وإجتمعت الفتيات والسيدات مرة أخرى، ليس فى صالون البيت ولا حديقته ولا حتى فى إحدى الكافيهات ولا فى النادى وإنما فى الفضاء الإفتراضى الذى أصبح يجمعنا أكثر من أى فضاء آخر ونشعر فيه بالألفة والصحبة مثله مثل التجمع واللقاء، بدأت اللقاء بسؤال عن التحرش وإنطلقت الصديقات فى إستعراض آرائهمز بدأتها د. امل بإستعراض حادث لابد وأنه منذ عقدين على الأقل، لكن ذلك النوع من الحوادث لايٌنسى:
انا بقى من أقوى المواقف ، كنت طالبة في سنة تانية و كانت محاضرة صوتيات و الدنيا زحمه، واحد من زمايلي اعتبرته محترم قام و قعدني على كرسيه ووقف جنبي ،،،و بعدين بعد المحاضرة مباشرة كنت عند حرس الجامعة و للأسف معرفش يجيبوا غير تاني يوم الصبح و فضحته في الدفعة كلها ولا يهمني حاجة لأني انا محترمة و هو كلب
(أمل الكاشف)
وإنطلقت بسمة فى جملة واحدة لم تزد عليها:
هموم و طموحات و احلام و توقعات و اخيرا صمت ! هذه هى المرأة المصرية. هجوم و تحكم و كبت و عادات و تقاليد و كلام الناس! هذا هو المجتمع من حولها. (المجتمع من الأول خلاها ضعيفة و لم يشجعها على ان تكون مستقلة فيترتب على ذلك أى ظلم او تحرش او استهتار بحقها او ...الخ )
(بسمة مراد)
وظهرت سارة بصل وهى وبسمة مراد مشارع دكاترة محترمين:
بالطوب و بالجزم و بالقلم و بالشتيمه بابايا ودانا نتعلم كونغ فو عشان نعرف ندافع عن نفسنا فى مواقف زى دى من و تحنا صغيرين و اهو الحركتين بيفيدو احيانا ههههههههه و المحرش دا اكيد بنى ادم جبان .... قلة الاخلاق او انعدامها احيانا بمعنى اخر انحطاط اخلاقى لن تنتهى لان ببساطه بعدنا عن دينا الحنيف اووووووووووووووووى يا دكتوره
(سارة بصل)
أيوه بقى يا أميرة! حين تتكلم الكاتبات يكون الكلام مثل عقود اللؤلؤ:
الست المصرية لازم تعترف ان المجتمع الحالى هو اللى معيوب. لا طوله اخلاقه او لون معتقداته او طريقة تفكيره تمشى مع حياتها المكافحة. الرجالة المتحرشة لازم هى اللى تخفى عن حياتنا. شبشبك ف رجلك يا بنتى و البادى اظلم. او ببساطة اكتر بدل لما نحرر الستات قوموا بينا نسجن الرجالة معانا يمكن يفهموا .
(أميرة النشوقاتى)
أما هالة فقد واجهتنا بالمعضلة الأزلية..كده الست غلطانة..وكده الست غلطانة..فى كل الأحوال الست غلطانة!
الكارثة في العهر الذي في عقول الكثيرين في المجتمع اللي بيعتبر ان الضحية والمجني عليها هي اللي لازم تخاف من الفضيحة "وتلم المتكسر وتسكت" وحتى لما بيحصل حاجة زي دي امام "الذكور" بيكون اللوم عليها هي ولو اتجرأت وحبت تاخد حقها بيكون الهجوم عليها هي كمان وبنسمع جمل زي : " وهو كان عمل ايه يعني علشان تكبري الموضوع كدا .. حرام عليكي تضيعي مستقبله ..... الخ " !!!!!!!
(هالة عبد الفتاح)
وحين ذٌكرت الشهامة على أنها أمر إختفى وولى زمنه، ظهرت نها حسن لتنبهنا الى أهمية تذكر الدور الأمنى الغائب:
أنا من رأيي وجود شهامة شيء مهم بس احنا بندفع ضرايب عشان خدمات من ضمنها الأمن فيا ريت دور الشرطة يتفعل تاني لأن في النهاية دي مش مسؤولية الستات يدافعوا عن نفسهم وده شيء مش دايما في استطاعتهم (خصوصا حالات التحرش الجماعي) ولا مسؤولية الرجالة الغير مسلحين بأي شيء سوى الشهامة.
وحين تساءلنا عن المدلول النفسى لموضوع التحرش قدمت لنا نها رأى د. سعيد صادق والذى يبدو منطقيا ومقبولا: انا و الأستاذ سعيد صادق أستاذ الأجتماع السياسي متفقين فى نقطة مهمة : أحيانا التحرش بيكون اثبات للذات نظرا لتفوق المرأة على الرجل في مجالات عديدة خاصة التعليم واللي مش عاجبه يدخل يشوف قائمة الأوائل في أي مدرسة والدليل على كدة كمان إن المتحرشين أحيانا بيكونوا في سن إعدادي وأحيانا بيتحرشوا بزميلاتهم في المدرسة في بعض الحوادث! أظن اللي في سن إعدادي مش هنتكلم عن عدم وجود امكانية الزواج والكلام ده...باختصار الكثير من هذه الحوادث هي رسالة إلى المرأة كي تعود إلى مكانها وحجمها وتتقبل حقيقة أنها اقل من الرجل فهو بتصرف صغير يمكنه أن يدمر مستقبلها وهي لا يمكنها فعل نفس الشيء معه
(نها حسن)
وظللنا نخرج من التنظير الى الكلام المباشر عن الحوادث وردود أفعال السيدات، وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على أن الوجع الذى تتركه حوادث التحرش لاينمحى أبدا مهما طال العمر فشمس وماجدة وهبة إنطلقن مثل مدافع الرشاش الآلى يحكين عن موقفهن من التحرش:
انا شخصيا ضربت واحد اد ضرفه الدولاب ف المينى باص لما كنت ف الجامعه ضربته وكنت مصممه اوديه القسم بس سواق المينى باص نزله .. مبقاش ينفع جبن خلاص .. كل واحده من وجهه نظرى لازم يبقى معاها اى حاجه تدافع بيها عن نفسها من اول رزاز الفلفل لحد مطوه .. مبقاش ينفع نستنى حد يدافع عننا .. بخ
شمس وجدى
انا متفقه معاكى محدش هيجيب حق المرأة الا هى نفسها انا اتعودت لو لقيت حد بيبصلى بشكل لا ارضاه انى افتح شباك العربيه واسأله مالك ماتبص قدامك ولو حد كلمنى كلمه هاكلمه عشره زى ماله حق ليا حق ونص وربعين كمان!
ماجدة القاضى
بالجزمه اللي في رجلي بتعامل كنت بخاف قبل كده لكن لقيت الجزمه شغاله زي الفل دا غير اني مؤسسه حركه الدفاع عن النفس في الميكروباص بدبابيس الحجاب وانا طالبه وافضحه في العربيه كلها وانا بغرز الدبوس في ايده . خلاص محدش بقي قادر يسكت كله بالجزمه.
هبة النمورى
صديقاتى الغاليات، كل عام وانتن بخير، أعلم ان الوجع لن ينمحى لكن بالإمكان أن يتغير شكله ولونه لو شعرتن بالإيجابية وانكن قائدات رأى وحركة، لن يختفى التحرش سوى بالمواجهة الجماعية ولن تشعرن بالتحرر من ألم الذكرى سوى بالمشاركة فى حماية الأجيال القادمة من النساء ساعتها ستأخذن نفساً عميقاً وتودعن صور التحرش لتسكن فى ادراج بعيدة من ادراج الذاكرة، ألقاكن على خير الأسبوع القادم لحكى لكن تجريتى مع مظاهرة لا للتحرش فى التحرير.