بعد تراجع ظاهرة "البلطجة" فى مسلسلات رمضان التى كانت قاسما مشتركا فى معظم الأعمال العام الماضى، قفذت إلى السطح ظواهر أثارت قلقا بين كثير من الأسر المصرية والعربية المتابعة للاعمال الدرامية، وأهمها التركيز على عودة المهن المخلة للآداب والتى تعد من أهم الظواهر الملفتة للنظر.
وتسببت فى مطالبة المشاهدين بوقف عرض المسلسلات التى تتناولها، حيث رفضت الرقابة على المصنفات الفنية تحديد أعمار للمشاهدة، كما هو معمول فى الفلام السينمائية، وخاصة عبارة "للكبار فقط".
وكانت الرقابة قد حذفت عدد كبيرًا من مشاهد رأت أنها لاتليق بحرمة الشهر الكريم، ولكن كان من الصعب حذف مشاهد يعتمد عليها موضوع مسلسلات مثل "سجن النساء" الذى تم تصوير معظم حلقاته بين بيوت دعارة وسجن القناطر، حيث تفترض الأحداث أن عددًا كبيرًا ممن تتعامل معهن بطلة المسلسل "نيللى كريم" من خلال دورها كسجانة فى "سجن النساء" فتيات يتم القبض عليهن فى بيوت مشبوهة، حتى وصفها البعض أنها حملة لتشويه صورة المرأة المصرية فى الدراما.
وتم استغلال شخصية "درة" لتكون مثالا للمرأة المشبوهة حيث تم القبض عليها فى الحلقة التاسعة، قامت بعملية انتحار فاشلة بقطع شرايينها بعد تبرؤ والدتها منها وطلاق زوجها لها.
كما تضمن مسلسل "كلام على ورق" لهيفاء وهبى العديد من المشاهد الخارجة والتى تصف فيها نفسها بأنها "بنت شمال" وهو ما دفع القنوات التى تعرضه لعدم عرضه فى نهار رمضان، والاقتصار على عرضه فى فترات ما بعد الإفطار ومنها قناة النهار المصرية التى عدلت من خريطتها بسبب الانتقادات الموجهه للمسلسل.
ويبدو أنها ظاهرة منتشرة فى كل الاعمال حيث لا يخلو عمل درامى تقريبًا من مشاهد تشوه صورة المرأة ومنها مسلسل "اتهام" لمريام فارس، و"دكتور امراض نسا " لمصطفى شعبان و"دلع بنات " لمى عز الدين.
وقد نددت جمعيات حقوقية ومنهاالمجلس القومي للمرأة هذه الصورة بل واستحدثت لجنة باسم لجنة "رصد وتقييم صورة المرأة في دراما رمضان"، حيث يلتف حولها كل قطاعات الجمهور، وتضم اللجنة في عضويتها نخبة من كتاب الدراما والفنانين والمخرجين والنقاد.
وقالت فى بيانها "أنه قد تم ملاحظة أن الكثير من الأعمال الدرامية فى الفترة الأخيرة تتناول أفكارا شاذة وتقدم صورا سلبية تؤدى إلى هدم القيم المصرية الأصيلة كما تؤدى إلى ترسيخ القيم الهدامة التى تدفع إلى تسطيح وهدم فكر الشباب، واتخاذ أنواع من السلوك اللاأخلاقي، والتركيز عليها.