الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الرائدات يدفعن الثمن المعتاد كونهن أول من اقتحم القلعة الحصينة --- المرأة القوية في فرنسا تتعرض لأوقات عصيبة

  • 1/2
  • 2/2

يدّعي البعض أن المجتمع الفرنسي يتحامل على المرأة الفرنسية القوية، حيث اضطرت أول رئيسة تحرير لصحيفة لوموند، نانالي نوجايريد، التخلي عن وظيفتها تحت الضغوط، وأقيلت مديرة متحف بيكاسو، آني بالدساري، وأجبرت وزيرة البيئة والمرشحة السابقة للرئاسة، سيغولين رويال (60 عاماً) على سحب تعليقاتها بأن زميلاتها الوزيرات «وسيمات ومتغطرسات»، وفي الوقت ذاته تلقت سيدة الاعمال الأكثر نجاحاً في فرنسا، الرئيسة السابقة للمجموعة النووية الفرنسية، آن لوفيرجون، تقريعاً لاذعاً من مدقق حسابات الدولة. ويتساءل البعض هل هذا كان مجرد مصادفة أم هو مقصود فقط لأنهن نساء؟
بدأت النساء الفرنسيات للتو تبوؤ مناصب عليا في المجتمع الفرنسي والخدمة العامة. ويبدو أن هؤلاء الرائدات يدفعن الثمن المعتاد كونهن أول من اقتحم القلعة الحصينة، التي يدافع عنها الرجال بشراسة. وتحدثت الناشطة النسوية الرائدة في فرنسا، فلورنس مونترينود، قائلة «إن هذه الأحداث ليست مجرد مصادفة، وإنما نقرأ من ورائها حقيقة الوضع في فرنسا»، وتضيف قائلة «من الصعب جداً على المرأة أن تكون مقبولة في موقع السلطة في هذا البلد، ربما يكون الوضع ليس صعباً دائماً في بلدان اخرى، لكنه صعب جداً في فرنسا في هذا المجال»، وتسترسل «اذا كان الرجل في فرنسا يتمتع بشخصية قوية، فإن الناس يقولون إنه شخص قوي، وإذا كانت المرأة تتمتع بالشخصية نفسها فانهم يقولون إنها امرأة صعبة للغاية، ومن المستحيل العمل معها». وتقول زوجة سياسي اشتراكي، طلبت عدم الكشف عن اسمها، إن الوضع السياسي لايزال يسيطر عليه الذكور، حتى لدى اليسار، وتضيف أنه «إذا أخطأ الرجل فإنه سياسي جاهل أو مدير جاهل، وإذا ارتكبت المرأة خطأ فإنها هي الخطأ بنفسه، وإنها لا ينبغي أبداً أن يتم تعيينها في منصب في المقام الأول».
إحدى الصحافيات في «اللوموند» لديها وجهة نظر مختلفة، حيث تعتقد أن انتخاب نانالي لمنصب رئيس التحرير من قبل الموظفين، حدث لأن الموظفين شعروا ان عليهم منح المرأة فرصة، وانها فشلت لأنها لم تستطع استقطاب الموظفين الى جانبها».
وتعتقد مونترينود أنه إذا كان يتم الحكم على المرأة في المناصب العليا بالطريقة نفسها التي يقيم بها الرجال فلا ضير في ذلك، ومن الطبيعي أن يتم انتقاد امرأة مثل آن لوفيرجون على الطريقة التي تدير بها اموال الشركة التي تعمل فيها، وهذا أمر عادي، وهو جزء من الحملة التي ظللنا ننظمها على مدى 40 عاماً، وهو أن تتم معاملة المرأة كالرجل». إلا أن مونترينود تجادل بأن فرنسا، دون دول كثيرة، من الصعب أن تقبل فكرة «امرأة قوية».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى