في ظل الظروف الاقتصادية المتأزمة في عدد من البلدان الإسلامية وارتفاع تكاليف سكن الزوجية ، بدأت تنتشر ظاهرة ، السكن في بيت عائلة الزوج ... فكثير من الفتيات قد تضطر للموافقة على هذا الأمر خوفا من أن يفوتها قطار الزوجية وعلى أمل أن تتغير الأوضاع في المستقبل. البعض اعتبر أنها ليست ظاهرة جديدة وإنما هي عودة إلى ما كان عليه مجتمعنا في الماضي حيث كان يسكن الأبناء في بيت العائلة وكان يسود بين الجميع مشاعر الود والألفة ، معتبرين أن الأسر الممتدة هي خير وسيلة لمواجهة مشاكل العنوسة وتأخر سن الزواج والغلاء  .. بينما يرى آخرون أن هذه الظاهرة تهدد استقرار الأسر وتخلق العديد من المشاكل بين أفراد العائلة الواحدة وتهدد الوئام الاجتماعي . وما بين القبول والرفض تعيش الفتيات في حيرة وتردد ، فهل تقبلن السكن في بيت عائلة زوجك؟؟ أم تصرين على الاستقلالية في بيت خاص حتى ولو أدى ذلك إلى تأخر زواجك ؟ مشكلة السكن مع أهل الزوجة لا تكمن في الفكرة بحد ذاتها بقدر ما تكمن في نظرتناالمتشائمة وأسلوب تعاملنا السلبي مع المبدأ نفسه ، وإلا فإن الدراسات والواقع يؤكدان أن المصلحة العامة للزواج في جميع مراحله تتحقق في السكن مع الأسرة الكبيرة، وهذا ما أكده أيضاً العديد من علماء الاجتماع ،وهناك (3) انماط للسكن\
• النمط الأول : مع أهل الزوج .
• النمط الثاني : مع أهل الزوجة .
• النمط الثالث : السكن المستقل وهو ما يسمي بالأسرة النواة .
فالسكن مع أهل الزوج فيه إيجابيات كثيرة قد يغفل عنها أو لا يستشعرها الزوجان في البداية  السكن مع أهل الزوج يوفر الأمن والتعويض النفسي للزوجة حال غياب الزوج، ويهيء جوا اجتماعيا ونفسيا للزوجين وابنائهما،- السكن مع أهل الزوج يؤمن احترام الزوج لزوجته وعدم هضم الحقوق تجاهها ، فمن خلال عينات دراسية توضح وجود علاقة واضحة بين السكن بعيداً عن الأهل وبين التأخر خارج البيت عن الأسرة ، كذلك اتضح أن أولئك الذين يستخدمون الضرب أسلوباً للتعامل مع زوجاتهم معظمهم كانوا بمسكن مستقل ، وإقامة الزوجين في منزل إحدي الأسرتين صمام الأمان لعدم الإقدام علي العنف الأسري أما السلبيات الخاصة بالسكن مع ومن مشكلات السكن مع اهل الزوج عدم القدرة أحياناً علي التأقلم مع البيئة الخاصة بأسرة الزوج من جهة ، وعدم القدرة علي التحاور والتعايش مع أفراد الأسرة من جهة أخري ، وخاصة أم الزوج أو أخواته .. وعدم تحمل كلا الزوجين للمسؤولية بشكل كامل نظراً لكونهما جزءاً من نسق أسري كبير، كما يواجه السكن مع اهل الزوجــــــة حالات يتمثل في سكن الزوج مع أهل الزوجة : وهذا يظهر عادة في حالتين : الأولي حين يتزوج الرجل فتاة وحيدة في أسرتها ، وقد تظهر في الزواج الثاني للزوج إذ تفضل الزوجة السكن مع أهلها وعدم المشاركة المرأة الأولي في السكن ، ونحن ننظر هنا، أن هذا النمط من السكن يجعل الزوج يعيش كالضيف بل يصبح أقل قيادة لأسرته وفي حين أخر قد يتمادي الزوج ليتخلي عن مسؤولياته ، فكم من الأسر فيها الزوج يدخل ويخرج وكأنه في فندق خمسة نجوم والسبب أن الإيجار لا يتحمله والمأكل والمشرب عادة ما تتحمله الزوجة أو أهلها، ولهذا ننصح الفتاة التي تسكن عند
            ولهذا ننصح الفتاة التي تسكن عند أهلها أن تكتب عقد إيجار حتي يقوم الزوج بتحمل مسؤولياته ------وهناك نظام اخر لسكن الزوجية وهو مايطلق عليه(الاسرة الممتدة) ينقسم إلي نوعين ، النوع الأول وفيه يتزوج الابن ويظل في منزل الأبوين ، والنوع الثاني تتزوج الابنة وتظل في منزل أبويها ، والنوع الأول هو الشائع والمنتشر في المجتمع العربي وخاصة المجتمع الخليجي ( نظام الحمولة ) وهو نظام له إيجابيات وله سلبيات إلا أن إيجابياته
أكثر من سلبياته، فالتنشئة الاجتماعية للاطفال تكون تحت اشراف كبار السن حيث الخبرة ،وتكون الرقابة على الابناء والاحفاد والتوجيه السديد،ونمو شبكة علاقات القرابة وتهيئة الجو الاجتماعي والصحة النفسية للزوجين وللاطفال،والوفرة الاقتصادية والابتعاد عن الايجار والمصروف اليومي للعائلة ، واستفادة الزوجين من النصيحة والمشورة التي يقدمها الاكبر سنا وتقليل حالات الطلاق والمشاكل الزوجية خاصة في السنين الاولى للزواجحيث الزوج بدون خبرة في التعامل مع الحياة الأسرية والزوجة تعتبر غريبة علي الزوج ، فالأسرة الممتدة تتيح فرصة للزوجة لمعرفة أطباع زوجها وشخصيته0     أما عن سلبياتها فهي إذا استمرت فإن الزوج يعتمد علي أبويه في حياته ويصبح اتكالياً ، عدم الاستقلالية للزوجة في مسكنها الخاص وتدخل الأبوين في تنشئة الأطفال . وكانت احصائيات موثقة قد اكــدت ان ان اكثر من 77% من المشاكل الزوجية سببها أهل  الزوج،، أي السكن مع اهل الزوج في بيت واحد، وهذه ظاهرة خطيرة جدا، وبوسفنا للغاية ان اجد في هذا العصر المتحضر، رجالا لازالوا يصرون على البقاء في بيت ذويهم بعد الزواج!!!!  ورغم تلك النصائح والارشادات ، فاني ارغب ان يكون للزوج والزوجة بيتا مستقل حسب ماتتيح لهم الظروف المادية ، فالانفراد بزوجتك في بيت مستقل هو خير وسيلة لذلك، حيث ترسم ملامح حياتك الجديدة كما تحب وتشتهي، وحيث يمكنك ان تختبرك امكانياتك كزوج واب            
صالح، وحيث يصبح من حقك ان تمارس كل هواياتك باريحية، وحيث يصبح لزوجتك كيان خلاق فتجتذبك فتهنأ بها، وتقنع معها.