لم يحتج برنامج جديد ظهر على موقع يوتيوب أكثر من إعلان ترويجي ليجذب اهتمام مئات الآلاف من السعوديين بسبب جرأة النساء فيه، الحلقة الأولى أحدثت ضجيجا وخلافات لن تنتهي بسرعة!
تحت شعار “من المهم أن تتحدث المرأة عن حياتها بصوتها لا بصوت الآخرين”، انضمت النساء السعوديات أخيرا إلى “ثورة الإعلام الجديد”، فقد أطلقت قناة “صاحي” المتخصصة في إنتاج برامج اليوتيوب المحلية، برنامج “بناتيوب” من تقديم الإعلامية السعودية أميرة العبّاس.
ويتطرق البرنامج إلى ملفات المرأة السعودية بجرأة وفي قالب ساخر، مما جعل القائمين عليه يؤكدون”الله يعين راسنا! لكن سنستمر بدعمكم أنتم".
كانوا محقين، فالإعلان الترويجي للقناة المتخصصة في شؤون المرأة السعودية، الذي صدر في فبراير 2014 وبحث عن “بنت ذوق، تتمتّع بموهبة التمثيل والجرأة في مواجهة الكاميرا، وأن يكون عمرها ما بين العشرين والثلاثين عاما”، كان كفيلا بشن حملة هجوم وتشويه شرسة ضد القناة قبل أن تبصر النور، ما أجبر القناة على إيقاف خاصية التعليقات في الوقت الذي يخالف فيه هذا القرار سياسة القناة، فسره البعض عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر بخوف القائمين على البرنامج من ردة الفعل العنيفة التي قد تؤثر على العاملين بـ”بناتيوب".
وانقسمت الآراء حول قرار إنتاج “صاحي” لبرنامج “بناتيوب” بين مؤيدين ومعارضين، حيث أن البعض عدّه أمرا إيجابيا لجرأته في منح المرأة السعودية فرصة لمناقشة همومها بنفسها باستغلال الثورة الحالية للإعلام الجديد، مبينين أن المجتمع أصبح مبرمجا لاستنكار أي إعلام يختص بالمرأة وشؤونها، بينما توقع آخرون خسارة القناة لعدد كبير من المتابعين والمشتركين، كونوهم لم يعتادوا على مثل هذه البرامج.
يذكر أن أول حلقة من البرنامج، بدأت في الثالث من يونيو الحالي، تحت عنوان شبكة “قوارير” التلفزيونية مع برنامج بناتيوب.
وتناولت المذيعة أميرة العبّاس الهجوم الذي تعرضت له القناة قبل بدء عملها، ناشرة تغريدات هجومية لبعض الناشطين.
وانتقدت المتكلمين باسم قضايا المرأة التي أفتى فيها الكل وخاصة أصحاب اللحى والأثواب القصيرة إلا صاحبة القضية المرأة.
وبالنسبة للنساء اللاتي ناقشن قضايا المرأة، وفق اقتباسات يناتيوب، فهي غير مقنعة وفي النهاية تلف “الناشطة” وتدور دون أن تستطيع أن تبوج بما تريد البوح به بسبب العادات الاجتماعية.
ويُتوقّع لهذه القناة النسائية أن تكسر كثيرا من القيود في المجتمع المحافظ.
وفي السعودية يجنّد الشباب الوسائل التقنية الحديثة للتفكير بصوت مرتفع والنقد بطريقة تلائم المجتمع الذي تُبثّ إليه تلك المواد.
وتوصف برامج يوتيوب في السعودية بـ”الظاهرة الصحية”.. تستمد قوتها من كونها تقع خارج سيطرة السلطة، ما دفع المملكة العربية السعودية إلى إصدار أول لائحة لتنظيم عمل الشركات المحلية التي تبث برامجها على موقع يوتيوب.
ويعد الشعب السعودي واحدا من أكبر الشعوب المستخدمة لموقع يوتيوب التابع لشركة غوغل، وخاصة فئة الشباب، وهي الفئة التي تشكل أكثر من نصف عدد سكان السعودية.
وجعلت الشعبية المتزايدة لموقع يوتيوب منتجي المحتوى المرئي على الموقع تحت رقابة هيئة تشكلت في الآونة الأخيرة، هي “الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع″. وهي الخطوة التي يرى البعض أنها قد تخنق صناعة الفيديو في البلاد، خصوصا بعد كثرة الخطوط الحمراء التي تضعها السلطة في وجه برامجه. أبرزها منع برنامح “بمبي” الذي أثار نقاشا واسعا على يوتيوب وتجاوز حواجز مجتمع مكبل بالعادات والتقاليد.
وعرضت أول حلقات بمبي الثلاث في 17 يونيو 2013 تحت عنوان “الانفتاح في التعليم”، بعدها “ما في بطالة” في 7 أغسطس الماضي، تليها حلقة “الحريم ساقوها” في سبتمبر.