المشاريع الصغيرة هاجس «أرانشا غونزاليس» المدير التنفيذي لمركز التجارة العالمي التابع للأمم المتحدة، إذْ تحدثت باسهام وبكثير من الشغف عن ديمومة هذه المشاريع وتقديم كل الدعم لها. فمن الطبيعي أنْ تكون على رأس اهتماماتها لما لهذه المشاريع من أهمية في محاربة البطالة والفقر اللذين يعدان اكبر التحديات التي تواجه الشعوب والحكومات. وهي التي تعلم بأن ليس في البطالة مضيعة للموارد البشرية والاجتماعية فحسب ولكنها مصدرٌ خطيرٌ لتهديد استقرار المجتمعات لأثارها المدمرة، وتصفها بالقنبلة الموقوتة التي لا بد من مواجهتها وحلها.
وتقول خلال لقاء معها على هامش اطلاق الاستراتيجية الوطنية للتصدير، عن أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي ازدادت في أواخر السبعينيات وأصبحت الآن تشكل ما نسبته 94.8% من مجمل الأعمال، فقد بلغت على سبيل المثال نسبتها 95% من الصناعات في الاردن، إلا أنها لا تخفي قلقها على هذه الصناعات التي لها مزايا وإيجابيات الا ان مساهمتها في قيمة الصادرات العربية لا تتجاوز 19%، فلا بد من زيادة حصصها في الأسواق في الدول المستهدفة لصادراتها، من خلال تحقيق ديمومة واستمرارية الانتاج بتعزيز الثقة بها، ناهيك عن القدرة على المنافسة وتحقيق اسس ومعايير الجودة العالمية، وتوفير التدريب المهني، وإدارة الجودة، وتيسير التجارة واللوجستيات. وتُذكّر بأن الكثير من المشاريع الكبيرة كانت بدايات لمشاريع صغيرة.
وحول حجم التجارة العالمية تقول «غونزاليس»، إنها سجلت نحو 22 تريليون دولار العام الماضي، وهذا الرقم يعدّ أقل من السنوات السابقة إذْ انخفض 5% فى العام 2012، وتوقع انخفاضه إلى 4% هذا العام، مشيرة إلى أن العالم العربى هو الأقل اسهاما فى حجم التجارة العالمية بنحو 10% فقط بينما تمثل أفريقيا 15%. وتتمنى ان ترى دول البلاد العربية تتكتل مثل الاتحاد الأوروبى ليكون لها حضورٌ ومشاركة قوية في التجارة العالمية.
وختمت حديثها بمقولة «النمو الاقتصادي تحركه النساء»، فهي ليست نصف المجتمع من ناحية الكمية فحسب ولكنها قادرة على الادراة والابتكار والابداع في الاعمال بالفطرة، فمعظم المشاريع الصغيرة هي مشروعات اسرية تمتلكها النساء. وأضافت مبتسمة: إن نجاح البلدان هو انعكاس -أيضا- لقصص نجاح نسائها.