الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الرجل .. أين أضعت هذه المفردة؟!

  • 1/2
  • 2/2

كم نسمع عن قصص التنكر والخداع، كم مر علينا من قصص الحب وضحايا الحب، كم تروى تفاصيل علاقات كان يضرب بها المثل انهارت وباتت مثلاً في التنكر والوجع الإنساني.
يهولني ويؤلمني أن المرأة دوماً هي العنصر الأضعف في هذه السيمفونية، هي الأضعف في تلقي صفعات الشريك وقسوة الشريك وعنف الشريك، هي الجدار الذي من السهل إزالته، ليواصل العشيق مسيرته دون عوائق أو صعاب.
لو جمعت هذه القصص وكل ما نسمع من روايات وأحاديث عن حب وقصة توجت بالزواج، ثم حدث تنكر وتراجع، فإننا سنضع ملاحم إنسانية بالغة الخطورة وبالغة الأهمية تؤرخ لقلب هذه المرأة الذي لا يعرف الكلل أو التعب، قلب وفي بحث عن الاستقرار، ثم منح الحب لمن طرق بابها وصدقت وعوده، وآمنت بكلمة الشرف.
الشرف لعله المفردة الضائعة وسط دوامة الأخلاق في زماننا الذي بعثرته الماديات وأشغلته الرغبات وضيعته التطلعات الزائفة، الشرف مفردة نبحث عنها دون جدوى، أو قولوا بالله ما الذي فقده ذلك الرجل الذي وهبته زوجته واحدة من كليتيها بعد أن تنكر له الأخ والأخت لتتقدم هرم الوفاء والإخلاص، وتقول «لا أتحمل يا زوجي رؤيتك تتألم» وتهبه جزءاً من روحها وأنفاسها، فيقوى ويستعيد صحته ويشكرها بالزوجة الثانية ويهددها بالطلاق.
إذا لم تكن المفردة المناسبة في سلسلة القيم الأخلاقية التي يفقدها هذا الرجل هي الشرف، فما هي الكلمة المناسبة التي تصف فعله وتواضع أخلاقه.
المرأة سجل دوماً ناصع بالحب والتضحية والآثار، فقط انطق كلمة الحب، فقط اصدح بأنشودة الغرام، فقط عبر بقصائد العشق، فقط اسرح بأنشودة الالتياع، واستمع لمعزوفات من السعادة بين يديها، بل في ربوع قلبها، وفي عمق روحها.
تعرف أيها الرجل إلى الإخلاص بين ثنايا عينيها، لكن أولاً انطق، عبّر، تحدث بعفوية وبحب وإخلاص، لا تخدع لا تتنكر، لا تغير قلبك ومشاعرك كما تغير ثوبك ولباسك كما تغير سيارتك وهاتفك وساعة يدك.
أشعرها أنها مملكتك وأنها عالمك، وستشعرك بأنك أهم رجال الكون، ستشعرك أنك أقوى من الصعاب، ستكون حليفك في زمن انهزم الوفاء، ستكون عونك في زمن قل فيه الأصحاب، ستكون عقلك وضميرك في زمن كثرة الغش والخداع، ستكون حليفاً قوياً ملاصقاً لعقلك بالقرب من قلبك، وفياً صادقاً، فقط امنحها الأمان، لتمنحك حقيقة ومعنى الحب ومعنى السعادة. هي تطلب فقط الشرف، كلمة الشرف أيها الرجل الشرقي، أين أضعت هذه المفردة؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى