تنادي بعض النسوة بالحرية والحد من العنف الذي يمارس في بعض المجتمعات بالعالم ضدهن ،وتطالب بعض المنظمات النسائية في كافة أنحاء العالم بحرية المرأة ،مع أن ديننا الإسلامي منحها الحرية في كل شيء بإستثناء ما يخالف الدين والشريعة ،لكن المرأة مصرة على المطالبة بحريتها نتيجة القمع الذي يمارس ضدها من المجتمع الذكوري في بعض المجتمعات خاصة العربية منها،لكن للآن لم نسمع عن مطالبة بالحد من العنف ضد الرجل ومنحه الحرية التي يريدها ،ذلك أنه القائد ورب الاسرة ومنحه الله القوامة على المرأة في الرعاية والنفقة والحماية ،لكن تفسير هذا تشعب وتشرذم نتيجة تدخل أطراف خارجية تحارب الدين وتضهد المرأة،وتعزى ذلك إلى الدين الإسلامي ،وأنا لا أحبذ الخوض بهذا الأمر لإني لست مستشارة أسرية ولا واعظة دينية ولست مطوعة ،لكن ما دفعني لكتابة هذا المقال هو ما نشرته وكالة أخبار المرأة من فيديو مصور لإمرأة تضرب رجلا لا أدري إذا كان زوجها أو صديقها أو عابر سبيل تحرش بها ،وكما يوضح الفيديو بأنها تعنفه كزوجة ربما لإنه تحرش بإمرأة أخرى أو أستفزها بنظرة أو كلمة غزل بحق أخرى أو داعبها ومازحها بكلام آثارها مما دفعها لضربه بالشارع على مرأى من العامة لينشر عبر وسائل الإعلام والقنوات الفضائية فيشهر به وليبرز جرأة المرأة العصرية في التسلط على الرجل وهو ما يخالف أنوثتها ورقتها فهي ليست بحرب لتقوم بالدفاع عن نفسها بما يسيء لرفيق دربها أو من ظهر معها في الفيديو المنشور على موقع الوكالة .
إن ما يحاول الإعلام إبرازه ليس للتشهير بل لتحفيز النساء على المواجهة وعدم الصمت إزاء الظلم الذي قد يقع عليها ولو بكلمة ،ذلك أنها عرضة لذلك في حياتها اليومية وقد تتعرض للإهانة والمذلة والتعنيف إذا ما تجرأت وأعلنت عن طموح لها أو إمنية تود تحقيقها أو رسالة تود إيصالها للناس أو للمقربين منها.
ونعود للرجل الذي يتعرض للعنف وهم كثر لكنهم صامتون فكبريائهم ورجولتهم لا تجعلهم يفصحون عن ذلك خاصة في مجتمعنا العربي الذكوري ،فالرجل صاحب القرار وصاحب الأمر بحياة المرأة وفي شؤونها كافة سواء كانت صغيرة يافعة أو صبية عازبة أو زوجة آمرة ،وهو أحق بالقوامة بحياتها نظرا لضعف المرأة فسيولوجيا في بعض مراحل حياتها خلال الحمل والوضع وتربية الأولاد وتعرضها لأزمات مرضية تضعفها ،فهي ضعيفة وأنا واحدة من النساء اللواتي يقررن بذلك ويبصمن عليه ،لكن بعض الرجال يستغلون ذلك بطريقة سلبية يمارسوا ضدها كافة أنواع العنف النفسي والجسدي أحيانا نتيجة شعورهم بالنقص جراء تفوقها وتميزها ومنجزها ،في مفارقات عدة تؤدي إلى تصدع العلاقة بين الرجل والمرأة .
وثانية نعود للعنف الممارس ضد الرجل ،فكثيرات يضغطن عليه لتسجيل بعض الممتلكات التي تجمعهما بإسمها وتعليلها لذلك بحفظ حقوقها خشية أن يتزوج عليها بأخرى ،أوقد تجبره على مقاطعة البعض من الأصدقاء والمقربين لغيرتها من قريناتها ضمنهم سواء في العائلة والمجتمع المحيط بها ، ومن أولئك اللواتي يفقنها حسنا وجمالا وعلما ومنجزا وإبداعا بحياتها ،وما عليه سوى الإذعان والصمت الذي ينعكس كمؤشر و علامة على الرضى والقبول خوفا منه على بعض المكتسبات التي قد يخسرها إذا رفض ،وقد يتردد بين الناس أن صمت الرجل وقبوله هو قبول وتفاهم ثنائي ووفاق بين الطرفين كي يعيشا بسلام دون شقاق ونزاع يصل للتفريق أو الطلاق لا قدر الله ، وهذا كله معقول ومنطقي ،ويبقى بعض الرجال ممن يطالبون بإنصافهم إتجاه ممارسات بعض النساء لكنهم لا يلجأون للقضاء لنيل حقوقهم ولا يعتصمون أو يظهرون ذلك كي يحفظ ماء وجه ويعزز رجولته بالصمت المقنع وبالتظاهر بالرضى بما يقوم به من ممارسات تفرضها بعض النسوة على الرجال سواء كان إداريا في موقع العمل بما يحكم به القانون أو في المنزل أو في الشارع العام كي لا يتعرض للضرب كما شاهدنا في فيديو عمم عبر الشبكة العنكبوتية .