أكدت رجاء عيسى القرق، المديرة التنفيذية لمجموعة عيسى صالح القرق ورئيسة مجلس سيدات أعمال دبي أن المرأة في الإمارات تحتل ثلثي الوظائف الحكومية غير أن ثلث هؤلاء النساء العاملات فقط يشغلن مناصب في مواقع القيادة وصنع القرار.
جاء ذلك خلال ترؤسها فريقاً مؤلفاً من عشر سيدات أعمال إلى كل من لندن، وبلفاست ومانشستر.
وأضافت: الأمر مشابه في أيرلندا الشمالية، حيث إن نسبة عالية من النساء يعملن أيضاً في وظائف حكومية. ولكن في أعقاب عملية السلام (التي كانت مدفوعة أيضاً من قبل النساء هناك) وبهدف تطوير اقتصاد مستدام، يجري تشجيع النساء ودعمهن لبدء مشاريعهن الخاصة، وكثير منهن قد بنين بالفعل شركات ناجحة، حيث إن تواجد النساء آخذ في الارتفاع في الشركات المتخصصة في التصميم الداخلي الفاخر، كما تقود النساء هناك مجال الإعلان الرقمي.
وقالت: لم يكن ما أدلت به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، أخيراً في مقابلة نادرة حول ما تطمح إليه من «تحقيق المزيد من المكاسب للمرأة في جميع المجالات وبلا حدود» ملهماً فحسب، بل كان ذا مغزى بالنظر إلى بعثة سيدات الأعمال إلى المملكة المتحدة التي قمت بترؤسها أخيراً.
ريادة الأعمال
وأضافت: من الأهمية بمكان أن يتقاسم جيلنا من سيدات الأعمال الناجحات في الإمارات تجربتنا هناك مع النساء الشابات لتشجيعهن على التحول إلى ريادة الأعمال. وقد سلطت البارونة وارسي، أول وزيرة مسلمة في الحكومة البريطانية، الضوء على تلك القضية أيضاً عند لقائنا بها خلال زيارتنا للمملكة المتحدة قائلة إنه من المهم جداً ونحن نتسلق السلم الوظيفي الذي اخترناه أن نأخذ بيد جيل الشباب من النساء معنا.
وأوضحت أنه خلال الزيارة التي ركزت على الأزياء والتصميم والبناء التقى الوفد العديد من سيدات الأعمال هناك، قائلة: إن بعضهن سيصبحن حتماً شريكات لسيدات الأعمال اللواتي رافقنني من الإمارات في هذه البعثة، الأمر الذي سيمكن الطرفين من تطوير أعمالهن في كلا البلدين وفي مناطق مختلفة من العالم أيضاً.
التجارة أو الاستثمار
وأكدت أن فرص المرأة الإماراتية للتجارة أو الاستثمار أو حتى مجرد معرفة حجم الفرص الضخمة المتاحة خارج الإمارات هي في حقيقة الأمر كالجواهر المكنونة التي ينبغي اكتشافها. وأردفت قائلة: خلال زيارتنا لمدينة التكنولوجيا في لندن والتي تعد حالياً أكبر كتلة رقمية في أوروبا، أدركنا حاجتنا الماسة إلى حاضنات للتكنولوجيا المتقدمة.
وقد عقدنا أنا وفاطمة عبيد الجابر رئيسة مجلس الإدارة الرئيسة التنفيذية لمجلس سيدات أعمال أبوظبي العزم على تحقيق ذلك. لقد ذهلت عندما سمعت أن نحو 55 ألف شخص قد دخلوا بوابة مركز جوجل وحده العام الماضي. ولا عجب في أن المملكة المتحدة هي الرائدة على مستوى العالم في الإبداع التكنولوجي. فقد أدى تمكين الناس من الالتقاء ومناقشة وتسويق أفكارهم إلى تحقيق ميزة هائلة للندن وللمملكة المتحدة في هذا القطاع.
صناعة النسيج
وقالت: في مانشستر وبلفاست أثار إعجابي وأعضاء البعثة، العوائد الكبيرة التي يمكن أن يحققها الاستثمار في هذه المدن لسيدات أعمال الإمارات المتمرسات. وقد سمعنا مباشرة من لورنا فيتزسيمونز مديرة مشروع (ألاينس) وبرنامج تطوير النسيج عن إعادة تمكين صناعة النسيج في المملكة المتحدة وهو القطاع الذي تصل قيمته إلى 9 مليارات جنيه استرليني سنوياً. وأعتقد أن هذا يخلق فرصاً جديدة للاستثمار في هذا القطاع ويفتح آفاقاً مهمة لرائدات الأعمال.
وأضافت: تمكنا خلال رحلتنا إلى المملكة المتحدة من تحدي الصورة النمطية عن المرأة في الشرق الأوسط بفاعلية ونأمل أن نكون قد تركنا بصمة في كل مدينة حول إنجازاتنا. وقد سمعت باهتمام من الوزيرة فوستر مباشرة أن هناك الكثير من النساء الشابات الطموحات اللاتي يشاركن في الأعمال وبأن أيرلندا الشمالية تبحث عن روابط وشراكات جديدة.
روح المبادرة
أكدت رجاء عيسى القرق أنه إذا كانت نسبة من النساء العاملات في الحكومة في الإمارات قادرة على تطوير الأعمال التجارية، فإنها يمكن أن تجلب أسلوب القيادة والمهارات وروح المبادرة معها لإنماء هذه الشركات، وخلق فرص العمل والمساهمة أكثر من ذلك بكثير في تعزيز اقتصاد الإمارات.
وقالت: يقع على عاتقنا كمجلس لسيدات أعمال دبي تشجيع ودعم جيل المستقبل من سيدات الأعمال في الإمارات، وآمل أن نتمكن من قيادة بعثة سنوية إلى المملكة المتحدة بقائمة تضم مزيجاً من سيدات الأعمال اللواتي يتمتعن بالخبرة والنجاح ورائدات الأعمال الشابات.
وتابعت: لقد تشرفت بالسماع من السفارة البريطانية في دولة الإمارات بأن المشاركات في بعثتنا الزائرة كن أفضل «سفراء أعمال» للإمارات. وفي الواقع نحن نستخدم خبرتنا لإلهام وتحفيز غيرنا من نساء الإمارات للسير على خطانا.