تقف الفنانة التشكيلية أنوار أبو جميزة أمام لوحتها الفنية التي تقول إنّها جسّدت واقع المرأة الفلسطينية. تقف بثوبها التراثي المطرّز، وقد قيّد الاحتلال الإسرائيلي يديها، وتغلّبت على ذلك بأن نبتت كأغصان الشجر عالياً، في دلالة على التحرّر من القيود التي يفرضها الاحتلال على مختلف أشكال الحياة في فلسطين. أنوار توسّطت مجموعة فنانين فلسطينيين شاركوا في معرض "أفضل ريشة لعام 2014"، الذي يجسد معاناة المرأة الفلسطينية ورؤيتها من خلال الفنّ التشكيلي، ضمن مبادرة "بنت البلد" التي يقوم بها طاقم شؤون المرأة في غزّة، بهدف تعزيز دور المرأة في المجتمع الفلسطيني، والتركيز على واقعها. تقول أنوار في حديث لـ"العربي الجديد" إنّها تحاول دمج التراث الفلسطيني في لوحاتها "من أجل التعريف بأهميته". وقد تنوّعت اللوحات ونوعية ألوانها، لكنّها توحّدت في تجسيد واقع المرأة العاملة أو الأسيرة أو ربّة البيت أو المناضلة والأسيرة في وقت واحد، إضافة إلى إظهار مشاركة المرأة في الأنشطة المجتمعية والسياسية. فشاركت الفنانة التشكيلية لينا الركوعي بلوحة تحاكي رموزا فلسطينية، مثل المرأة وثوبها الفلسطيني، البيوت الفلسطينية، القدس المحتلة وأسوارها. تقول لـ"العربي الجديد" إنّها أرادت الإشارة إلى "فلسطين من خلال الألوان الترابية، وإيصال فكرة عن واقع المرأة الفلسطينية". أما زميلتها الفنانة التشكيلية داليا عبد الرحمن، فتقول إنّها رسمت في لوحتها "عروس مدينة بيت لحم، لأنّ لباسها مميّز، وخصوصا الطربوش وفوقه الطرحة، وإلى جوارها بيوت القدس القديمة، بألوان زاهية تدلّ إلى الأمل والفرح". وتضيف في حديث لـ"العربي الجديد": "أحبّ رسم صورة قوية عن المرأة الفلسطينية، المغمورة بالحبّ والحياة والأمل، لذا أستخدم الألوان النارية". ورسمت الفنانة التشكيلية هناء حمش، المرأة الفلسطينية الموشّحة بالكوفية، ذات الملامح العربية، كحيلة العين، خلفها فخّار، وذلك "للدلالة على التراث الوطني الفلسطيني"، بحسب قولها لـ"العربي الجديد"، وأضافت: "أشارك مع مجموعة فنانين في مشروع "فنانون من أجل فلسطين"، التابع لمؤسسة "فجر"، وشاركت إيمانا بحقّ المرأة في أن تتمثّل بشكل لائق، لأنّها ركن أساسي من أركان المجتمع الفلسطيني". وتقول الزائرة رشا وهدان لـ"العربي الجديد"، وقد بدت مندمجة في إحدى اللوحات: "أعجبتني فكرة المعرض التي تتحدّث عن واقع المرأة الفلسطينية بين العنف والثقافة والمشاهد الحديثة والقديمة، وراقني تمثيل زوايا حياة المرأة الفلسطينية، وهذا أمر لافت بسبب قلّة حدوثه". وأضافت: "أتمنّى من جميع المؤسسات المحلية، وخصوصاً التي تُعنَى بالمرأة، التركيز على دورها، فهو أساسي، ومثل هذه المعارض تشكّل دعماً نفسياً للمرأة التي هي جزء أساسي من الحياة، وكما شاهدنا، فإنها قادرة على المشاركة والإبداع في كلّ الميادين".