دخلت حملة شعبية أطلقتها فتيات مصريات منذ أربع سنوات، لتجنيد النساء في القوات المسلحة، مرحلة جني الثمار، حيث أعلنت الحملة عن وقفات متزامنة بكل محافظات مصر من الإسكندرية الى أسوان في 30 يونيو المقبل، لتحويل الحملة الى مطلب شعبي وقومي، فيما تسعى عناصر من قيادة الحملة الى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، لحثّه على اتخاذ خطوة تنفيذية، لتمكين المرأة من الدخول في هذا الاتجاه.
وتفصيلاً، تنتظر مصر مشهداً سياسياً وحضارياً نوعياً في 30 يونيو المقبل، حيث يتوقع خروج مئات الفتيات المصريات المطالبات بالالتحاق بالخدمة العسكرية الوطنية، أسوة بالرجال وتوازياً مع مختلف بلدان العالم. تنظم وتقود المسيرات المتوقعة حملة «مجندة مصرية»، التي أسستها وتلعب دور المنسق العام لها حالياً، طالبة في الصف الثالث الثانوي بمدرسة لوران الثانوية بالإسكندرية، هي جهاد الكومي، وتشاركها كل من دينا عاشور، وأحلام سامي، وروان طارق، وجميلة عيسى، وآية حمدي.
تدعو الحملة طبقاً لبيانها التأسيسي، الى إنشاء كليات عسكرية مقتصرة على الفتيات، لتدريبهن على حمل السلاح، ليكنّ على أتم الاستعداد في حالات الحرب والطوارئ، وفتح باب التخصصات داخل الكليات العسكرية لفتيات الجامعات المصرية، والتجنيد الاختياري للإناث.
وانضمت الى الحملة عبر صفحاتها المختلفة على وسائل الاتصال الاجتماعي 50 ألف ناشطة، كما اصبح لها منسقات وهياكل إدارية وعضويات في معظم المحافظات.
وقالت مؤسسة الحملة ومنسقتها العامة جهاد الكومي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الحملة تهدف الى الدخول بعلاقة المرأة والفتاة المصرية بالمجتمع في طور جديد، وهو انتزاع حقها المشروع في الدفاع عن وطنها، وانضمامها الى جيش بلادها». وقالت الكومي ان « الحملة مدركة لطبيعة وخصائص مجتمعاتنا العربية والشرقية، لذا فهي تبذل جهداً لتأكيد أن ما تسعى اليه يتماشى مع صحيح الدين، كما أنها تكتفي في الوقت الحالي بالدعوة الى فتح الكليات العسكرية امام الفتيات وتدريبهن».
ونفت الكومي ان تكون الحملة ارتبطت أو انطلقت من أجواء ما بعد 30 يونيو الماضي، التي ظهرت فيها المرأة بشكل مميز، وقالت «الحملة بدأت منذ أواخر 2010، أي قبل الثورة، لكنها طبعاً تأثرت بأجواء الثورتين، ومشاركات النساء الواسعة في الميادين والانتخابات، وتفاعلت معها». كما أننا أرسلنا خطابات بعلم الوصول الى رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، نقترح عليه استقبال وفد من الحملة، في الوقت الذي يحدده ليستمع الى مطالبنا، وليتخذ قراراً تاريخياً لصالح تمكين المرأة من الخدمة الوطنية لجيش بلادها». وشددت الكومي على رفضها استضافة الحملة، من قبل أي حزب أو جماعة سياسية، حتى لا تفقد الفكرة استقلاليتها، وتصبغ بلون معين».
وقالت العضو المؤسس في حملة «مجندة مصرية» دينا خيرت، في تصريحات إعلامية «ان حلم الانضمام للجيش المصري فكرة راودتها منذ الطفولة، بعد ان عرفت معنى كلمة جيش».
من جهتها، قالت القيادية اليسارية في صعيد مصر، والمنشقة عن حزب «التحالف الشعبي»، الدكتورة ندى نور، لـ«الإمارات اليوم»، «أنا ضد تجنيد الفتيات في الجيش، لان الطبيعة الفسيولوجية للفتيات، لا تؤهلهن لخوض معركة فيها حمل سلاح وقتال، وما الى ذلك، وفي الحقيقة انا لا أتفهم مطالبة فتاة بالتجنيد، في مجتمع يرفض وجودها فى مناصب قيادية مدنية، تتوافق مع فسيولوجيتها ومهارتها العقلية والذهنية، التي قد تتفوق فيها على كثير من الرجال».