( الزندان) او الحميديه كما يسميها البعض موطن احفاد الحاج ( كونت) احد ابطال المقاومة الشعبيه الشيشانيه ، والذي وفد الى العراق من الشيشان ،، الزندان قرية بناها المهاجرون الشيشان في العام 1880 تتبع لمحافظة بعقوبة العراقيه ، تمر علينا في رمضان هذا العام الذكرى السابعه لاغتصابها على يد ميليشيا طائفيه لم تجد ما تتقرب به الى الله في شهر الصوم سوى اشعال الحرائق وترويع الآمنين ، حدث ذلك ذات مساء في العام 2007 ، والسبب معروف ولكن ليس كل ما يعرف يقال .احرقت البيوت ، احرق المسجد ، احرق النخيل ، وخرج الاهالي وليس معهم من متاعهم سوى الثياب التي يلبسونها على ابدانهم .
انه قدر البعض منا ان تكون رحلة النزوح بلا نهايه ، من منفى الى آخر ، ومن جرح الى جرح ..
لو كنت اعلم ذات ربيع ،، قبل اعوام عشرين وانا اتمشى بين بساتين (الزندان ) ان الخراب والحرائق سيحلان بهذه القرية الصغيرة الوادعه التي تغفو بين احضان النخيل ،، لو كنت اعلم ان وقفتي هناك على اطلال اثار قديمه ستكون الوقفة الاولى والاخيرة ،، لو كنت اعلم وانا اودعها نهاية النهار انه وداع لا لقاء بعده ،، لربما خزنت في ثنايا قلبي المزيد من الصور والحكايا والذكريات والضحكات ،،،
يقول المفكر العراقي علي الوردي في تفسيره للزمن ، ان الزمن عباره عن خط مستقيم ونحن نمر عليه وليس العكس .
تصوروا لو اننا سلمنا بصحة هذا التفسير ، وتخيلوا معي انني استطعت بقوة خارقة ان اسابق خط الزمن هذا لاشاهد ما سيحدث في المستقبل ، ورأيت في احدى ثنايا هذا الخط مصير الزندان الاسود الذي ستؤول اليه بعد اعوام قليله ، وهي تحترق وتستغيث ، هل كنت سانعم يومها بضحكة ، او اكلة شهية، او طرفة اتبادلها مع رفاقي ؟
العديد من ابناء القرية لم يفقد الامل بعودة الحق الى اهله ، احد الذين استضافوني ورفاقي في بيتهم في القرية ، ذكر لي انه استطاع ان ينقذ حجج ملكيته لبيته وبستانه في الزندان ، لعل الزمان يدور دورته المعتاده ، ويعود الحق لاصحابه ولو بعد حين .
وحتى ذلك الحين سوف اعيش على بقايا صور وضحكات ومواقف عايشتها في تلك اللحظات التي انتزعتها من خط الزمن . فالذكريات جنه لا يستطيع احد ان يطردك منها .