حصلت الباحثة حنان عبد الله محمد السيد والتي تعمل بجامعة الشارقة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة ويلن جونج الإسترالية في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة عن رسالتها التي حملت عنوان " استخدامات المرأة الاماراتية الشابة ( 17 ـ 24 عاماً ) لشبكات التواصل الاجتماعي : مدخل للاستخدامات والاشباعات " وستنشر الرسالة في أحدي المجلات العلمية المحكمة حيث سعت الباحثة إلى فهم الأسباب الكامنة وراء زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين النساء الإماراتيات, والكشف عن الأسباب التي أدت إلى هذه الزياد , خاصة الاعتماد على التويتر في الحصول على المعلومات, والاعتماد على اليوتيوب للتسلية, وهذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها على المرأة الإماراتية وتعد إضافة مهمة للمكتبة العربية عامة ومكتبة بحوث الإعلام خاصة نظراً لحداثة موضوعها وعدم التطرق إليه من قبل, ويأتي موضوع الدراسة في إطار تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً وثقافياً, وزيادة دورها وتأثيرها في المجال الإعلامي, وتواصلها مع المجتمع المحلي في دولة الامارات العربية المتحدة وكذلك تواصلها الخارجي حول العالم .
واستخدمت الباحثة طريقة البحث الكمي مع الاستبيان كأداة لجمع البيانات في هذه الدراسة, واعتمدت في تحليل المعلومات على استعمال الحزمة الاحصائية «العلوم الاجتماعية» (SPSS) , وعليه فإن الأدوات الإحصائية مثل اختبار t والارتباط، الانحدار والإحصاءات الوصفية هي التي ساعدت علي تحليل المعلومات الناتجة عن أسئلة البحث.
جاء الفصل الأول يقدم للرسالة وتضمن وصفا لخلفية الدوافع لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بالاعتماد علي مدخل الاشباعات, وتناول الأنواع المختلفة لمواقع التواصل الاجتماعي وعناصر تكنولوجيا الاتصالات الفنية, وسلط الضوء علي الخصائص، المتغيرات، الاستخدام، الشعبية، الأهمية، ومحتوي التغير بالنسبة للمرآة الإماراتية الشابة في منطقة الخليج العربي, و طرح أسئلة البحث وفرضياته و أهمية الدراسة وتعريف المصطلحات التي تناولتها الدراسة, وتطرق إلى اهتمام الإمارات ومواطنيها بتطور التكنولوجيا, وتأثير ثورة الأنترنت من اكتشاف وتطوير أشكال التواصل الاجتماعي التقليدية, ثم عرض لمشكلة البحث مع طرح النظريات الأخرى لتفسير الدوافع في استخدام التواصل الاجتماعي لدي الشباب.
وركزت الباحثة عبر محاور الدراسة على استخدام المرأة الإماراتية الشابة لمواقع التواصل الاجتماعي, وعلي العلاقة بين دوافع الاستخدام ونتائج الاشباعات المتحققة, وكذلك استكشاف كيفية استخدام الشباب لوسائل التواصل الاجتماعي, وتأثير مستوى التعليم في ذلك .
وصنفت الباحثة أنواع وسائل التواصل الاجتماعي, واستخدام التكنولوجيا في توفير المعلومات أو الترفيه, وكذلك ما تتعرض له هذه الوسائل من أعمال القرصنة أو إساءة استعمالها في مقاصد غير أخلاقية, ووضعت تعريفات لشبكات التواصل الاجتماعي مثل المدونات الميكرو , و التويتر الويكي, والفيس بوك وأصحاب العمل, و الفليكر, وتوصلت الباحثة إلى أنه ليس كل الأفراد المتصلين بالإنترنت يحصلون على نفس المفعول حتي وإن كان لديهم نفس الطموح والدوافع , وأوضحت أن الأنترنت أصبح أداة هامة في كافة أشكال الحياة إلا أنها جلبت معها عددا من المشاكل الاجتماعية والنفسية والمادية, ومنها ما وصفته بإدمان الشباب على الانترنت فالشباب يقضون كثيرا من الوقت في هذه المواقع مما يؤثر على حضورهم الاجتماعي في الجوانب الأخرى من الحياة, وكذلك التأثير السلبي للاتصال المتزايد عبر شبكات التواصل الاجتماعي ما يؤثر علي قدرة الشباب على تطوير مهارات الاتصال الاجتماعية ولاسيما اذا لم يجدوا إلا الوقت القليل, فيما تحولت العديد من الشركات لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة تجارية وأداة للإعلانات للتواصل مع عملاءها .
وكشفت الدراسة أن ٧٣٪ من المنظمات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في مختلف اشكال الاتصال و ٢١٫٧٪ من المنظمات نظرت إلى شبكات التواصل الاجتماعي على أنها مستقبل التواصل مع المجتمع, وأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد ينظر إليها كأداة من أدوات السوق المختلط بل أصبح ينظر إليها كضرورة من ضروريات الاتصال المعاصر.
الفصل الثالث من الدراسات أستعرض بشكل أساسي الدراسات السابقة التي لها علاقة بالتواصل, بينما تضمن الفصل الرابع رؤية خاصة عن تغير المعتقدات التقليدية للمرآة وكيف حصلت المرآة الإماراتية علي كافة حقوق المواطنة, وألقي هذا الفصل الضوء على التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته الإمارات وانعكس على المرأة الامارتية الشابة , وتأثير ذلك على مراحل تطور الإنترنت حتي وصل إلي هذا المستوي المتقدم بين الشباب الإماراتي, فقد أصبح تحسن تكنولوجيا السايبر في الإمارات مرتكز أساسي لدعم التواصل بين أفراد المجتمع, وأن المرأة الإماراتية شاركت بقوة في عضوية مواقع التواصل الاجتماعي لتحتل المركز الثاني في التصنيف العالمي, وأن تأثير الإنترنت لم يتوقف فقط عند العوامل التجارية والسياسية والاقتصادية ولكن أمتد إلي عوامل أخري منها العادات الاجتماعية والثقافية في المجتمع, كما أن سهولة استخدام الإنترنت في الإمارات جعل المرأة الإماراتية الشابة تتخطي العزلة التقليدية.
الفصل الخامس من الدراسة تضمن الإطار النظري للدراسة, وركز على النظريات المستخدمة حول ماذا يفعل الناس بوسائل الاعلام؟ وليس العكس كما هو المعتاد ان تكون الدراسات حول ماذا تفعل وسائل الاعلام بالمستخدمين؟. وشمل هذا الفصل عرض كامل ومفصل لنظريات الاستخدام.
الفصل السادس تطرق إلى فهم كيف تستقبل المرأة الإماراتية الشابة وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها كأداة للاتصال والمشاركة الاجتماعية وتضمن طرق البحث وأسئلته وتصميم البحث وشكله وعينات المشاركين المحددين في الدراسة وحجمهم وأخلاقيات البحث بالإضافة إلى كونه قانوني ومعتمد عليه مرتكزاً على نتائج الاشباع وذلك باختبار الأسباب وراء الزيادة في شعبية مواقع الاتصال الاجتماعي بين النساء الإماراتيات في الفئة العمرية ١٧-٢٤سنة .
وكشفت الدراسة أن نسبة المراهقات اللواتي لديهن حسابات الكترونية بلغت ٩٩٪ في فئة المراهقين و٩٧٪ من فئة البالغين, وأن نسبة من لديهن ثلاث حسابات علي مواقع التواصل الاجتماعي بلغت ٩٧٪ من المراهقين و ٨٧٪ من البالغين, أما المشاركات التي لديهم حسابين بلغ ٦٪ في فئة المراهقين و٢٤٪ في البالغين, و من لديهن حساب واحد كانت صفر بين المراهقين و١٪ بين البالغين.
الفصل الثامن للدراسة تضمن النتائج والتوصيات من بينها :
جاءت دوافع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ثلاثة دوافع رئيسية هي : استقاء المعلومات ، التسلية، والتواصل الاجتماعي.
وبتحليل حسابات الاستخدام كشفت الدراسة أن شعبية وسائل التواصل في الاستخدام جاءت كالتالي: كثير من المراهقات وقليل من البالغات يستعملن يوتيوب للحصول على المعلومات للمواد الدراسية ولكن غالبية المراهقات يميلن إلي استخدام اليوتيوب لأنه يقدم لهن أشكال متعددة في التسلية المرئية كالأفلام، والموسيقي والبرامج تليفزيونية.
الفتاة الإماراتية البالغة تفضل تويتر في الاستخدام للبحث عن المعلومات حيث يتيح لها الحصول علي أخر أخبار ومستجدات الأحداث الجارية حول العالم وعكس ذلك من خلال الاتجاه الإيجابي للمشاركات في تفضيل تويتر عن غيره من المواقع لإيجاد المعلومات, وأخير جاء الاستخدام من أجل التواصل الاجتماعي حيث أتفق كلا من المراهقين والبالغين علي أستخدام الإنستجرام للتواصل الإجتماعي. وجدير بالذكر أن هذه الدراسة هي أول دراسة تتوجهه إلى المرأة الإماراتية الشابة والنتائج التي توصلت إليها الباحثة جديدة، حيث أن آخر دراسة حول الإمارات بصفة عامة أشارات إلى شعبية “الفيس بوك” في الإستخدام هذا مما أدي بتوصية الباحثة إلى ضرورة عمل دراسات أخرى على الأجيال القادمة من الشباب حيث تختلف طبيعة الاستخدام من جيل إى آخر.
وأوصت الدراسة بضرورة أن تكون الدراسات المستقبلية شاملة على المتغيرات أخري من حيث دوافع الاستخدام, مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات التي تعبر عن قيمة التنوع في نتائج الاستخدام من الممكن أن تلعب دوراً مهماً في إيجاد خيارات الجمهور تجاه المواقع الأخرى, وأوصت بدراسات أخري تتطرق إلي كيفية تأثير وسائل الاتصال الحديثة علي الوسائل التقليدية, كما أن طرق البحث الوصفي إلى جانب الطريقة الكمية في الدراسات المستقبلية من شأنها أن تعزز النتائج بشكل أعمق وأكثر نجاحاً , واوصت كذلك باستخدام طرق البحث المشترك بين الكمي والوصفي. ومتابعة أجراء الدراسات لتحديد العلاقة بين الدوافع والاشباعات على أفراد الجيل التالي من المرأة الإماراتيات الشابة حيث لوحظ اختلاف طبيعة الاستخدام من جيل إلى آخر.