لايكفي ترك مظهر غير إنساني ولا حضاري للتوقعات والتخمينات والافتراضات، فلابد من متابعة وإيضاح وتوعية بحقيقة ما يحدث، على الأقل من جمعية حقوق الإنسان، إذا كانت وزارة الشؤون الاجتماعية نائمة، وهيئة حقوق الإنسان متعالية، وربما يستدعي الأمر تدخل وزارة الداخلية كناحية أمنية.
ثمة منظر غريب عجيب أنبه إليه دائما ولم أجد من يفك شفرته ويحل طلاسمه، يتمثل في عدد من النساء يجلسن علي رصيف طريق الشيخ جابر شرق الرياض في عز الظهر وعندما تكون الشمس عمودية ودرجة الحرارة فوق ٤٦ درجة مئوية، وهن يلبسن عباءة سوداء بطبيعة حال المرأة لدينا تغطي كافة الجسم و يرتدين قفازات سوداء وغطاء وجه كامل، وأقصد هنا أن كامل الجسم الإنساني الذي يستحيل تحمله لتلك الحرارة مغطى باللون الأسود الممتص للحرارة مع الرأس طبعا وهو مايعني على أقل تقدير ضربة شمس قاتلة آتية لامحالة بكل قوانين الطب والفيزياء وعلم الفلك!! فلا يمكن لإنسان طبيعي أن يتحمل تلك الظروف!!.
أرجو أن يفهم كل مسؤول في الوزارات والجمعيات والهيئات المذكورة آنفا أنني لست الآن بصدد الفضول لمعرفة سبب تواجدهن بهذا الشكل المنظم المنتظم (على طول الطريق ويفصل الواحدة عن الأخرى حوالى ثلاثة كيلومترات)، فقد يكون السبب هو استجداء العطف للتسول، كما ذكر أصدقائي في تويتر عندما نشرت مقطع فيديو لتواجدهن تحت درجة حرارة ٤٦م حسب ترمومتر السيارة الذي ينقص غالبا عن الطبيعي، خصوصا أن أمام كل منهن مجموعة كراتين مناديل وكأنها حجة بيع!!.
مايهمني هو حماية هؤلاء النسوة ممن أجبرهن على البقاء ومن أنفسهن ومن أشعة الشمس الحارقة بصرف النظر عن سبب تواجدهن والهدف منه، وتلك الحماية هي ماتبرز حقا الحرص الإنساني والاجتماعي والحس الأمني، سواء أمن الإنسان أو الوطن أو سمعته!!، وإنني أتساءل مندهشا: أين أدعياء حقوق المرأة من هؤلاء النساء أيا كان سبب جلوسهن بهذه الطريقة التي لايتحملها الجماد فكيف بالبشر وأيا كانت جنسيتهن؟!، وهل حاجتهن للدفاع والحماية أقل من بائعات ملابس نسائية أم كاشيرات أم عضوات شورى محتجات على تصويت عادل؟!، ألسن نساء؟!، ألسن قوارير؟! أم هن في نظرهم براميل!!.