تنتظر نساء سوريا، اللواتي انخرط أزواجهن في القتال، خبر وفاة يطرق بابهن في أية لحظة، فيما تحولت الكثيرات منهن إلى أرامل لأن الزوج "خرج ولم يعد"، وبقين وحدهن مع أطفال لا معيل لهم وسط الدمار والموت اليومي.
زواج ثانٍ
ترتفع ظاهرة الأرامل بشكل خطير في سوريا، ما دفع بالكثير من العائلات إلى إعادة تزويج نسائها، على الرغم من المخاوف بأن يكون الترمل مصيرهن من جديد. وعادة ما ترفض النساء الزواج من جديد بعد وفاة زوجها، لكن الحرب أثرت بشكل جذري على المعايير الثقافية في بلاد يعتبر فيها الزواج والأمومة رسالة ومحور حياة النساء والفتيات في سن مبكرة.
فالأرملة التي فقدت زوجها تحتاج إلى من يحميها من جنون الحرب في سوريا، كما أن الضغوط المالية والوضع المعيشي الصعب يدفعان بالأرملة إلى قبول الزواج من جديد من شخص يختاره الأهل أو من تبقى من الأقارب الذكور.
استقلال ولا استسلام
يرفض بعض الأرامل فكرة الزواج مجددًا أو يرغبن في الانتظار إلى أن تنتهي الحرب، على أمل أن يعود الزوج من عداد المفقودين، لكن معظمهن يوافقن بسبب الضغوط العائلية.
ورفض الزواج مرة أخرى يمكن أن يكون علامة على نمو ثقافة استقلال المرأة وتحدي ظروف الحرب والأعراف الاجتماعية المنسوجة بإحكام، بدلًا من الاستسلام للضغوط العائلية والتسرع في زواج آخر في ظروف استثنائية لا أحد يعلم متى تنتهي.
وأشارت صحيفة لوس انجلوس تايمز إلى أن المجتمع السوري يتغيّر كثيرًا خلال هذه الأزمة، نظرًا للعدد غير المسبوق من الأرامل، مشيرة إلى أن بعض الشيوخ دعوا المقاتلين الثوار إلى الزواج من الأمهات الأرامل.
زواج من أرامل
من بين رجال الدين هؤلاء، إمام بلدة في ضواحي حلب عرض على المقاتلين المال مقابل كل طفل يساعدون في تربيته والزواج من والدته الأرملة. لكن بالنسبة للنساء، هذا الأمر صعب جدًا، القبول به لا سيما بسبب خوفهن من الترمل من جديد في حال وفاة المقاتل في المعارك.
يشار إلى أن حالات تعدد الزوجات آخذة في الارتفاع أيضًا، إذ أن الكثير من الرجال المتزوجين يتقدمون للزواج من الأرامل بهدف حمايتهن، وحتى لا يبقين وحدهن وسط ساحات المعارك.