كان يعلم بأنها ست النساء و ليس لديه بديل .. و لم يخفى عليه يوما أنها ملكة القلم و أن أمام ثغرها يغيب الكلام الجميل و أمام صدرها يذوب بكاء الرضيع ..
صمت أمامها فقالت له : لا تحزن ، الله غالب .. إنها طقوس الحديث مع الجميلات ، تستوجب الصمت و حسن البيان و الخجل و الجرأة و تربك أشجع إنسان .
إبتسمت و أزاحت خصلة شعرها الكستنائي المموج عن وجهها الأسمر المشرق كلون صخور جبال الشمال حيث يستمد الخيل الاشقر قوته . صمتها مستفز كإستدارة خصرها .
قال لها : مثيرة و تجدين التلاعب بقلوب الرجال و جريئة أكثر مما ينبغي .. هنيئا لك بالعاشقين لجمالك ، اما انا فإني لا أحبذ الشركاء في ما أملك .. و كما تعلمين فإني ألعن داعش و لا أصوت للأحزاب الإشتراكية ...
رفعت رأسها قائلة : لست بمثيرة ، أنا الجميلة بألف لام التعريف ولست مسؤولة عما يخالج أصحاب الانفس الضعيفة لرؤيتي و كما تعلم فإني أدافع عن حرية الضمير و عن حق التعبير و أصوت للكل حزب وطني ، يختار اللون الزهري ..
قال : اه لون باربي
ردت : عفوا لون قلم شفاهي ألم تلحظ بأني أضعه قبل القلم الحبر و الورق .. كم أحبه لا يفارقني
ترشف من القهوة و أشعل سيجارته ، دفعت هي بإصبعها طفاية السجائر و قالت : "تذركني بقول الشاعر دخ تدخينك يغريني .. كغيوم معركة عاتية .. أشتهي إنتصارها ...
إستطرد حلم الغيوم و صهيل الخيول و طبول المعركة قائلا : سآتي بفرس من أكاسوس و سأعمد بمياه الجنوب لأحارب من أجل هذه الشفاه الزهرية ... التي تذكرني بحلمة أمي ...
صمتت و أبعدت عينيها عنه لتنظر إلى المزهرية ، مسك يدها وقال : لا تخجلي و لا تخشي شيئا إن رياح أكاسوس ليست بعاتية .. رياحي خضراء دافئة كسنابل أرضك الخضراء .. كخصال شعر أمك الكاهنة قاتمة ... إنتظرني لأستمتع بسحرك ..تلك بداية الطقوس ... الله غالب أنا فارس لبنات الكاهنة ...