل مع رئيسك على إنه أب يرعي ويكبر ويربي ويشيل المسئولية عنك، مش موظف موجود عشان يخدمك ويساعدك هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتبالغ في مشاعر "حبك أوكرهك" واللي على مزاجك يبقى إله منزه عن الخطأ، واللي مش عاجبك يبقى خاين وابن ستين ..... ، ومابتحكمش حكم موضوعي بعيد عن أهواء معاليك، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو كائن بتسخف أي محاولة للاختلاف، لمجرد إنها جديدة عليك، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو مواطن بتستسهل وتقلد عمال على بطال من غير ما تفكر في اللي يناسبك، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو عايز تحقق أحلامك عن طريق برامج المسابقات وبس من غير ما تتعب نفسك وتشتغل، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو موهوس بمتابعة نجوم الكورة والفن، وما بتهتمش بالعالم والمفكر والكاتب، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو ميزانية اتحاد الكورة ومدينة الإنتاج الإعلامي في بلدك هاتفضل أكبر من ميزانية البحث العلمي والتعليم، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتعين نفسك قيّم على الناس وتصرفاتهم وبتحلل وتحرم على مزاجك، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو مابتحترمش اللي بيختلف معاك وتقدر وجهة نظره مهما كانت هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتدخل اي نقاش حتى لو في الكورة وانت مخبي السكينة ورا ضهرك وياللي قدامك يقتنع ويآمن بكلامك يا إما تهينه وتقطع علاقتك بيه هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتسيب غضبك يسوقك ولسانك بيسبق عقلك .هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو "النيش" في بيتك أهم من المكتبة هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو غاوي فشخرة ومنظرة وبتعمل كل حاجة مهما كانت، عشان الناس تقول ده عمل وعمل وعمل هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتشغل الأغاني على موبايلك في المواصلات العامة من غير سماعة وتزعج اللي حواليك من غير داعي هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتقرا او بتسمع القرآن بصوت عالي في المواصلات العامة وكأنك بتتمنظر بإيمانك، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو مابتعترفش بعيوبك وبترفض النصيحة حتى لو كانت من اللي أصغر منك وتكابر، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو كراجل شايف نفسك أفضل من الست لمجرد إنك في البطاقة "ذكر" و ده بيخلي من حقك تهينها وتأمرها وتتحكم فيها، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو كست شايفة إنك ضعيفة وناقصة وما بتكلميش غير براجل حتى لو كان زي قلته هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتبص للعانس او المطلقة او الأرملة على أنها فريسة سهل اصطيادها هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتستنى حد يفرحك وعاجز عن إنك تخلق فرحتك بإيدك هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو بتستنى غيرك ياخد الخطوة عشان تشبط فيه وتمشي مع التيار او تسرق نجاحه لو جاتلك الفرصة، هانفضل عايشين في الخيبة.
- لو شاطر بس في تضيع الوقت وكروتة الشغل ومش فالح غير في المطالبة بالأفضل من غير ما تقدم التمن.. هانفضل عايشين في الخيبة.
الآن وبعد أن انتهيت من قراءة الأربعين خيبة التي جمعتها لك من سلوكياتك اليومة، أثق أنك -إن كنت جاد في تغيير نفسك- سوف تكتشف خيبات أخرى انت وحدك من يدركها ويعيها. ولن تتردد لحظة في محاولة تغييرها وإصلاحها لتنعم في وطن أفضل تصنعه انت بيدك "وانت وشاطرتك بقى".