الى أين يذهب بنا هذا الواقع .. من واقع حياة النساء المعنفات، المهددات والهاربات من الأحكام المسبقة،من العنف بأنواعه، ومن محاولات قتلهن بهدف "تهذيبهن" وإنزال العقاب بهن بسبب ما درج تسميته "انحرافهن عن السلوكيات السليمة". من هذا الواقع ومن القصص الحقيقية، آتيكم بهدف سرد هذه القصص، قصص القتل برخصه الشرف .. هذه الرخصة التي اسند حقوقها وشرعيتها مجتمعنا الفلسطيني الظالم، لربما تعبّر بشكل بسيط عن المشاعر والمخاوف الحقيقية لهؤلاء النساء، موقفي ورأيي مما يسمى "القتل على خلفية شرف العائلة".
ما يسمى "الشرف"هي إرث جاهلي ترفضه كل الديانات، العادات الجاهلية هي التي أباحت وأد البنات وتقف وراء الموروث الذي لا يزال يحكم مجتمعنا؛ فجرائم قتل النساء هي جرائم صامتة تبدأ بالعنف الأسري. استطعت من خلال عملي كمحاميه قانونيه لها حق الإطلاع عما يطارد المرأة من عنف داخل العائلة، فالمرأة عرضة للاعتداء داخل منزلها أكثر من أي مكان آخر. كذلك، التمييز بين الرجل والمرأة يأخذ بعداً إضافيا من خلال الأفكار والممارسات التي تحلّل للرجل ما يُحرّم على المرأة؛ فبينما يسكر الشباب، يخمرون ويتشدقون بكثر العلاقات الجنسية ودون الحاجة المجتمعية لأن يُعاقبوا أو يُحاسَبوا، تُقتَل المرأة لأتفه الأسباب، وتُقبَر معها معاناتها.
إن القتل، قتل النساء، هو أقصى درجات العنف ضد المرأة والفتاة، وهو استمرارٌ لاستبداد الرجل بالمرأة في مجتمعنا؛ فاللتنشئة الاجتماعية دور هام في تشجيع هذا العنف واستمراريته. كيان المرأة الأنثوي يكفي لتُنسب إليها الدونية والضعف والتبعية، بينما يُشكل العنف الموجه للمرأة دلالة دامغة على وجود وكينونة الرجل، وعلى سلطته، دوره ومكانته.
وهنا أتوجه بالسؤال لجهات المسؤوله فرض القانون، ألم تكن هناك أي وسيلة لمنع القتل؟! لمنع الجريمة الفحشاء؟!! لماذا تخلق وسائل متنوعة وعجيبة لمنع عمليات التفجير قبل حدوثها؟ لماذا هناك استراتيجيات شرطية ووسائل وطرق لمنع حدوث جرائم من نوع آخر؟ولماذا فشلت مؤسسة فرض القانون في التصدي لظاهرة قتل النساء.
السؤال الى متى؟؟؟