بودي أن أتحدث عن إطلالة الشهر الكريم بشمولية، عن ثقوب وعيوب مجتمعنا، ولكن المساحة لا تكفي؛ لذا لن أتحدث عن معاناة العمالة التي لم تتسلم رواتبها عدة أشهر من شركات كبرى رغم أن طرفي المشكلة من المجتمع المسلم أو هكذا يقال، وقد لا تصدقون إذا قلت لكم إن الموائد العامرة يقابلها من يتضورون جوعا لأنهم باختصار شديد لم يقبضوا ثمن عرقهم وغربتهم، ولأن المجتمع يجمع بقايا السفرة ويضعها في الكيس "الأسود"، ولن أتحدث عن "الدراما السعودية" التي تسيطر على أجواء الإنتاج الخليجي بـ"اسكتشات" مدرسية شبه مكررة، وإن كنت أتوقع المنافسة الإبداعية ستكون محصورة في: فائز المالكي، وحسن عسيري، وقد يطل غيرهما ليغلب الكل فلنترقب ضجيج هذه "الدراما".
الذي أريد الحديث عنه وضع "المرأة السعودية" في هذا الشهر الكريم، فهي مغلوبة على أمرها طوال العام وسط مجتمع "ذكوري" يهيمن على حقوقها في المحاكم، ويأكلها لحما ويرميها عظما، وتصل الهيمنة الذكورية ذروتها في هذا الشهر الكريم.. الرجل "يتسدح ويتبطح"، ويعزف أجود أنواع الشخير وأبشر برجال قدام "السفرة"، لا يسأل كم صرفت المرأة من وقت لإعداد هذه "السفرة"، ولا يسأل عن الوقت المتاح لها لقراءة القرآن والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحات، كل همه "السفرة" ثم الشخير ومنكر ونكير.
لا أعمم هذه الظواهر السلبية، بل أتحدث عن هذه النوعيات من الذكوريات والفطريات و"العنجهيات"، أتحدث عن الزوايا الضيقة التي يحاصر المجتمع "الذكوري" فيها المرأة طوال العام، ثم يحلي "بعنجهيته" في هذا الشهر الكريم على حساب إنسانة ذات قيمة ومكانة تريد أن تعيش أجواء هذا الشهر الكريم فتجد الوقت يتسرب بين تجهيز الإفطار والسحور وبينهما "عنافر طبخة" لواحد بكل الحسابات مثل لاش....هنيئا لنا بهذا الأمن والاستقرار والرخاء "ولئن شكرتم لأزيدنكم". جعلنا وإياكم من المقبولين في هذا الشهر الكريم، وحفظ بلادنا من كل سوء.