الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أصوات نساء بلادى "4"

  • 1/2
  • 2/2

وهكذا يا صديقاتى العزيزات بعد ما غَضبت مما حدث من تحرش وعنف منظمين تجاه المرأة فى التحرير يوم تنصيب الرئيس السيسى وبعدما فجر الحادث غضبى المتراكم عبر السنين الماضية، خرجت مثلما خرجت الكثيرات فى مظاهرة لا للتحرش  التى تمت أمام دار الأبرا المصرية وضمت مايقرب من ألفين من النساء والعشرات من وكالات الأنباء المصرية والعالمية ، كانت المظاهرة محمية تماماً برجال الشرطة ويغلب عليها تنظيم كبير وكنت سعيدة أننى أنفث عن غضبى وأنى أقف بالنيابة عن عشرات ممن أعرفهن ولا يستطعن النزول.
مما حدث فى المظاهرة ظهور متحرش، تم الإمساك به وذاق ما فيه القسمة من الداخلية تارة ومن المتظاهرين والمتظاهرات تارة أخرى، ووجدتنى أضحك وانا أفكر فى هذا المتحرش الغبى الذى إختار يوم مظاهرة ضد التحرش ليمارس مرضه، وبدأت أتعاطف مع المتحرشين فقد بدا لى الأمر وكأنهم فاقدى العقل تماماً وفاقدى الأهلية وأن أمراضهم ربما ذهبت بعقولهم بالكامل..ما\من فعل بهم هذا؟
ومما حدث أيضا معركة كلامية عنيفة بين سيدة ترتدى علم مصر وفتاة كانت تقف فى هدوء تحمل يافطة مكتوب عليها (الداخلية إتحرشت بيا) وذهبت السيدة لأبعد مدى حين أحضرت رجال الشرطة ليشاهدوا الفتاة واليافطة ويشتبكوا معها!!! ومن الثابت تحرش جنود الأمن المركزى بالنساء فلماذا غضبت السيدة الى هذا الحد؟ ولماذا أصرت على غحضار الداخلية لإذلال الفتاة؟ اليست المظاهرة للتعبير عن الرأى أم أن هناك شكوك حول أهدافها؟ وهل ينكر احد وجود التحرش المنظم والغير منظم فى شوارعنا؟ من عقود؟
ومما لفت نظرى أيضاً  أن وكالات الأنباء الأجنبية كانت اكثر من العربية،  والأجانب متعاطفون وطيبون، مهتمون وعاكفون على جمع الشهادات والآراء لكن حين عدت الى المنزل وبدات أرتاح قليلا وجدت ذهنى يصفو شيئاً فشيئاً ومع هذا الصفاء التدريجى بدأت أشعر بغصة فى حلقى ووجع فى قلبى وشعور حارق بالخزى والعار وكأننى وقفت فى المظاهرة بنصف ملابسى يشاهدنى العالم كله ووجدتنى ألعن الرجال الذين اوصلونا لهذا الحال من المذلة امام العالم اجمع، العالم الغربى الذى يستخدم المرأة الشرقية كأيقونة لكل الذل والقهر والتراجع ويتهم الرجل الشرقى بالسادية لأنه يعاملها هكذا منذ الفترة الإستعمارية المزدهرة فى القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون، لم تتغير تلك النظرة بل هى لاتزال تتعمق وتزداد، ليس الأمر اننى انكر ان هذا ما يفعله الرجل الشرقى عادة تحت أسترة كثيرة منها ستار الدين والأخلاق، لكن الأمر أن الغرب يساهم بشكل عام فى تدنى مستوى الشرق مما يساهم بشكل غير مباشر فى تدنى مستوى المجتمع وبالتبعية فى تدنى المرأة الشرقية، الغرب الذى يتهم المجتمع الشرقى بالتدنى والإنحطاط  يمارس قوته على دول العالم الثالث عسكرياً وثقافياً وإقتصاديا ولا يعبأ حقيقةً بتقدم المرأة ولا تحسن مستواها  لأنه لايعبأ بتقدم وىدمية الإنسان حين يتعارض هذا مع مصالحهم .ولهذا شعرت حين عدت الى منزلى بعد المظاهرة بأننى  كإمراة مصرية كنت بشكل او آخر مٌستغلة من كافة الأطراف، من رجال بلادى المتخلفون كما يٌقال عنهم ، ومن رجال الغرب المتقدمون كما يٌقال عنهم، فأين تذهب النساء لتعيش؟ فى كوكب تانى على طريقة مدحت صالح؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى