أثار المسلسل المصري "سجن النسا" الذي يعرض في رمضان على العديد من القنوات الفضائية موجة من الانتقادات الحادة من قبل المشاهدين بسبب مشاهد العري والرقص والإيحاءات الجنسية التي يحتويها بشكل فاضح.
وتدور أحداث المسلسل، المستوحاة عن وقائع حقيقية، حول ثلاث نساء تعرضن للعديد من المصاعب في حياتهن، وعانين من الظلم، مما أدى بهن إلى ارتكاب جرائم متفرقة، وينتهي بهن الأمر في السجن، ليبدأن مرحلة جديدة من حياتهن تختلف عن حياتهن في السابق، خاصة بعد اندلاع ثورة يناير/كانون الأول التي تبدلت معها حال البلاد.
وتقول الشركة المنتجة للمسلسل "العدل غروب" أن القصة مأخوذة عن مسرحية للأديبة فتحية العسال، وتحكي "وقائع حقيقية عايشتها أثناء فترة اعتقالها في سجن النساء".
وطالب نشطاء على مواقع التواصل بوقف عرض المسلسل مراعاة لقيم وتقاليد المجتمع وحرمة شهر رمضان، واصفين إياه بأنه مسلسل "جنس النساء" وليس "سجن النسا".
وكانت الحلقة الأولى من المسلسل قد تضمنت عدة مشاهد من التحرش الجنسي اللفظي الذي يقوم به أحد أبطال المسلسل.
كما شهدت الحلقة العديد من الألفاظ والعبارات الشعبية والسوقية التي لا تتناسب مع عادات وتقاليد الشعب المصري، إضافة إلى مشاهد ملاطفة صريحة بالصوت والصورة قبل إقامة علاقة حميمية بين "صابر" بطل المسلسل و"غالية" التي تجسد شخصيتها الفنانة نيللي كريم، لدرجة استخدام ألفاظ صريحة.
وتجسد الفنانة نيللي كريم شخصية "غالية" السجانة الطيبة التي تختلف كثيرا عن زميلاتها، وقد ورثت تلك المهنة عن والدتها رغما عنها للحفاظ علي منزلها "العهدة الحكومية"، الذي تركته لها أمها بعد وفاتها شرط أن تعمل سجانة.
ووسط حياتها القاسية، والتي تقضي معظمها داخل السجن، لم تنس "غالية" قلبها، حيث تقع في غرام صابر (أحمد داود) الذي يوهمها بحبه ويوقعها في جريمة قتل.
وفي مشهد استمر لأكثر من خمس دقائق في أحد الكباريهات تظهر الفنانة التونسية درة (دلال) مع بنت خالتها التي اصطحبتها إلى هناك حيث الرقص والعري والإباحية والألفاظ الجنسية الخادشة للحياء، وذلك من أجل أن يظهر المخرج لقطة تناول "دلال" الخمور للمرة الأولى واستمرارها في طريق الدعارة المشبوه الذي اختارته.
و"دلال" هي شخصية هادئة تتعرض للاغتصاب فتصاب بانهيار عصبي، ويقودها الشيطان لتصبح إحدى عضوات شبكات الدعارة لينتهي بها الحال بالسجن.
وتقول درة "ان دورها ليس فيه جرأة"، وانما يتعرض للدور الانساني لاحدى الفتيات التي تدخل السجن، ولكن يظل الماضي يطاردها، والمسلسل يتحدث عن نماذج اجتماعية نقابلها يوميا في حياتنا، ويرصد عدة قصص إنسانية من داخل سجن النساء.
ويرى نقاد أن هذا المشهد كفيل لوحده بوقف عرض المسلسل، خاصة أنه تجاوز كل الخطوط الحمراء، وخرج عن المألوف والذوق العام في تطويل لا مبرر منه ولا يخدم الأحداث ويهين المرأة المصرية بشكل عام ويقدمها في صورة سيئة لا تليق بها.
وتجسد الفنانة روبي شخصية "رضا"، التي تدخل السجن بعد أن قادتها ظروفها البائسة وفقرها للعمل باحدى شبكات الدعارة، فتدخل السجن بقضية آداب ولكنها لا تستسلم لمصيرها، وترفض بقاءها خلف القضبان فتعرض علي غالية (نيللي كريم) رشوة مقابل مساعدتها في الهرب. وبالفعل تهرب ولكنها تعود خلف الجدران مجددا.